Tuesday 21st September,200411681العددالثلاثاء 7 ,شعبان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الرأي"

تحسده كل الحروف تحسده كل الحروف
الحرف الثمين حلم المحتاجين
طيف أحمد / الوشم - ثرمداء

الكثير يشعر بنشوة الفرح بعد التخرج ، يرى أن حلمه الذي طالما سعى جاهداً لتحقيقه يتراءى أمام عينيه ، يحس بأن الدنيا فتحت ذراعيها لاحتضانه فها هو قد وصل إلى نهاية المطاف ، ولم يبق إلا قليلاً لتتحقق الأمنية التي سعى لها منذ ستة عشر عاماً ، فيبدأ يتابع الصحف ومواقع الإنترنت ليبحث عن وظيفة ، ومن ثم تبدأ رحلة المعاناة فهو يطوف المؤسسات الحكومية والشركات الأهلية حاملاً معه أوراقه التي تئن كما يئن هو من حرارة الطقس أو برودته.. يمضي بصمته الجارح يطحنه البؤس ويلفه الحزن ، تتساقط عصافير أحلامه على أرض قاحلة !!
يبدأ يلوك الكسل ويلفظ البطالة ، فالجميع يرفضه لأن فيتامين (و) قد لا يتوفر لديه ، وقد لا يجده من يبحث عنه في أرقى الصيدليات فمن أين يأتي به ؟؟
أكثر من علامة استفهام تدور في مخيلته وعندما لا يجد اجابة يشعر بخيبة الأمل ، وهو يرى من أقل منه خبرة وتقديراً قد نافسه وأخذ مكانه وتربع على عرشه ، بينما هو يتوارى خلف ضباب حلمه ويبدأ الخمول يبث سواده على وجهه الصبوح ، ممزقاً أطياف حلم جميل طالما حلم به عدة سنوات !!
بدأت رحلة الحروف الضائعة فالمدارس والبنوك والمستشفيات كلها ترجع للحرف الضائع (و) ، وهو يدور في حلقة مفرغة يبحث عن هذا الحرف فيعود من حيث بدأ !!
لقد انقلبت الموازين رأساً على عقب وأصبح الحال يرثى لهؤلاء الخريجين ، الذين يبحثون عن خدمة الوطن أولاً ولقمة العيش ثانياً فيصابون بحالة إحباط يكسر عنفوان القوة لديهم ، يشعرون بأحاسيس طاغية تثور في نفوسهم تبدد ذاتهم مهما حاولوا ان يتصلبوا أو ان يجمعوا شتات نفوسهم الضائعة ، بل ان الطموح الذي كان يسايرهم ويجري في عروقهم أحالهم إلى جذوة خابية ، بعد أن كانوا شعلة متوقدة.. فقد قست عليهم الظروف فكبلت تحركاتهم الشخصية ووأدت كل شيء جميل.
إن هؤلاء الخريجين بحاجة إلى يد حانية وإلى نبراس من الأمل يضيء لهم الطريق ويوقد شموعاً لهم في حياتهم ، ليحصلوا على لقمة العيش الكريم والاستقرار النفسي.
إنهم بحاجة إلى من يعيد لهم الثقة بأنفسهم ، لأن ضعف الثقة بالنفس يقلل طموحها ويقتل استقلالها ويفقدها حياتها ، بينما الثقة هي الخيط الذي ينسج منها أولئك الشباب حياتهم الجديدة وما أحسنه من نسيج!!
فهلاّ وفرت المؤسسات الخاصة والشركات الأهلية فرصاً وظيفية لهؤلاء الشباب دعماً (للسعودة) ، أم ان تلك الدعايات التي نراها للسعودة ما هي الا حبر على ورق ؟؟
وهلاّ وضعت تلك المؤسسات يدها مع المؤسسات الحكومية لتزرع الابتسامة لدى ثلة كبيرة من شبابنا ، الذي يحمل من المؤهلات ما يجعله أهلاً لتلك الوظيفة ؟؟
إن الإنسان ليس إلا بذرة أو نبتة تسعى دائماً للخروج إلى الشمس والهواء ، فإذا حرمت من هذين فلا تزهر ولا تثمر ، وهكذا شباب الوطن فهم بحاجة إلى العمل الذي ينشط العقل ويبدد المتاعب ويضيء النفس بالتفاؤل والثقة ويكشف للإنسان عن جمال الدنيا وجوانبها المضيئة المشرقة.. فهلا حققتا لهم ما يُريدون ؟؟ أتمنى ذلك !!


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved