في هذا الحيز تحدث ل «الملحق» الشيخ محمد البسامي رئيس مجلس الإدارة ومدير عام مجموعة البسامي عن الجوانب المختلفة لهذا الاسم الذي أصبح رمزاً تجارياً له شهرته وله وزنه وله سمعته التي استمدها من الجودة التي اتسمت بها منتجاته والتطور المتواصل الذي يفاجئ به عملاءه من وقت لآخر. هذا هو البسامي من خلال اللقاء التالي:
العلامة التجارية رمز يختصر معاني كثيرة، فما الذي يشتمل عليه اسم البسامي؟
- بتأمل العلامة التجارية لمجموعة البسامي الدولية يلاحظ اشتمال العلامة على إطار مستطيل طوله أفقي وعرضه رأسي بداخله شكلان بيضاويان أحدهما باللون الأخضر وقد كتب عليه عبارة «البسامي» باللغة الإنجليزية كما يوجد داخل هذا الشكل، شكل بيضاوي صغير لونه أبيض تم تثبيته في الركن الأيمن وكتبت داخله عبارة البسامي باللغة العربية.
فاللونان الأبيض والأخضر هما دلالة الارتباط بنسيج هذا البلد الغالي فهما رمز مجسد للوني علم المملكة. كما أن احتواء العلامة على اسم (البسامي) باللغتين العربية والإنجليزية يمكن الجميع تقريباً من الاستدلال بيسر على مجموعة البسامي من خلال علامتها التجارية المميزة، كما أن اختيار اسم البسامي كان موفقاً للغاية من ناحيتين: الناحية الأولى فهو الانتساب إلى القبيلة، فكلمة البسامي راجعة إلى قبيلة آل بسام التابعة إلى قبائل قحطان ويحق للمرء أن يفخر وينتسب إلى قبيلته أما الناحية الثانية فلغوياً كلمة «البسامي» هي صيغة مبالغة مستمدة من التبسم وهو دليل التفاؤل والتطلع إلى الأفق دون وجل أو انكسار وكل من يطالع كلمة البسامي ينشرح صدره ويكون للعبارة وقع حسن في النفس تنبلج له الأسارير وما أحوجنا إلى لحظة مسرة وبذلك تنطبع العلامة التجارية في النفس من أول وهلة. إذاً فلعلامتنا التجارية مغازٍ ومعانٍ لا تحصى لكن هذا إيجاز مختصر لها بل هو غيض من فيض لمعانٍ كثيرة رمزنا إليها في علامة البسامي التجارية.
لاشك أن تبلور العلامة أو الاسم التجاري تكتنفه مهمات مادية ولوجستية فما هي الاستراتيجية التي اتبعتموها حيال اسم (البسامي)؟
- إن الثمرة التي أينعت وانبثق منها هذا الاسم التجاري وما تحتويه من سمعة طيبة وشهرة غطت ربوع بلادنا الطيبة الفضل لله تعالى أولاً ثم للجهد الدؤوب المتصل على مدى ناهز ربع قرن من الزمان لاشك أن المسيرة اكتنفها الكثير من الوهن والتضحية والجهد والوقت والمال وقد صدق من قال: (وما نيل المطالب بالتمني .. ولكن تؤخذ الدنيا غلابا).
فقد آلينا على أنفسنا تحقيق منال يعد لأول وهلة من المستحيلات ولكن عقدنا العزم ولم يكن للخيال الصرف عندنا موطئ قدم، فلم نتخيل أبداً أن يكون دربنا مفروشاً بالورود، تصورنا أن نلاقي مزيداً من العقبات والعثرات والأشواك ولكننا تسلحنا بسلاح الإيمان واليقين والتوكل على الله بعد أخذ الحيطة فكانت الخطوات محسوبة (قدر لرجلك قبل الخطو موضعها) وكان التدرج والتطور المدروس والتوسع المتأني هي من أهم سمات رسوخ أقدام البسامي - فاسم البسامي التجاري تولد كثمرة لاستراتيجية بعيدة المدى طوال مسيرة شاقة تكللت بعد الجهد والصبر والمثابرة والعزم الوثاب بالنجاح، والحمد لله ذي الفضل.
تواجه العلامة التجارية تحديات موضوعية قوامها التنافس وأخرى تعسفية من جراء تشابه الاسم أو التباسه فما هي تحديات البسامي في هذا الصدد؟
- التنافس المشروع نقره ونعتز به لأن تلك هي سنة الحياة وذلك شأن أباحه الشرع وقننه النظام، ولكن نقول لا يستوي الذين يعملون والذين لا يعملون، وعلى المرء أن يبني نفسه وألا يركن لقطف جهود الآخرين الناتجة من جراء كدهم وعرق جبينهم، فذلك ضرب من التعسف في حق الغير لا يقره شرع ولا نظام. فالعلامة التجارية محمية بقوة النظام، ومن يلجأ للغش أو التدليس أو تقديم بيانات كاذبة فالحق مكفول للمتضرر في رده إلى جادة الصواب. ومعلوم أن لمالك العلامة التجارية الحق في الاعتراض على قبول تسجيل العلامة للغير كما له الحق في طلب منع غيره من استعمالها أو استعمال أية إشارة أخرى مشابهة لها يكون من شأنها تضليل الجمهور بالنسبة للمنتجات أو الخدمات التي سجلت عنها العلامة ونميل دائماً إلى طرق الحلول الودية في سبيل رفع أي تعدٍ واقع على اسمنا أو علامتنا التجارية فإن تعذر الحل الودي فلابد مما ليس منه بد، النظام صريح وللإدارة المختصة بل لكل ذي مصلحة أن يطلب شطب تسجيله العلامة إذا تم تسجيلها بناء على بيانات كاذبة، وقبل ذلك للإدارة المختصة بوزارة التجارة أن تطلب من صاحب الشأن إدخال ما تراه ضرورياً من تعديلات. على العلامة لتميزها عن غيرها وتوضيحها بشكل يمنع الوقوع في اللبس بينها وبين علامة أخرى سابقة عليه خصوصاً أننا عانينا كثيراً بسبب استغلال بعض الناس وقيامهم بتقليد علامتنا التجارية مما يؤدي إلى تأثر الزبائن ووقوعهم في الالتباس من جراء التشابه في الاسم علماً بأن هؤلاء الناس لم يدخلوا هذا النشاط إلا من وقت قريب والسجلات التجارية تثبت ذلك.
تتوالد الشركات العائلية اللاحقة من السابق فكيف يتفق الابن مع والده أو الأخ مع أخيه في شأن العلامة التجارية التي غالباً ما تكون من حق الأسبق.
- إذا طرح تساؤل على مجموعة البسامي على وجه الخصوص لمعرفة كيفية اتفاق الابن مع والده أو الأخ مع أخيه، في شأن العلامة التجارية فنجيب على ذلك بأن نهج المجموعة الذي أدى إلى استقرارها وثباتها وتوسع خدماتها هو الانسجام المستمد مع الاقتناع بالحجة، ولذلك لا يطرح أمر في الغالب إلا وينال التوافق والاتفاق بعد مناقشة جوانبه الموضوعية وهذا مما ميز البسامي بالاستقرار والاستمرار.
أما النظام فيقرر أن من قام بتسجيل العلامة التجارية فيعتبر مالكاً لها دون سواه، ونحن نحبذ دائماً أن يكون أمرنا شورى بيننا.
تكاد تكون أعداد العلامات والوكالات التجارية لا تحصى فكيف يستوعبها الواقع الاقتصادي التجاري السعودي؟
- مجال العلامات التجارية والوكالات التجارية مجال واسع لا يتصور أن يستوعبه الواقع الاقتصادي وليصل الأمر إلى درجة يمكن أن نقول معها لم يعد هناك فسح لعلامات ووكالات جديدة، فالنشاط الاقتصادي والتجاري في المملكة مجال رحب متسع متفرع وكلما اتسعت بوتقته تطلب الأمر أن يواكب ذلك مزيداً من العلامات والوكالات المتجددة فالعلاقة طردية بين الواقع الاقتصادي والتجاري فكلما زاد النشاط زادت أعداد الوكالات والعلامات التجارية فالزيادة ظاهرة صحية ومؤشر إيجابي على حركة السوق اقتصاداً أو تجارة.
من خلال كونكم وكلاء لشركات عالمية ما هي المعايير في اختيار الوكيل الذي يمثل تلك الشركة على الصعيد المحلي؟
- أما معايير اختيار الوكيل التجاري المحلي لشركات عالمية فيمكن إيجازها في الآتي:
أ/ أن يكون هذا الوكيل مقيداً في وزارة التجارة والصناعة وهو سجل مشتمل على اسم التاجر أو الشركة ونوع البضاعة الموكل معها والشركة أو المؤسسة الموكلة، وتعلمون أنه لا يمنع من القيد في هذا السجل إلا من كان ممنوعاً من مزاولة التجارة أو أنه غير أهل لممارستها في الأصل.
ب/ لابد أن يكون الوكيل التجاري المحلي له رأس مال بالكامل سعودي وأن يكون أعضاء مجلس إدارة الشركة ومديروها سعوديين.
ج/ يشترط في الوكيل التجاري أن تكون لديه القدرة في أن يؤمن بصفة دائمة وبأسعار معقولة المنتجات موضع الوكالة وكذلك قطع غيارها وتأمين الصيانة بتكاليف مناسبة وضمان جودة الصنع وأن يحترم الوكيل شروط أوضاع وثائق الضمان المقدمة من الموكل بشأن المنتجات موضوع عقد الوكالة وبجانب شروط الأهلية يتطلب أن يكون الوكيل ذا سمعة طيبة وشهرة.
هل تشكل الوكالة عبئاً على العلامة التجارية كنشاط أساسي للشركة أم يقوي بعضها الآخر؟
- في اعتقادي أن العلاقة بين الوكالة والعلامة طردية سلباً وإيجاباً فإذا التزم كل من الوكيل التجاري وموكله بالتزاماته العقدية فإن ذلك ينعكس إيجاباً على النشاط محل الوكالة وعلى العلامة التجارية لكلا الطرفين وهذه العلاقة طردية إيجابية تقوي طرفي العلاقة وينعكس ذلك على محل الوكالة وعلى العلامة التجارية.
ولكن يتحقق العكس تماماً إذا أخل أحدهما بالتزامات عقد الوكالة مما يسيء لسمعة الوكيل ويمس اسمه التجاري وشهرته وعلامته التجارية بل ويمتد الأثر إلى موكله فيتضرر الطرفان.
|