* دارفور - - ظافر القحطاني:
أكثر من 300 ألف نازح في اقليم دارفور يعانون من الأمراض وقلة مصادر المعيشة يتوزعون على العديد من المعسكرات الإيوائية التي بنتها المنظمات الإنسانية القادمة من مختلف البلدان حيث إن هذه المعسكرات تفتقد إلى أبسط وسائل المعيشة ومنها الماء، ومن هذه المعسكرات معسكر (أبو شوك) الذي يعتبر المعسكر المثالي حسبما ذكر لنا العديد من المراقبين في تلك المنظمات الإنسانية حيث يحتوي المعسكر على أكثر من 60 ألف نازح ويقوم على إدارة المعسكر غالبية المنظمات التي تشارك كل منها في مجال معين أو بنشاط معين بعد التنسيق فيما بينها.
(الجزيرة) قامت بزيارة المعسكر وتجولت داخله حيث وجود الخيم الصغيرة التي لا يكاد يقف الشخص فيها، بالإضافة إلى وجود عدد بسيط من مضخات المياه المنتشرة بالمعسكر ويتزاحم عليها الناس بشكل كبير، بالإضافة إلى وجود عدد من المراكز الصحية كالمركز السعودي والمصري والألماني والتي قمنا بزيارتها والاطلاع على سير العمل لدى كل مركز، فالمركز الصحي المصري والذي يتكون من العديد من الخيم التي خصصت للعلاج في تخصصات معينة كالباطنية والجلدية والصدرية ويقوم بالإشراف على المركز أطباء من الجيش المصري ويستقبل المركز الذي يفتح أبوابه للمرضى من الساعة العاشرة صباحاً وحتى الساعة الرابعة عصراً أكثر من 300 مريض بمختلف الحالات المرضية.أما المركز السعودي الذي يعتبر المركز الصحي الوحيد الذي يتميز بوجود مختبر متقدم لديه فحص العينات بالإضافة لوجود غرف للتنويم وتحتوي على عشرة أسرة ويوجد لدى المركز خمس عيادات يديرها أطباء من الجنسية السودانية بالإضافة لوجود صيدلية متكاملة تقوم بصرف الدواء للمرضى بالمجان.
وخلال جولتنا بالمركز التقينا بالدكتور خالد عرفة المشرف الطبي بالبعثة الإغاثية السعودية والذي قال: مركز أبو شوك هو أحد المراكز التي أقامتها البعثة لتلبية حاجة المعسكرات من الناحية الصحية فيوجد اربعة مراكز أقامتها البعثة في كل من معسكر زمزم ومليط والزهراء وطويلة وتخدم هذه المراكز أكثر من 200 ألف نازح وأبرزها هو مركز أبو شوك وذلك لكونه يحتوي على مختبر لفحص العينات ويرتكز عليه عمل بقية المراكز وذلك لفحص العينات التي ترسل كل يوم من بقية المراكز لفحصها والتأكد من تشخيص المرض لصاحبها.. وقد ساهمت هذه المراكز بحمد الله في علاج أكثر من 20 ألف مريض تم تقديم الخدمة الطبية لهم كل حسب حالته وتم صرف الدواء اللازم لكل حالة وغالبا ما تكون هذه الحالات أمراض اسهال وتسمما غذائيا بسبب عدم وجود المياه الصالحة للشرب في بعض المعسكرات؛ ولهذا تسعى البعثة بالتنسيق مع بقية المنظمات الإنسانية المشاركة في إغاثة النازحين بالاقليم لتقليل الإصابة بالأمراض من خلال تنفيذ العديد من المشروعات داخل المخيمات كتوزيع الغذاء الصحي وحفر بعض الآبار وتوزيع المياه.. كما اننا وباشتراك مع بقية المنظمات نقوم بعقد اجتماع دوري كل اسبوع مع وزارة الصحة في مدينة الفاشر يجتمع فيه كافة مقدمي الخدمة الطبية لتقديم المقترحات والاحصائيات المدعمة للقرارات التي تتخذ في تلك الاجتماعات.
من جانب آخر التقينا داخل المركز بالفني سطام الشمري المشرف على المختبر في مركز أبو شوك والذي أكد ان المختبر يعد فريدا من نوعه على مستوى مدينة الفاشر فهو مجهزة بأحدث التقنيات في تحليل العينات بمختلف أنواعها، وبالنسبة للحالات التي غالبا ما ترد المختبر من كافة المراكز الصحية تكون هي عملية اشتباه بالإصابة بالملاريا والتي غالبا ما ينتج بعد الفحص عدم الإصابة بها، وهذا مما ساعد كثيراً الأطباء في اعطاء العلاج الصحيح للمريض.
أيضاً التقينا بالصيدلي خالد العنزي والذي أكد ان صرف الدواء للمرضى بالمجان داخل كافة المراكز السعودية في كافة المعسكرات وبسبب وجود المختبر الذي ساهم في التقليل من صرف الدواء وخاصة الدواء الذي يصرف للمصابين بمرض الملاريا حيث كانت الصيدلية تعاني من نقص شديد في الدواء لهذا المرض لكثرة المشتبه في حملهم للمرض ولكن بوجود المختبر أصبح الدواء متوفراً لعدم وجود مصابين كثر بالمرض حيث يتم فحص الحالة مخبرياً للتأكد من الإصابة وغالبا ما يكون صرف الدواء للاسهال والتلبك المعوي وذلك بسبب تلوث المياه والأكل في المعسكرات وهذا أمر طبيعي لعدم وجود أبسط وسائل الحفاظ على الطعام أو أبسط وسائل تنقية للمياه.كما حاورنا بعض المستفيدين من خدمات المركز حيث رفعت حاجة إبراهيم تيجاني كفوف الدعاء سائلة الله ان يجزل الخير والمثوبة لمن أمر بذلك وقالت عندما سمعنا بإقامة مركز صحي في معسكر أبو شوك بادرت بالمجيء إليه وقطعت مسافة طويلة رغبة في ان التمس العلاج من أشقاء لنا قادمين من أرض الحرمين الشريفين. وأضاف على ذلك أمين فضل حسين قائلاً: أنا وابنائي الأربعة نعيش حاليا في هذا المعسكر ومنذ وقت نعاني من بعض المشاكل الصحية التي تنتشر في فصل الخريف وبفضل الله ثم اخواننا في السعودية وجدنا الخدمة الطبية ووصف لنا العلاج المجاني.
|