حينما نشتمّ عطباً نبادره بحثاً بكلّ الطرق وبشتى السبل.. إلى أنه ندركه.. فنتداركه.. ونتدارك فيه أشياء قد تقع من شيء قد وقع.. وقد توفق في إصلاحه أو استبداله أو حتى في إخفاء معالمه!! وكأن شيئاً لم يقع.. فنحمد الله!!
بيد أن يكون هذا عَطباً في القلب.. يشتمه فقط صاحبه.. شرخاً في الفؤاد.. يشكوه مصابه وتعانيه معه أيامه.. عطباً تبتسمُ الخواطر شكاً.. ويؤججُ الملامح غضباً.. ليجد بالعقل.. ويتفق بالقلب.. عطبا يذبل للورد أكمامه، ويُنبت للأغصان أشواكه.. ليسيل دماً سبق ألماً.. ولينزّ دمعاً سبق عبره.. عطباً يجتثُ الابتسام من مورده.. ويعوقُ الرفة في أحضانه.. ليكبو اللحن.. ويخفت الشدو!
ويحه من عطب.. أنّى لإصلاحه؟.. ويح معوله.. أنّي لصلاحه؟.. قمة الغباء.. أيها المعول.. أن تمتلك نفساً دنيئة.. تفصح بسوئها لا بشخصها.. تتوشح ببلائها لا يسترها (إذا بُليتم فاستتروا)؛ لتنقل الفرح في كلّ مزح؛ لتستهدف الطيب في كلّ خير، ولترمق الأنفة بعين الازدراء!
قمة الغباء.. أن تعبث بالمشاعر وأنت لا تفقه.. أن تنعت بكل سوء، وأنت لا تعي.
هل توقفت الأهداف عند ذلك؟! هل وصلت المطامع عند تلك؟! أين الفضيلة؟ أين السمو؟ بل أين الإيمان من ذاك كله؟! يا له من معول؟! أما للإيمان منه من موضع؟! أما للخوف إليه من موقع؟! ألا يذكر الله ليضطرب الذنب فيه؟! ألا يذكر الله ليخافه ويرتجيه؟! ألا يذكر الله ليهدأ بتوبته إليه؟! ألا يذكر الله لنبادره بالصفح عنه؟
لا بأس.. لا بأس، أيها القلب، (لكل جوادٍ كبوة).. لا بأس.. سيفيق وسيدرك أن القلوب المؤمنة أقوى من أن تعطب.. وأصعب من أن تشرخ؛ فهي للبياض أصفى.. وللطير أنقى.. نقاء لا يشوووبه كدر!!
فلنحمد الله.. لأنه في قلوبنا.. وإيماننا معولنا.. وهو الأقوى.. والأبقى.. ولا حول ولا قوة إلا بالله.
|