Tuesday 21st September,200411681العددالثلاثاء 7 ,شعبان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الثقافية"

بلادنا غنية بآدابها وآثارها ومأثوراتها ولكنها تحتاج إلى توظيف ذكي بلادنا غنية بآدابها وآثارها ومأثوراتها ولكنها تحتاج إلى توظيف ذكي
لا بد من مد الجسور وفتح النوافذ مع الآخر
قيام رابطة للأدباء السعوديين ستكون رافداً كبيراً للثقافة

الملتقيات والمهرجانات الثقافية
لا ريب أن هذا النشاط الذي يجمع بين ألوان الطيف الثقافي والفنون الإبداعية من شعر ورواية ومسرح وفنون تشكيلية وفلوكلورية من أفضل وسائل التواصل بين الموهوبين والمفكرين.. وإنها من أفضل عوامل الجذب السياحي للمدن أو المناطق التي تحتضنها وليس أدل على ذلك ما اشتهرت به (أصيلة المغربية) و(قرطاج تونس) و(مربد العراق).
وبلادنا الغالية على امتدادها الواسع الأرجاء غنية بآدابها وآثارها ومأثوراتها ولكنها تحتاج إلى التوظيف الذكي والإبراز المتقن واختيار الوقت الملائم لمواسم السياحة على مدار الفصول الأربعة.
وليس بالضرورة أن نحصر عملية الاهتمام بهذه المهرجانات والملتقيات على الأندية الأدبية تحديداً فذلك فوق طاقتها مادياً ومعنوياً.. ولكن إذا تم التنسيق بينها وبين الجامعات ولجان التنشيط السياحي وغيرها.. حصل الإتقان والإثراء لها.
وقد كان العرب حتى في جاهليتهم سباقين في إقامة هذه المناشط الثقافية عبر أسواق معروفة ومن أبرزها (عكاظ) وها هي القصائد المعلقات والمذهبات لا تزال في صدارة الساحة الأدبية.. من نتاج تلكم المواسم..
وكانت موازين النقد والتقويم تقام في مخيمات عكاظ ويبرز من خلالها المبدعون عن جدارة واستحقاق كما هو (زهير بن أبي سلمى) في حولياته.
ولا أظنني في حاجة إلى مزيد من الشرح والتفصيل لهذا المحور وأهميته في إثراء الحركة الثقافة والأدبية بالمملكة سواء من المشاركين السعوديين والعرب المقيمين أو الضيوف الذين يأتون من الخارج.. فهي من أقوى وسائل التواصل وتلاقح الأفكار وتقريب وجهات النظر وقدح زناد الإبداع ومسايرة العصر.
ولعل (مدينة أبها) كانت رائدة منذ حوالي خمسة وعشرين عاماً في تنظيم ملتقاها الثقافي خلال مناشطها الصيفية وحرصت على استضافة العديد من رموز الفكر والأدب من أنحاء المملكة سعوديين وعرباً.. مع تطبيق مبدأ تكافؤ الفرص لتكاثر أعداد من يستحق الدعوة.
وفي عامي 1415 - 1416هـ وبتوجيه من الأمير خالد الفيصل ودعم من الأمير فيصل بن فهد - رحمه الله - تمكنت من القيام بجولة على دول مجلس التعاون الخليجي والتعرُّف على مراكزها وفعالياتها الثقافية والترتيب لاستضافة أعداد منهم شاركوا في برامج الصيف الأبهاوية وكانت أفضل دعاية للسياحة الداخلية.
كما نظّمت أمسية لشعراء من دولة البحرين وشاركهم سفيرنا السابق هناك د. غازي لقصيبي في فندق السودة وأخرى في البحرين لشعراء من (أبها) برئاسة أمير المنطقة خالد الفيصل بن عبد العزيز. وفي رئاسة الأمير فيصل بن فهد لرعاية الشباب أقيمت أسابيع ثقافية يمنية وتونسية وغيرها في مدن مختلفة بالمملكة كان لها الأثر الطيِّب في التعارف والتآلف بين أدبائنا والضيوف.
ثم تولى حرسنا الوطني المقدام تنظيم المهرجان الوطني للتراث والثقافة منذ سنوات عديدة وطرح قضايا مهمة للحوار واستضاف مئات الوجوه من المفكرين والأدباء العرب وغيرها وأصبح محط أنظار المثقفين من كل مكان ومطمعاً للمشاهير كيما يدعو إليه ويشاركون فيه..
وعلى مستوى الأندية الأدبية يبذل كل ناد جهده في التواصل مع أدباء منطقته والمناطق الأخرى عبر إقامة المناشط المنبرية واستضافة المبدعين من هنا وهناك وتبادل الزيارات بين منسوبي الأندية ومن ثم مبادرة نادي أبها الأدبي بعقد المؤتمرات السنوية لرؤساء الأندية الأدبية وما يصاحبها من محاضرات وأمسيات وحلقات حوار.
وعوداً على ما يقام في (أبها) صيف كل عام من لقاء يستمر ثلاثة أيام وتدعى إليه وجوه متجددة لمحاولة تغطية أكبر عدد ممكن من أحباب الكلمة وأصدقاء الحرف على امتداد الوطن وهم كثيرون جداً ولله الحمد لدرجة أننا نتلقى عتب المحبين من بعضهم الذين لم تشملهم الدعوة بعد.. كل هذه الإيجابيات لا ينبغي إغفالها ونحن في مجال الحديث عن الملتقيات والمهرجانات في المملكة.. ولكننا نشارك الحضور في أهمية التطوير والزيادة. وحتى لا تظل ثقافتنا السعودية معزولة ومغلقة على أهلها فلا بد من مد الجسور وفتح النوافذ مع ثقافة الآخر عربياً ودولياً وتسهيل عملية التواصل على أن يؤخذ بالاعتبار أن تكون في حدود ضوابط تستهدف سلامة معتقدنا ومصلحة وطننا.
وفي ظني أن قيام رابطة الأدباء والكتَّاب السعوديين المقترحة من مجلس الشورى الموقر ستكون رافداً كبيراً للثقافة السعودية.. وردءاً للأندية في إيجاد الصلة مع ثقافة الخارج.. لأنني واحد من مسئولي الأندية الأدبية قد بذلت قصاراي في استقدام بعض الأدباء والمفكرين من خارج المملكة ورفعت أكثر من اقتراح في سنوات متعددة ولكن بدون طائل. بل إننا في المناطق لا نتمكن من استضافة من يصل إلى جدة معتمراً أو حاجاً من الدول العربية، إذ لا بد من وجود تأشيرة للسفر من منطقة إلى أخرى. وإذن لا خلاف في أن إقامة المهرجانات واللقاءات الثقافية المشتركة مع البلدان العربية وتنظيم معارض للكتاب من أهم أسباب التواصل مع الآخر وتحريك الراكد في الساحة الأدبية.
وصولاً إلى هذه الغاية أقترح ما يلي:
1 - السعي لقيام رابطة الأدباء والكتَّاب السعوديين ومنحها المرونة لتفعيل التواصل مع الخارج.
2 - إعادة المؤتمرات السنوية لرؤساء الأندية الأدبية وما يصاحبها من فعاليات ثقافية.
3 - تنظيم أسابيع ثقافية وتبادل زيارات مع دول الخليج واليمن بالدرجة الأولى وكذلك بقية الدول العربية.
4 - استغلال المهرجانات السياحية في مناطق المملكة لعقد ملتقيات ثقافية كما هو حاصل في منطقة عسير.
5 - توسيع دائرة المهرجان الوطني للتراث والثقافة بوضع مناطق المملكة في برنامج زيارة ضيوف المهرجان وإقامة مناشط أدبية مشتركة مع الأدباء المحليين.
6 - إقامة معارض دولية للكتاب تحت مظلة الجامعات السعودية بالتداول بين المناطق.
7 - تنظيم مؤتمر سنوي للأدباء والمثقفين والكتَّاب السعوديين تتولاه وزارة الثقافية والإعلام تمويلاً وإشرافاً وتقيمه في كل المناطق بالتناوب.

محمد بن عبد الله الحميد
رئيس نادي أبها الثقافي الأدبي


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved