Monday 20th September,200411680العددالأثنين 6 ,شعبان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الرأي"

كلمات أزفها في موكب البداية كلمات أزفها في موكب البداية
خالد عبد العزيز الحمادا

الآن انتهت الإجازة وبدأت الدراسة وعدنا جميعاً بعد إجازة سعيدة وأيام أنيسة قضيناها مع أسرنا وأهلنا وأحبابنا إلى قاعات الدرس وكلنا حيوية وفاعلية وجد ونشاط.
أحبائي الطلاب وأنتم تتأبطون دفاتركم وتحملون مزاودكم وتتجهون بشوق ووله إلى المدرسة.. دعوني أهمس في آذانكم ببعض الكلمات:
الأولى: لا بد أن تعوا جيداً مفهوم الاجازة وانها ليست فقط (أناسة) هي فعلاً استراحة لكنها منطقة فاصلة ولحظة توقف ومراجعة للاستعداد والنهوض والتزود.. هي لحظات توقف لاستعادة الأنفاس ومن ثم مواصلة المشوار عبر مخطط نسجت خطوطه في الاجازة نحو الهدف وتحقيق التفوق والنجاح.
الثانية: أن تجعل أيامك الدراسية أياماً مفعمة بالحيوية والنشاط لا مليئة بالعبث واللعب وازعاج المدرسة وتضييع الوقت على نفسك وعلى زملائك وعلى المعلم. أن تسير وفق مخطط وأسس تنطلق منها وتتحرك من خلالها فلا يكون أفقك ضيقاً وتفكيرك محصوراً في مساحة المدرسة لابد أن ترفع رأسك وتبعد في نظرك.. وتخرج به عن المدرسة إلى ما هو أرقى وأبعد.. نحو المستقبل والهدف نحو التخصص وما تريد أن تصبح وتصير.
الثالثة: المدرسة هي المحطة الأولى وأول خطوة نحو ما تريد أن تكون فمثلاً إذا كان هدفك أن تتخصص في الفيزياء فيجب عليك أن تبدأ من أول نقطة لتحقيق الهدف وهي الأولى ثانوي فتركز على المواد العلمية وتركز أكثر على الفيزياء وتحاول أن تقرأ وتتوسع في علومه حتى تكون حصيلة لا بأس بها عن هذا العلم حتى إذا تخطيت المرحلة الثانوية وأخذت في التسجيل في الجامعة إذا بك قد أعددت وجهزت نفسك وعرفت طريقك واتضح أمامك تخصصك وبعدما تسجل في قسم الفيزياء في الجامعة تقطف نتاج جهدك في أن هذا العلم اصبح سهلاً جاهزاً بين يديك فتستطيع أن تبدع وأن تتميز.
الرابعة: يجب أن تعطي هذه الكلمة (النجاح) مفهومها الواسع فلا تحصرها وتحشرها بين أسوار المدرسة فالنجاح في نظرك يتحدد عندما تعلن بداية الاختبار وتوزع ورقة الأسئلة فتنقل من مرحلة إلى أخرى. هذا جزء بسيط من مضمون هذه الكلمة لكنها أكبر وأشمل من ذلك النجاح أن تكون متوازناً وجاداً ومتفاعلاً في جميع أمورك الحياتية أي أن تنجح في عبادتك ومع أسرتك وفي مدرستك وتبني علاقات حسنة مع الناس.
الخامسة: ما دمت عاقلاً ولست (غبياً) فلن يصعب عليك شيء في المدرسة أبداً إن شاء الله ولكن بشرط أن تبرمج نفسك على الايجاب لا على السلب فتقول مثلاً (أنا قادر على التفوق في أي مادة) لا (أنا ما أفهم هذه المادة - أنا ضعيف في هذه المادة... أنا ما رايح أنجح هذه السنة.. ألخ) كل هذه أساليب سلبية تبني شخصيتك على الانهزام والتراجع وعدم التقدم وتحقيق النجاح.
السابعة: تمعن معي هذا الحديث الشريف الذي يبين فيه المصطفى صلوات الله وسلامه عليه ويرسم فيه طريق الخير وطريق الشر فمن أراد الخير فليصدق ومن أراد الشر فليستمر على الكذب يقول صلى الله عليه وسلم: (إن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة وإن الرجل ليصدق حتى يكتب عند الله صديقاً وإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذاباً) متفق عليه.. فالصدق هنا قيمة خير وفضيلة والكذب خلق سيئ وباب شر ورذيلة وأنت إن بنيت شخصيتك على الصدق وربيتها وغذيت نفسك عليه فتحت على نفسك أبواب الخير وسلكت إلى الجنة طريقاً يسيراً سهلاً فيسرك الله لليسرى، أما إن عودت نفسك على الكذب وأسستها عليه فأنت تفتح على نفسك أبواب الشر وتسلك به طريقاً إلى النار فتيسر إلى العسرى.. أخي العزيز أتمنى أن تصدق مع ربك ومع نفسك وفي عملك ومع من حولك وتستمر في ذلك حتى تكتب عند الله صديقاً.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved