في مثل هذا اليوم من عام 1987 تم افتتاح رائعة الموسيقار العالمي فيردي (عايدة) تحت سفح أهرامات الجيزة.
وتحكي الأوبرا عن عايدة ابنة ملك الأحباش الذي وقع في الأسر والتي وقع في حبها رادوميس القائد المصري.
تتضمن أوبرا عايدة أربعة فصول كل منها مشهدان باستثناء الفصل الثالث اشهرها وأجملها مشهد استعراض موكب النصر عند أبواب طيبة.
كما يعتبر الحوار بين عايدة وأمنيرس في المشهد الثاني من الفصل الثاني من أجمل ما تفتق عنه ذهن فيردي في موسيقاه.
وأبطال عرض أوبرا عايدة هم مجموعة من ألمع نجوم الغناء الأوبرالي في العالم خاصة في أداء شخصيات أوبرا عايدة على أكبر مسارح العالم حيث يؤدي دور عايدة ثلاث من أكبر السوبرانو في العالم الأولي جالينا كالينيتا التي أبهرت الجمهور بأدائها في أداء أوبرات فيردي وتعد حاليا من أهم مغنيات الأوبرا في العالم وفازت بالعديد من الجوائز العالمية في مجال الغناء الاوبرالي في عدة دول.
كما قامت بدور عايدة الفنانة العالمية إلينا زيلينسكا والفنانة ماري المي الإيطالية.
كما قام بأداء دور امنيسرس اليسندر اكانتينري البولندي ودور راداميس ستيفن اومارا الأمريكي ودور اموناصر ويقوم به الفرنسي فرانك فراري.
ومن مصر يؤدي رضا الوكيل دور رامفيس وجيهان فايد دور كبيرة الكهنة ووليد كريم دور الرسول وصمم الرقصات والإخراج عبد المنعم كامل.
بلغ عدد الفنانين المشاركين في عروض أوبرا عايدة 754 فنانا منهم 400 كومبارس يمثلون المجاميع و122 عازفا من اوركسترا أوبرا القاهرة و150 من كورال أوبرا القاهرة و600 من فرقة باليه أوبرا القاهرة بينهم 20 من باليه الأطفال و22 مغنيا اوبراليا مصريا وأجنبيا. يتسع مسرح عايدة الهرم لأكثر من 5000 مقعد مقسمة إلي ست فئات مختلفة كما تمت إقامة منطقة خدمات بالساحة الخارجية بالمسرح تحتوي علي كافتيريات وساحة انتظار للسيارات ودورات مياه متنقلة وعدد من البازارات. تعد أوبرا عايدة من أشهر وأقرب الأوبرات الإيطالية للجمهور المصري والعربي نظراً لأن قصة الأوبرا تدور أحداثها في مصر الفرعونية وأنها كتبت خصيصاً للاحتفال بانتهاء حفر قناة السويس عام 1869 حيث قدم الخديوي إسماعيل عرضا سخيا للموسيقار العالمي فيردي لتأليف الأوبرا التي كتبها مارييت باشا عالم المصريات الفرنسي فتجاوب فيردي مع ما كتبه مارييت بعد أن تردد في قبولها وبدأ على الفور في التأليف الموسيقي لتخرج لنا رائعة فيردي التي أبهرت العالم حتى اليوم. وتعتبر أوبرا عايدة - لدي الموسيقار فيردي - خطوة هامة في التطور الدرامي التي تجسد المرحلة الأخيرة في حياته الفنية فقد حاول فيردي أن يبتعد بعايدة عن تقاليد الأوبرا الإيطالية ذات (النمر الغنائية) لحساب الدراما.
ويظل (مارش النصر) في مشهد استعراض القوات المصرية المنتصرة في الفصل الثاني من أكثر أجزاء الأوبرا شهرة وشعبية لدي جمهور ومحبي عايدة لفيردي. وهذا المشهد يعتبر من أجمل وابرز المشاهد على الإطلاق وهو يستعرض موكب النصر حيث يتم الاحتفال باستقبال الجيش المصري المنتصر وقائده راداميس ومن خلفه تمر صفوف الأسرى ومن بينهم اموناصر وملك الأحباش المنهزم بحيث تعكس موسيقى مارش النصر القوة والنصر والفرحة والعزة لدى المنتصر المصري. وتؤكد أوبرا عايدة التي ألفها فيردي في شيخوخته انه احد العمالقة لفن الأوبرا الإيطالية والعالمية في القرن التاسع عشر.
|