* واشنطن (اف ب):
يتوجه الرئيس الأميركي جورج بوش الثلاثاء إلى العالم عبر الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في وقت يغرق فيه العراق في فوضى عارمة بعد 18 شهرا على التدخل العسكري الأميركي البريطاني لكن همه الأول يبقى السباق المحموم إلى البيت الأبيض.
ويرى المحللون أن بوش سيستغل المناسبة لتعزيز موقعه الدولي في مواجهة منافسه الديموقراطي جون كيري في الانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل. وأمس الأول حرص بوش على الإعلان مسبقا عما سيقوله أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة عندما أكد للصحافيين (أمام الأمم المتحدة سأتقدم بمقترحات جديدة لاتساع الازدهار وتسريع المسيرة نحو الحرية في العالم). وأضاف (على مدى تاريخ الأمم المتحدة لم يكن لنا مثل هذه الفرصة لخلق عالم أكثر أمانا ببناء عالم أفضل. على المجموعة الدولية من أجل أمننا المشترك ومن أجل قيمنا المشتركة أن تكون على مستوى هذه اللحظة التاريخية.. والولايات المتحدة مستعدة لتوجيه هذه الحركة، لكن الموقف في العراق الذي تضربه فوضى عارمة سيضعف من دون شك موقف بوش.. فالعنف يتصاعد كل يوم والجنود الأميركيون الذين قتلوا منذ بداية الحرب في آذار/مارس 2003 تجاوز عددهم عتبة الألف الرمزية، والأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان نفسه يشكك في إمكانية إجراء الانتخابات العامة الموعودة في العراق في كانون الثاني/يناير المقبل وهو إلى ذلك لم يتردد في التأكيد مجددا وعلنا أن الحرب على العراق لم تكن في رأيه (حربا شرعية). وتسبب موقف أنان بردود فعل غاضبة في الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا وعدد من الدول الحليفة الصغيرة. وبلغ الغضب في واشنطن حدا جعل سفيرها لدى الأمم المتحدة يقول (لو كنت مستشارا لأنان لنصحته بأن يلزم الصمت). لكن البيت الأبيض يحرص في الوقت نفسه على عدم خلق أجواء متوترة مع الأمم المتحدة قبيل انعقاد الجمعية العامة. وترى الإدارة الأميركية أن خير رد على أنان سيكون المداخلة التي سيلقيها رئيس الحكومة العراقية الموقتة إياد علاوي أمام الجمعية العامة والتي سيليها لقاؤه الرئيس بوش في البيت الأبيض ثم كلمة له أمام الكونغرس.
|