تكتظ الصحف بالموضوعات الاجتماعية المشيرة إلى حركة تطوير جادة في النظم الاجتماعية لعلَّها بدأت بتحديث آليات التعليم ومضامينه، ثمَّ الإجراءات التنفيذية للمحاكم، وإدارات الخدمات العامة، والتسهيلات التجارية، وشملت الآن الحق العام، والخاص، والثقافة والإعلام، والتجارة، ثم لحقت بالانتخابات كأحد الإجراءات التطويرية لتفاعل الأفراد في مجتمعهم، والأخذ بهم إلى سدة المسؤولية المباشرة في مواجهة الخدمات البلدية والفردية والعمل على التمثيل الفعلي للدور الذي يفترض أن يقوم به كلُّ ذي خبرة وقدرة من أجل نشر صوت ودور الوعي الفردي للجماعات متمثلة في مجالس البلديات العامة تلك التي تمثل بشكل أكثر دقة (الفردية) المبشرية في (كتل) هي في مجموعها الأفراد في المدن الذين هم المجتمع.
ولعلَّ المسؤولية التي كانت مناطة بالجهات (الرسمية) تنتقل بشكل عملي وحضاري إلى الأفراد ومن يمثلهم. وتلك خطوة متميزة جاءت في وقت يقوم المجتمع بتحديث آليات تطويره، وتنظيم سبل هذا التطوير، وتقنين المسؤولية، وإناطة الأدوار.
ولعلَّ في أسلوب الانتخابات تجربة جديدة يخوضها الأفراد في مجتمعنا نحتاج معها إلى تمثيل (الأخلاق) التي تمثل (قيم) هذا المجتمع المنبثقة من (الشورى) الإسلامية ممَّا يُرتجى من التخلص بالتَّنبه إلى عدم الوقوع في (أساليب) لا تليق بالمنظومة الدقيقة في سلوك الصدق، والتجرد، والحق، والعدل، والإيثار، وإعطاء كلّ ذي حق حقه دون السقوط فيما يسقط فيه النَّاخبون في البلدان الأخرى من السبل غير الواضحة وغير النزيهة.
إنَّ (الانتخابات) التي أدخلت إلى مجتمعنا لهي مؤشر إيجابي إلى الخطوات الجادة في سبيل ترقية آلية الفعل الاجتماعي - الرسمي ويبقى دور الأفراد الذين كثيراً ما سمعنا أصواتهم مكتوبة ومسموعة ويبقى دورهم في إبلاغنا بها عاملة صادقة نزيهة.
|