* جدة - خالد صالح الفاضلي:
رفض وزير خارجية الولايات المتحدة تصريحات للأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان وصف فيها الحرب على العراق بأنها (غير قانونية لأنها خالفت ميثاق الأمم المتحدة). وقال باول إن اتهامات عنان غير صحيحة. وتمسك بتبيان أن التدابير العسكرية التي اتخذتها الولايات المتحدة وشريكاتها ضد نظام صدام حسين كانت ضرورية ومنسجمة مع القانون الدولي؛ وقال: (لقد عرضنا قضيتنا بأسلوبنا وتحركنا بسرعة في الدفاع عن موقفنا).
واستبعد باول الإيحاءات القائلة إن تصريحات كوفي عنان كانت تهدف إلى محاولة (التأثير في السياسات) الأمريكية عشية الانتخابات الرئاسية، مشيراً إلى أن عنان كان يرد على أسئلة في مقابلة صحفية فقال ما قال, كما وصف (باول) جلسة الجمعية العامة للأمم المتحدة التي ستعقد الأسبوع القادم بأنها ستكون (اجتماعاً مهماً يلقي فيها الرئيس بوش يوم الثلاثاء القادم خطاباً مهماً عن محاربة الفقر والمرض).
وكشف باول عن قناعاته الجديدة حول معلومات استخبارية سابقة عن أسلحة العراق استند إليها التحالف في تبرير الحرب على العراق عن أن (شعوري الغريزي الآن يحدثني بأن المصادر التي اعتمدنا عليها كانت مخطئة بالنسبة لوجود كميات كبيرة من مخزون الأسلحة، فلم نعثر على شيء منها ولم أر في القضية دليلاً مقنعاً يشير إلى أنها دفنت أو نقلت كلها إلى بلد آخر، وإن كنت لا أستبعد شيئاً من هذه الاحتمالات).
وأبان وزير الخارجية الأمريكية أن الحكومة الأمريكية ظلت تفترض منذ انتقال سلطة السيادة إلى الحكومة العراقية المؤقتة أن اقتراب موعد الانتخابات العراقية وقبلها الانتخابات الأمريكية في تشرين الثاني - نوفمبر القادم يدفع المتمردين في العراق لفعل كل ما يمكنهم فعله لإثبات أننا والحكومة العراقية الجديدة غير قادرين على توفير الأمن للبلاد. وأعرب باول عن اعتقاده أن موجة العنف في العراق ارتفعت لهذا السبب، لكنه قال إن القادة والحكام العراقيين يواجهون الموقف بشجاعة (وها هم رجال الشرطة والجيش وقوات الائتلاف بدؤوا يردون بأسلوب أكثر هجومية).
وكان باول يتلقى سيلاً من أسئلة شبكة فوكس الإخبارية التلفزيونية يوم الجمعة 17 أيلول - سبتمبر، نفى في بدايتها أن تكون الأمم المتحدة (مشلولة) أو عاجزة، كما وصفها (سابقاً) رئيس الوزراء الأسترالي، وقال إنه ما من شك في أن للأمم المتحدة أعمالاً جيدة إلا أنه يصبح من الصعب في أوقات الشدة والأزمات أن (تجعل كافة الموسيقيين يعزفون نفس النغمة).
وذكر باول أن الولايات المتحدة استندت في هذه الأزمة إلى القانون الدولي، مشيراً إلى أنها توجهت إلى الأمم المتحدة وعرضت القضية عليها فأصدرت (القرار 1441 بالإجماع وجاء فيه أن العراق خالف كلياً) القرارات الدولية وأنه استمر في مخالفاته بشكل يستدعي مواجهته (العواقب الوخيمة).
واتهم باول العراق بأنه عمد آنذاك إلى المراوغة وإعلان البيانات الكاذبة وعدم التعاون مما (جعلنا نعتقد أن الوقت قد حان لفرض العواقب الوخيمة عليه في وقت لم يكن فيه مجلس الأمن مستعداً لإصدار حكم بهذا الخصوص استناداً إلى القرار 1441 وأضاف أنه لهذا السبب (تقدم الرئيس (بوش) وأمثاله من قادة أستراليا والمملكة المتحدة وغيرها من دول الائتلاف في العمل بشجاعة وها هو العالم اليوم) وقد زال منه واحد من الدكتاتوريين.
وردد باول تصريحاته السابقة القائلة إن النظام الذي (ملأ القبور الجماعية واستعمل أسلحة التدمير الشامل ضد شعبه وضد جيرانه وانتهك الحقوق الإنسانية قد ولَّى). وأشار إلى أن بقايا النظام السابق تحاول معرفة ما إذا كان في مقدورها إعادة الأمور إلى ما كانت عليه (لكنها لن تستطيع ذلك وسنتغلب على التمرد).وسئل باول عن تصريحات رئيس الوزراء الفرنسي جاك شيراك التي أشار فيها إلى أن الحرب ضد العراق كانت غير شرعية فقال إن الولايات المتحدة تدرك أن الفرنسيين يعتبرونها غير مشروعة، لكنه قال إن مثل هذه الاختلافات في وجهات النظر أمر ليس غير مألوف. إلا أنه أضاف أنه عندما يحدث الخلاف ينبغي على القادة أن يتلمسوا جوانب الاتفاق ويبادروا إلى البناء عليها، (لكنه يوجد هناك دائماً نقاط التقاء بين الفرقاء وتعمل (الولايات المتحدة) من ثم على تحقيق ما هو في صالح الشعب الأمريكي وأمنه وأمن النظام الدولي وهذا بالذات ما فعله الرئيس بوش في العام الماضي).
وكشف باول عن أن من المقرر أن يصدر رئيس فريق التفتيش الدولي عن أسلحة العراق تشارلز دولفر في أواخر أيلول - سبتمبر الحالي تقريراً عن مصير أسلحة التدمير الشامل العراقية. وسيسعى دولفر من وراء إصدار تقريره إلى (كشف الحقيقة).
وقال باول إنه كان واضحاً أن الزعيم العراقي السابق صدام حسين كان يبيِّت النية لإنتاج مثل تلك الأسلحة وكان بإمكانه أن يخزن كميات كبيرة منها (لو أفلت أو تحرر من العقوبات التي فرضتها عليه الأمم المتحدة أو من الرقابة الدولية).
غير أن وزير الحارجية قال إن صدام حسين كان يملك المقدرة على الإنتاج الصناعي المزدوج التي كانت تمكنه من إنتاج أسلحة كيميائية وجرثومية. وأضاف أن الحقيقة هي (أن صدام حسين لم يبدل مظهره إطلاقاً).وأوضح باول أن الرئيس بوش رد على ذلك برفضه السماح للدكتاتور بالاستمرار في الحكم ومواصلة تهديد شعبه وشعوب المنطقة والعالم. وأضاف: إن الرئيس بوش لم يشأ إهمال القضية ورفض (تعرض الشعب الأمريكي للخطر).
|