من هذه التجارب أستطيع أن أُلخص جوهر أو لب المشكلة وإجابة السؤال الحائر حتى الآن، لماذا تأخرت عن الركب الوظيفي مسافة شاسعة والإجابة تنحصر في أمرين لا أرى ثالثاً لهما فالأول: هو صراحتي المتناهية وعدم مجاملتي حتى للرئيس في سبيل تطبيق الأنظمة.
الأمر الثاني، وهو سبب قد يأتي في الأعوام الأخيرة من خدمتي، وهو عدم أخذي للجامعية لأن بعض الرؤساء من الرعيل الحديث لا يؤمنون بالتجارب ولا يأخذون بالخبرة وإنما الشهادة في نظرهم هي كل شيء ويبرز بطلان هذا الرأي تجربة واحدة مررت بها عندما بشرني وكيل الوزارة د. إبراهيم العواجي بنجاحي في المسابقة المجراة لوظيفة باحث قضايا.. لأن أصحاب الماجستير والبكالوريوس لم يوفقوا، ووفق صاحب الثانوية والتجربة، ورغم بحثي المضني عن وظيفة يساعدني دخلها على تأمين أدنى متطلبات الأسرة.. فالشركات والمؤسسات الأهلية تشترط ضرورة توفير: (الجامعية + خبرة + كمبيوتر + E)، وأحمد الله أنني لا أمتلك شيئاً من هذه، وأنا على يقين بأن هذه الإعلانات ما هي إلا إجراءات شكلية يُراد بها التذرع لاستقدام عمالة غير سعودية.
وأنا ومن هذا المنبر منبر (الجزيرة) أُهيب بجميع شباب وطني بأن يتذرعوا بالعلم وألا يكتفوا بالجامعية فقط، حتى يستطيعوا استلام مهامهم في المجتمع الفسيح الرحب.. وعليكم معشر الشباب أن تكونوا درعاً واقياً بسلاح العلم تذودون به عن حياض الوطن.
وإن غداً لناظره لقريب.
|