لا أحب هذه الكلمة حين تُختزل؛ لتتحول إلى مطلب نسائيّ بالمساواة مع الرجل دون شرط أو قيد!!
أقدّر هذه الكلمة حين تكون معنى مطلقاً يخدم نظرة الإسلام للإنسان، والناس بشكل عام، وأنهم متساوون أمام الله - سبحانه - بنسائهم ورجالهم، بعظيمهم وضعيفهم. تبهرني لحظة المساواة الحقيقية التي تتبدّى في شعائر الحجّ، وشعائر الصلاة والصيام، وأشعر أن ترجمتها في معانيها العظيمة، والحديث عن تفاصيلها لكلّ شعوب الأرض كفيل بإصلاح الكثير من مواضع الخلل في نظرة الآخر للإسلام، ولتعامل الإسلام مع المرأة.
** لا أحبّ أن يشبه صوتي صوت الرجل.. ولا طريقة مشيي.. ولا طريقة ضحكي وبكائي. ولا أحبّ أن يشبه شكلي شكل الرجل.. بل أريد أن أكون نقيضه.
** أحبّ كلّ ما يربطني بعالمي الأنثويّ الجميل، وأحبّ دفء الأمومة.. فالرجال لا يستمتعون بعالم الأنوثة.. ودهشة هذا العالم المبهر.. إنهم لا يخوضون تجربة إهداء الحياة مزيداً من البشر.. ولا يستمتعون بالحنو على وردات الأطفال وسقايتها حتى تكبر ويشتدّ عودها..
لا يشعرون بدفء الأيادي الرقيقة وهي تهمس في المساءات؛ بحثاً عن الأمن عبر رائحة الأم وأنفاسها.. قد لا يشعرون بالدهشة والسحر الأخاذ الذي تشعر به المرأة الشرقية حين ترتبك عيناها، وتغضي خجلاً، ويتسارع نبض قلبها، ومداولات الأخذ والردّ، ولحظات انتظار الآخر التي تلوّن حياتها بلون ساحر منقوش بالأسرار والمفاتيح البعيدة..
** حين أفكر.. وأعمل.. وأطالب بأن أرشح نفسي للمشاركة، وأصوّت لأختار الشخص المناسب الذي يخدمني كمواطنة، سواء كان رجلاً أو امرأة؛ فإن هذا لا يعني أبداً أنني أطالب بالمساواة، وأنني أضيق من كوني امرأة.. لا أدعو إلى الاختلاط، ولا أسعى لإخراج المرأة من بيتها، ورميها لأطفالها في أحضان الخادمات، ولم أدع المرأة كي تسرق فرص الرجال، وتحرمهم من حقهم في العمل.
** لمَ تُفسر الأفكار المطروحة بغير مقاصدها؟ ولمَ يتمّ الردّ على أفكار لم تُطرح أصلاً؟ ويوهم القارئ بأن الكاتب طرح هذه الفكرة، وهو لم يطرحها بهذا المعنى المشوّه؟
** صفحات النقاش يجب أن تستند إلى معلومة حقيقية كتبها الكاتب وعناها فيما كتب، ويجب ألا يتمّ التغرير بالقراء وإيهامهم بفكرة لم تطرح في الأصل؟!
** لم أطالب بالمساواة مع الرجال، مع أنني أعرف أن الله - سبحانه وتعالى - ساوى بيننا بالثواب والعقاب في الآخرة.. وجعلنا في الدنيا نفضل عن الرجال بأنهم ينفقون علينا، وأنهم مسؤولون أمام الله عن إعالة المرأة كتكريم إضافي لها؛ فمهما كانت غنية وميسورة فمالها يخصّها وحدها؛ تتصرّف به وفق ما تريد، ومسؤولية الرجل أن ينفق عليها؛ ولهذا فالرجال قوّامون على النساء، لكن دون أن يسلبوها حقها في أن تشارك في الرأي؛ فالنساء بايعن الرسول - صلى الله عليه وسلم - فهل يأتي بعد هذا من يقول: إن المرأة لا رأي لها ولا مشورة، وأنها يجب أن تنفصل عن الحياة العامة وتنزوي؟!
** أستعذب حياتي كامرأة، ولقد احتفلت بأني امرأة في مجموعتي القصصية الأولى قبل أربعة عشر عاماً، وما زلت، ولي ولع بمجتمعي ورائحته وتفاصيله.
|