Monday 20th September,200411680العددالأثنين 6 ,شعبان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "محليــات"

مستعجل مستعجل
صحفنا.. بين الخبرين المحليّ والسياسيّ
عبد الرحمن بن سعد السماري

كانت صحفنا.. وإلى وقت ليس بعيداً.. تهتمّ بالقضايا العالمية المسمّاة (القضايا السياسية) أكثر من اهتمامها بالقضايا المحلية.. أو الأخبار المحلية وهموم المواطن.. غير أن صحفنا.. غيَّرت هذا النهج في السنوات الأخيرة.. وأصبحت قضايا وأخبار المجتمع.. تحتل مساحات أوسع في صحفنا.. وأصبح الهمّ المحليّ.. هو الأساس.
** لقد كانت الأخبار العالمية تحتل صدر الصفحات الأولى في صحفنا.. فالأخبار الرئيسية الأول والثاني والثالث وسائر أخبار الصفحات الأولى.. كانت أخباراً سياسية عالمية.. عن أحداث وحوادث مكرورة معروفة.
** وفي سنوات سابقة.. كانت الصحف بدون شك.. مصدراً أساسياً للخبر السياسيّ.. أما اليوم.. فمع وجود الفضائيات.. وبالذات.. الإخبارية منها.. لم يعد لأخبار الصحف أيّ فائدة أو قيمة.. سوى الأخبار الخاصة التي جاءت عن طريق مراسلي الصحف.. إلى جانب الأخبار المحلية الخاصة.
** في السابق.. كانت وكالات الأنباء تصنع نصف الصحيفة تقريباً.. وكانت الصحف تهتمّ بالاشتراك في أكثر من وكالة أنباء.. برسوم عالية.
** واليوم.. صارت وكالات الأنباء تبث في الإنترنت (ببلاش).. ولم يعد يلتفت إليها أحد؛ لأن المتلقي أمامه عشرات المحطات وبلغات مختلفة.. يتابع الأحداث أولاً بأول.
** أعود وأقول: إن غالبية الصحف المحلية.. لم تعد كالسابق.. تهتمّ بالأحداث والأخبار السياسية.. ولهذا.. تجد صفحاتها الأولى.. كلها مليئة بالأخبار والقضايا المحلية.. وتجد غياباً.. أو شبه غياب للخبر العالمي.. وهذه محمدة وشيء مطلوب.. بل الملاحظ.. أن الصحف التي تهتمّ بالخبر المحليّ والقضايا المحلية.. أكثر انتشاراً وتوزيعاً.. وأكثر حضوراً لدى المتلقي.
** ولو أخذت.. كمثال.. الصحف اللبنانية والصحف المصرية والصحف (المغاربية) وأكثر صحف الخليج الكبرى.. لوجدتها تنهج هذا النهج منذ سنين.. فلم يكن الخبر العالميّ أو السياسيّ.. يشغلها كثيراً.. بل إن الأخبار والقضايا والهموم والمشاكل المحلية.. تحتل صدر الصفحة الأولى وأكثر الصفحات فيها.
** واليوم.. انتقلت العدوى - بفضل الله - إلى صحفنا.. وصار الخبر المحليّ والهمَّ المحليّ.. هو الخبر الأساسيّ.
** المتلقي.. أو القارئ على الأصح.. لم يعد يهمّه الأحداث السياسية والعالمية والحوادث.. حتى لو كانت حوله.. وفي ظني.. أنه (شبع) من هذه الأخبار وملَّها.. وصارت مكرورة مملة.. وأضحى همّه.. الأحداث والأخبار والقضايا والمستجدات المحلية على كلّ الأصعدة (الاجتماعية.. والاقتصادية... والثقافية، وسائر المجالات).
** مملكتنا.. ورشة عمل كبرى ضخمة لا تهدأ ولا تتوقف.. ومجالات الأخبار والقضايا المحلية.. واسعة.. ويصعب تغطيتها؛ ولهذا.. تميَّزت صحف معينة في هذا المجال.. وحققت نجاحات باهرة للغاية.
** القارئ.. لا يعنيه أبداً.. ما يحدث في قارات الدنيا من حوادث وأحداث.. وإن عنته قليلاً.. فإن مصدره.. الفضائيات (صوت وصورة.. وخبر وحضور.. أسرع مصدر).. وليس الصحيفة التي ستعطيه خبراً (بائتاً) مضى عليه (24) ساعة على الأقل.
** اليوم.. لديه مصادره.. لديه جهاز يَوفَّر له (500) محطة على الأقل.. تبث على مدار (24) ساعة.. ولديه جهاز الإنترنت.. يتابع الأخبار أولاً بأول.. فالصحف التي تهتم بالأحداث العالمية.. أو حتى العربية أو الإقليمية.. هي تقدم بالفعل.. معلومات قديمة ولا قيمة لها.. ومجرد تسويد صفحات ليس إلاَّ.
** هناك سباق بين صحفنا حول الخبر المحليّ.. وبالذات (الساخن) منه.
** وهناك تجاذب للقارئ.. بين صحيفة وأخرى.. وهناك منافسات حادة بين الصحف.
** انني لا أنكر.. أن الأحداث الإقليمية تعنينا وتهمنا كثيراً.. مثل أحداث العراق.. وأحداث فلسطين.. وأحداث السودان مثلاً.. وأحداث أخرى هي قريبة منا.. وهكذا الانتخابات الأمريكية.. ولكن لم تعد الهمَّ الأول مع وجود مستجدات وأحداث متسارعة على الساحة المحلية.. مثل الانتخابات البلدية.. الحرب على الإرهاب.. الحوارات الوطنية.. المستجدات الاقتصادية.. قضايا التعليم.. والمناهج.. قضايا العمل والعمال.. والقضية المضحكة المخجلة.. قضية (حركة نقل المعلمات).. ولا ننسى أيضاً.. بند (105).. وبند نظام الساعات.. وصرف (مستحقات المزارعين؟!!) و.... و..... وستين ألف وظيفة سيعلن عنها قريباً؟!
** المواطن اليوم.. مشغول ومهموم بقضاياه.. يتفاعل ويتعاطى معها.. وتهمه أكثر وأكثر من أيّ قضايا أخرى.. حتى لو كانت مهمة، وليست بعيدة عنا.. بل تعنينا.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved