في مثل هذا اليوم من عام 1963 اقترح الرئيس الأمريكي جون كيندي في سابقة هي الأولى من نوعها أن يتعاون كل من الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة للقيام برحلة إلى القمر.
وقد أعلن جون كيندي في عام 1961 بعد انتخابه بوقت وجيز أنه قرر أن يفوز في سباق الفضاء على السوفيت.
ففي عام 1957، أرسل الاتحاد السوفيتي قمراً صناعياً أطلق عليه (سبوتنيلهم) للدوران حول الأرض، وكانت المنافسة بين العلماء الروس والأمريكيين على أشدها في مجال الفضاء.
وأصبح الفضاء الخارجي جبهة أخرى للحرب الباردة.
وأثار كيندي دهشة الجميع في عام 1961 عندما أعلن أن الولايات المتحدة سترسل أول إنسان إلى سطح القمر قبل نهاية ذلك العقد، إلا أن العلاقات مع الاتحاد السوفيتي تحسنت بشكل ملحوظ. بعد ذلك فقد انتهت أزمة الصواريخ الكوبية في أكتوبر عام 1962 سلمياً وتم إنشاء خط ساخن بين واشنطن وموسكو للمساهمة في تجنب الصراع وسوء التفاهم، وتم التوقيع على معاهدة حظر إجراء التجارب النووية بين البلدين عام 1963.
من ناحية أخرى تقلص اهتمام الولايات المتحدة ببرنامج الفضاء، فأكد معارضو البرنامج أن التكلفة المرتفعة للرحلة المزمع القيام بها إلى القمر تقدر بأكثر من عشرين مليار دولار.
واقترح كيندي وسط كل هذا في خطابه في الأمم المتحدة أن يتعاون الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة في القيام برحلة إلى القمر.
وتساءل أمام الحضور (لماذا يكون الصعود إلى القمر مسألة خاضعة للمنافسة). وأضاف كيندي: لقد هدأت الأمور -في إشارة إلى العلاقات الأمريكية السوفيتية- وأعلن أن الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة يمكن (أن يبرما اتفاقيات أخرى من المصلحة المتبادلة لتجنب الدمار).
وامتدح وزير الخارجية السوفيتي أندريه جرومكيو خطاب كيندي واعتبره مبادرة جيدة، ولكنه رفض التعليق على الاقتراح الخاص بالرحلة المشتركة إلى القمر.
وكانت فكرة (سباق الفضاء) أحد أهم اهتمامات إدارة كيندي، وبدت فكرة تعاون أمريكا والاتحاد السوفيتي لإرسال إنسان إلى القمر غير قابلة للتصديق، ولكن رأى بعض المعلقين أن هناك أسبابا اقتصادية وليست سياسية وراء هذا الاقتراح، وتم اغتيال كيندي بعد شهرين في دالاس، وتخلى خلفه ليندون جونسون عن فكرة التعاون مع السوفييت، ومضي قدماً في البرنامج الفضائي الأمريكي وسار أول إنسان أمريكي على سطح القمر عام 1969 في إنجاز تاريخي ليس له مثيل.
|