* الرياض
عبد الرحمن المصيبيح:
يرعى مساء اليوم صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض المعرض الدولي للكتاب الذي تنظِّمه جامعة الملك سعود.
وبهذه المناسبة تحدَّث ل(الجزيرة) وكيل وزارة التعليم العالي للعلاقات الثقافية المكلَّف الدكتور عبد الله بن إبراهيم المعجل، الذي أعرب في البداية عن عظيم امتنانه وسعادته لتفضل صاحب السمو الملكي الأمير سلمان ورعايته لهذه المناسبة، وقال: إن رعاية صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض لمعرض الرياض الدولي العاشر للكتاب الذي يُقام في رحاب جامعة الملك سعود خلال الفترة من 7-17-8-1425ه الموافق 21-9-1-10-2004م تدلُّ دلالة واضحة على اهتمام سموه الكريم وتقديره لمنسوبي وزارة التعليم العالي والجامعات السعودية وغيرهم من العلماء وطلبة العلم والمثقفين والقرَّاء بصفة عامة. وقد عوَّدنا سموه الكريم على تشريف مثل هذه المناسبات العلمية والثقافية التي تقيمها الوزارة والجامعات السعودية، وخصوصاً أنه كان دائماً حاضراً معنا لرعاية وافتتاح معارض الرياض الدولية السابقة. وهذا الأمر ليس بمستغرب من الأمير سلمان؛ نظراً لحبه الشديد للكتاب والقراءة، ومتابعته المستمرة لما يصدر من إنتاج فكري جديد.
والأمير سلمان -يحفظه الله- قريب جداً من المكتبات وهمومها؛ حيث يرأس مجلس إدارة مكتبة الملك فهد الوطنية، وهو الرئيس الفخري لجمعية المكتبات والمعلومات السعودية. كما أن أقدم وأكبر مكتبة جامعية في المملكة تفتخر بحمل اسم سموه الكريم، وهي مكتبة الأمير سلمان المركزية بجامعة الملك سعود.
لكل هذا فإن رعاية الأمير سلمان لأكبر حدث ثقافي يُقام في المملكة، وهو معرض الرياض الدولي للكتاب بدورته العاشرة، يعدُّ فخراً لجميع منسوبي وزارة التعليم العالي والجامعات السعودية. فلسموِّه الشكر والامتنان على هذه الرعاية التي تأتي خدمةً لهذا الوطن الحبيب في العهد الزاهر والنمو المطَّرد بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين والنائب الثاني، يحفظهم الله.
مساهمتها في إثراء
الحركة الثقافية
* ما مدى مساهمة مثل هذه المناسبات في إثراء الحركة الثقافية؟
- تسعى وزارة التعليم العالي دائماً إلى أن يكون لها دور فاعل وحضور متميز في إقامة العديد من الأنشطة العلمية والثقافية؛ مثل المحاضرات والندوات وورش العمل والمعارض الوطنية والدولية والأيام الثقافية داخل المملكة وخارجها، وذلك مساهمةً من الوزارة في رفع المستوى العلمي والثقافي لأبناء هذا المجتمع، وتعريف المجتمعات الخارجية بما وصلت إليه الحركة العلمية والثقافية في المملكة من تقدُّم وازدهار.
وإن تنظيم معارض الكتاب يعدُّ دليلاً على تطوُّر المجتمعات وحبِّها للعلم والثقافة، فالأمة القارئة هي الأمة المثقفة. ولقد واكبتْ معارض الكتاب في المملكة التطور الكبير الذي شهده مجتمعنا في العقود الأخيرة، فكانت هذه المعارض خير دليل على المستوى العلمي والثقافي الذي وصل إليه مجتمع المملكة. ولقد أصبح هناك اهتمام كبير بهذه المعارض التي تشهد إقبالاً شديداً من قِبَل الجمهور؛ مما يثلج الصدر، ويجعل الإنسان يشعر بالفخر والاعتزاز.
اهتمام الوزارة بالكتب والمكتبات
* ماذا عن اهتمام الوزارة بالكتب والمكتبات ومعارض الكتاب؟
- تُعدُّ المكتبات الجامعية من أهم مقومات التعليم العالي، وهي دليل وشاهد على مستوى أي جامعة أو مؤسسة علمية. ولذا فقد اهتمت وزارة التعليم العالي من خلال الجامعات السعودية اهتماماً كبيراً بمكتباتها من حيث حجم ونوعية مقتنياتها من مصادر المعلومات، وكذلك مستوى الخدمات المعلوماتية التي تقدِّمها تلك المكتبات لروَّادها. وتزخر مكتباتنا الجامعية -ولله الحمد- بملايين المجلدات والمواد العلمية والثقافية من الكتب والدوريات والمطبوعات الحكومية والرسائل الجامعية والمصغَّرات الفيلمية وملفات المعلومات والمواد السمعية والبصرية والخرائط في التخصصات المختلفة وباللغتين العربية والإنجليزية. كما تقتني المكتبات الجامعية آلاف المخطوطات الأصلية والمصورة، بالإضافة إلى مجموعات متميزة من المطبوعات النادرة التي تمثِّل أوائل المطبوعات من كتب ومجلات وصحف.
ويسعدني بهذه المناسبة إحاطة القرَّاء الأعزاء بأن مكتباتنا الجامعية تقدِّم خدماتها لأفراد المجتمع ومؤسساته من خلال إتاحة فرصة الاطلاع والقراءة في كنوزها من المخطوطات والكتب النادرة والكتب العامة والمرجعية والمجلات العلمية والعامة ومطبوعات الجهات الحكومية والمنظمات، وغيرها من مصادر المعلومات المختلفة بما فيها المصادر الإلكترونية. كما تُتاح لأفراد المجتمع خدمات أخرى؛ مثل الإعارة والتصوير والبحث والخدمة المرجعية، وغيرها من الخدمات المتوفرة.
كما تُساهم الوزارة من خلال الجامعات السعودية بريادتها البحثية والعلمية والثقافية، وذلك من خلال نشرها العديد من الكتب المؤلفة والمترجمة التي تغطِّي مختلف فروع العلم والمعرفة، بالإضافة إلى نشر العديد من البحوث العلمية المحكمة في كل سنة.
وبالنسبة لمساهمة الوزارة في معارض الكتاب، فالوزارة هي الجهة الرسمية في المملكة التي أُنيطت بها مسؤولية تنسيق جميع معارض الكتاب الداخلية والخارجية، سواء معارض محلية أو دولية. ويوجد لدى الوزارة لجنة خاصة لمعارض الكتاب الداخلية والخارجية برئاستنا وعضوية عدد من المسؤولين في بعض الجهات الحكومية؛ حيث تقوم هذه اللجنة بعمل توصيات بإقامة المعارض في المملكة أو خارجها، كما تقوم بتطوير المشاركات في المعارض الخارجية للجهات الحكومية والخاصة.
وانطلاقاً من الدور الكبير الذي تلعبه معارض الكتاب الدولية في إثراء الحركة الثقافية في المجتمع، فإن الوزارة تقوم دائماً بالتنسيق مع الجامعات السعودية لإقامة المعارض الدولية، ونحرص دائماً أن تواكب تلك المعارض الحركة الثقافية المزدهرة في المملكة.
معرض الرياض الدولي
** أرجو إعطاءنا نبذة موجزة عن معرض الرياض الدولي للكتاب؟
- يأتي تنظيم جامعة الملك سعود لمعارض الرياض الدولية للكتاب انطلاقاً ومسايرةً للتطور العلمي والثقافي الذي تعيشه المملكة، والذي برز بشكل لافت للنظر في السنوات الأخيرة. وتجدر الإشارة إلى أن تنظيم معارض الكتاب الدولية في المملكة يرتبط ارتباطاً وثيقاً بجامعة الملك سعود، من خلال تنظيمها لأول معرض دولي للكتاب يُقام في المملكة في عام 1397هـ. ولقد لقي هذا المعرض قبولاً كبيراً من لدن الناشرين، كما حظي بالإقبال الكبير من قِبَل الزوَّار بكافة فئاتهم. وقد شجَّع نجاح المعرض الأول جامعة الملك سعود على الاستمرار في تنظيم معارض الكتاب في المملكة من خلال تنظيمها لمعارض الرياض الدولية للكتاب في دوراته اللاحقة.
ولقد اكتسبت معارض الرياض الدولية للكتاب التي نظمتها جامعة الملك سعود شهرة واسعة في المحافل الدولية، حتى إن اسم معرض الرياض الدولي للكتاب أصبح متعارفاً عليه دولياً ومسجَّلاً لدى كثير من الاتحادات والنقابات العربية والدولية التي تنظِّم معارض الكتاب.
وتفتخر وزارة التعليم العالي بأن معرض الرياض الدولي للكتاب الذي تقيمه جامعة الملك سعود كان -ولا يزال- أول وأكبر معارض الكتاب السعودية، ومن أكثرها نجاحاً، بما يتميَّز به من حضور كبير، سواء من قِبَل القرَّاء والمثقفين أو من قِبَل كبريات دور النشر وموزِّعي الكتاب على المستوى الوطني والعربي والدولي؛ حيث يتم عرض أحدث ما تنتجه تلك المؤسسات الفكرية من مطبوعات تقليدية وغير تقليدية في شتَّى العلوم والمعارف.
إقامة المعرض
يُقام مساء اليوم في البهو الرئيس لجامعة الملك سعود بالمدينة الجامعية بطريق الدرعية. وسوف يستمر المعرض لمدة عشرة أيام على فترتين؛ صباحية ومسائية، ما عدا يوم الجمعة فهو فترة مسائية فقط.
وقد أُتيحت الفرصة لكبريات دور النشر وشركات المعلومات في مختلف دول العالم للمشاركة في المعرض وتقديم أحدث إنتاجها من إصدارات علمية وثقافية بشتى الموضوعات واللغات ولمختلف الأعمار والفئات، ومنها بالطبع كتب المرأة والطفل، وذلك بمختلف أشكال أوعية المعلومات بما فيها المواد الإلكترونية. كما سوف يُصاحب المعرض عدد من الفعاليات الثقافية التي عادةً ما تُصاحب معرض الرياض الدولي للكتاب؛ مثل الندوات والمحاضرات والأمسيات الشعرية وورش العمل والعروض المسرحية. وسوف تُقام هذه الفعاليات الثقافية في قاعة الشيخ حمد الجاسر في بهو الجامعة.
وإني لأهيب بروَّاد العلم والثقافة والقرَّاء بصفة عامة، كما تعوَّدنا في معارض الرياض الدولية للكتاب السابقة، أن يستفيدوا من اجتماع هذا العدد الكبير من دُور النشر وشركات المعلومات المحلية والعربية والعالمية في مكان واحد ولفترة محدودة، وهي فرصة كبيرة للمواطنين والمقيمين من داخل مدينة الرياض وخارجها لزيارة المعرض والاستفادة من معروضاته. كما أن هذا التجمُّع ينبغي ألاَّ يفوت طلاب وطالبات المدارس والجامعات.
كما تحدَّث ل(الجزيرة) معالي الدكتور صالح العذل رئيس مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية؛ حيث أبدى امتنانه لتفضُّل صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز ورعايته لهذه المناسبة، وقال: لا شك أن رعاية صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض لهذا المعرض تمثل اهتمام القيادات العليا في هذه البلاد بالكتاب والكتَّاب والمثقفين، وتفعيل الجوانب الثقافية ورعايتها، كما تمثِّل دعماً حقيقياً للحركة الثقافية في المملكة التي شهدت تطوراً ملحوظاً في السنوات الأخيرة، مكَّنها من احتلال مكانة ثقافية مرموقة بين دول المنطقة؛ حيث يحرص ولاة الأمر على استغلال العديد من الفعاليات والمناسبات الوطنية في دعم وإثراء الحركة الثقافية وإبراز الوجه الحضاري للمملكة.
* ما أهمية إقامة مثل هذه المناسبات ومدى مساهمتها في إثراء الحركة الثقافية؟
- لا يخفى علينا جمعياً الدور الذي تمثله إقامة مثل هذه المعارض؛ فهي مناسبات كبيرة تجمع أهل القلم وروَّاد الحركة الثقافية، تجمعهم بعاشقي الحرف، وفي الغالب يتم تنظيم العديد من الفعاليات في إطار معرض الكتاب، ويتم تقديم العديد من الندوات والمحاضرات، وهي فرص حقيقية تبرز فيها شواهد حية تمثل راصداً ومؤشراً لما آلَ إليه الوضع الثقافي، كما تخلق الجو لإيجاد بيئة أفضل تسمح بتحقيق التواصل بين الأطراف المختلفة لدفع عجلة التقدم الثقافي.
نشاطات
* وماذا عن تسليط الضوء على نشاطات المدينة في مجال البحوث والدراسات؟
- من المعلوم أن مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية تقوم بدعم الأبحاث العلمية الموجَّهة لخدمة قضايا التنمية المختلفة، وقد تمَّ دعم العديد من الأبحاث في المجالات العلمية التطبيقية المختلفة؛ كالطب والهندسة والزراعة والعلوم الأساس ومجالات العلوم الإنسانية؛ كالاجتماع والاقتصاد والتربية، وأبحاث التعليم العام، وتشمل نحو 11 بحثاً ذات علاقة بتطوير أساليب ومناهج التعليم، والطب الشعبي، ويهدف إلى التقييم العلمي لمحاسن ومساوئ العقاقير المستخدمة في الطب الشعبي السعودي، ودراسة مدى انتشار استخدام العقاقير الخام في علاج الأمراض في مناطق المملكة المختلفة. إضافة إلى وضع تصور مبدئي للأدوية العشبية برصد النباتات الطبية المستخدمة في المملكة، ووضع المعايير القياسية والأمنية والصحية لهذه النباتات، وتنظيم كيفية التداول السليم لهذه الأعشاب، وتقييم الحالة الغذائية لسكان المملكة العربية السعودية، وتمَّ من خلال هذا البحث دراسة أنماط الاستهلاك الغذائي والعادات الغذائية السائدة بالمملكة، وتحديد المواد الغذائية الرئيسة المستهلكة محلياً، وإعداد جداول القيمة الغذائية للأغذية المحلية من واقع التحاليل الكيميائية لتلك الأغذية، وتحديد مدى انتشار حالات سوء التغذية من ناحية التوزيع الجغرافي، وكذلك مدى انتشار أمراض الأسنان كإحدى المشاكل الصحية التي تواجه المجتمع السعودي، وأمراض شرايين القلب والعوامل المسبِّبة لها لدى السعوديين، وقد تم من خلال هذا المشروع الوطني دراسة هذا المرض ومسبِّباته دراسة شاملة بين السعوديين على المستوى الوطني، وتحديد المعدل السنوي لهذا النوع من الإصابة الخطرة، وخصائصه لدى المجتمع السعودي ومقارنتها مع المجتمعات الأخرى.
كما تدعم المدينة حالياً عدداً من الأبحاث الوطنية التي يُتوقَّع أن تحقِّق نتائج إيجابية، منها:
- حمَّى الوادي المتصدع: ويهدف إلى إجراء دراسات بحثية لمعرفة وبائية المرض، وبناء نظام صحي متكامل لمعالجة حمى الوادي المتصدع واستئصاله من جميع مناطق المملكة بمشيئة الله.
- الاحتياجات المائية للمحاصيل الزراعية الاقتصادية بالمملكة العربية السعودية: ويهدف البحث إلى تقدير الاحتياجات المائية للمحاصيل الاقتصادية بعدد من مناطق المملكة، وتحديد التركيبة المحصولية المثلى في مناطق المملكة في ضوء نتائج الاحتياجات المائية.
ونحن هذه الأيام على موعد مع نشاط واسع تُقام فيه العديد من الفعاليات التي تنظِّمها المدينة، ونرجو أن تُثمر هذه الفعاليات عن الأهداف التي وُضعتْ من أجلها. ومن هذه الفعاليات (مؤتمر السلامة المرورية الثاني) الذي تقام فعالياته الآن، ومنتدى إدارة الوثائق إلكترونياً الذي يتم هذا الأسبوع أيضاً، بالإضافة إلى حلقة نقاش بعنوان: (الفحص الوراثي ودلالاته.. نواحي أخلاقية) التي تعقدها المدينة يوم الأربعاء 15 شعبان.
| 
"محليــات"