* بغداد - أ.ف.ب:
يقر مسؤولو القوة المتعددة الجنسيات الذين يخوضون سباقاً مع الزمن لتجهيز قوات الشرطة العراقية التي تدفع ثمناً باهظاً نتيجة الاعتداءات وأعمال العنف، بأنهم قد لا يتمكنون من تحقيق هذا الهدف بالشكل الأكمل قبل نهاية العام المقبل.
وأكد الضابط البريطاني نيغل ايلوين فوستر المسؤول الثاني في برنامج تدريب قوات الأمن العراقية لوكالة فرانس برس أن (كامل المعدات لن توزع على الشرطة إلا في نهاية العام المقبل).
وقد قتل 600 شرطي على الأقل في أعمال العنف في سائر أنحاء البلاد منذ سقوط نظام صدام حسين في نيسان - ابريل 2003. ومنذ ذلك الحين تسعى قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة ثم القوة المتعددة الجنسيات إلى تشكيل قوة للشرطة قادرة على مواجهة متمردين مسلحين بشكل جيد ويصعب الإمساك بهم.
وتأمل القوة المتعددة الجنسيات في الاعتماد على قوات أمن عراقية في العمليات التي تنوي القيام بها في كانون الأول - ديسمبر للسيطرة على المناطق المتمردة في أرجاء البلاد. لكن من الآن وحتى الانتخابات العامة المرتقب إجراؤها في كانون الثاني - يناير 2005م ، لا يتوقع أن تحصل قوات الشرطة المقدر عددها حالياً بتسعين ألف عنصر على أكثر من أربعين بالمئة من العتاد الذي تحتاج إليه. ويفترض أن يرتفع عدد هذه القوات إلى 132 ألف عنصر على المدى المتوسط لكنها لا تملك حالياً على المستوى الوطني سوى 5923 آلية و42491 سترة واقية من الرصاص و73093 قطعة سلاح و13245 جهاز لاسلكي.
وقد لخص مدير شرطة بغداد العميد عبد الرزاق السامرائي الأحد التحديات التي ستواجهها قوات الأمن. وقال في هذا الصدد للصحافيين: (نحارب شتى أشكال الجريمة. من قبل في ظل النظام السابق كانت هناك أجهزة أمنية عديدة لكننا الآن وحيدون على الأرض ونحن بحاجة للتدريب وللعتاد للقيام بالمهمة الملقاة على عاتقنا. وأضاف أن (أعداءنا يستخدمون شتى أنواع الأسلحة مثل مدافع الهاون والقنابل اليدوية والسيارات المفخخة والقنابل المصنعة يدوياً). لكن مع كل ذلك فإن القوة المتعددة الجنسيات باتت تعتمد أكثر فأكثر على الشرطة وتضعها على الخط الأول في مكافحتها اليومية للعنف الذي يهز العديد من المناطق العراقية. فقد قال قائد عسكري امريكي في حديث لوكالة فرانس برس مؤخراً: إن (الشرطة هي التي ستسوي الوضع في العراق).
وفي هذا السياق كثفت القوة المتعددة الجنسيات جهودها لتجهيز قوات الشرطة بعد عمليات فرار عديدة من صفوف قوات الأمن والحرس الوطني والجيش في نيسان - ابريل الماضي خلال المعارك مع المقاومين السنّة والشيعة. إلا ان هذه الجهود تصطدم بندرة العتاد في السوق كما يقر الجنرال الامريكي ديفيد بتراوس أحد المسؤولين عن هذا الملف.
وأشار الضابط ايلوين فوستر إلى أن (المسألة مرتبطة بإنتاج مثل هذه المعدات وبوتيرة تسليمها وتوزيعها في سائر أرجاء البلاد).
وأضاف هناك حدود للسرعة التي يمكنكم أن تنفذوا فيها ذلك وخصوصاً أن الأمر يتعلق بتجهيز ربع مليون شخص. حتى القوات المسلحة البالغ عددها حالياً 20 ألف عنصر والتي يعتبر تجهيزها اسهل نظريا، لن تتلقى السترات الواقية من الرصاص قبل شباط - فبراير المقبل.
وقال الضابط البريطاني (قيل لي ان مخزونات السترات الواقية من الرصاص تنفد حاليا وذلك يعود على ما يبدو إلى العدد المحدود للمصنعين) مؤكدا في الوقت نفسه تصميمه على الحصول على هذه المعدات على الأقل للوحدات التي يتشكل منها الجيش العراقي الجديد.
|