* فلسطين المحتلة - بلال أبو دقة:
أكدت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين أن وفدا رفيعا من الحركة بدأ، يوم الثلاثاء، الموافق 14-9- 2004م، حوارا مصريا - فلسطينيا جادا لمناقشة ثلاث قضايا هامة ورئيسية هي: الإصلاح الفلسطيني وحماية الوحدة الداخلية الفلسطينية، وقضية الانسحاب الإسرائيلي من غزة.
وأوضح د. محمد الهندي، القيادي السياسي البارز فى الحركة، في تصريح صحفي، تلقت الجزيرة نسخة منه: أن شارون ليس لديه أي خطة إلا تدمير الشعب الفلسطيني، معتبرا أن البرنامج الذي يطرحه شارون يتغير وفق الضغوط الحزبية داخل الكيان الإسرائيلي الذي يعيش حالة تخبط غير مسبوقة.
وبين الهندي أن حوار القاهرة يؤسس لحوار شامل يقوم على القواسم المشتركة بين الفصائل الفلسطينية فيما يتعلق بمجمل القضايا الفلسطينية في ظل التصعيد الإسرائيلي الذي يستهدف المدن والمخيمات الفلسطينية.
وقال القيادي السياسي البارز في حركة الجهاد: إن الموقف المصري المطروح حاليا هو موقف إيجابي يتمثل بضمان وحدة الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 67 والانسحاب الشامل من قطاع غزة وفق عملية مستمرة تشمل مدن الضفة الغربية، ووضع برنامج فلسطيني يجمع الفصائل ضمن قيادة وطنية موحدة تقود الشعب الفلسطيني.وأشار الهندي أن شارون يريد أن يوقع الفلسطينيين في فخ كبير، كما أنه يريد من مصر أن تلعب دورا أمنيا في قطاع غزة وهذا ما ترفضه الفصائل ومصر أيضا.
وأكد القيادي السياسي البارز في حركة الجهاد أن حركته مع الإصلاح الشامل والحقيقي الذي يقوي صمود الشعب الفلسطيني ويحمي المقاومة الفلسطينية، وليس الإصلاح الجزئي الذي يخدم المصالح الشخصية..
وفد أمني مصري سيزور قطاع غزة لاستكمال نقاط الاتفاق بين الجانبين..
يشار إلى أنه من المنتظر أن تبدأ في العاصمة المصرية، هذا الأسبوع سلسلة لقاءات بين شخصيات مصرية وفلسطينية رسمية، وبين مسؤولين مصريين وممثلين عن فصائل المقاومة، في إطار التحركات الجارية للتنسيق والتعاون، تمهيدا للانسحاب الإسرائيلي المرتقب من قطاع غزة.
وسيجري أمين الهندي، مدير عام جهاز المخابرات، واللواء صائب العاجز، مدير عام الشرطة الفلسطينية، واللواء موسى عرفات، رئيس جهاز الاستخبارات الفلسطينية مباحثات مع مسؤوليين أمنيين مصريين..وكان من المقرر أن يرافقهم العقيد رشيد أبو شباك، مدير عام جهاز الأمن الوقائي في قطاع غزة إلا أن الاحتلال الإسرائيلي لم يسمح له بمغادرة القطاع.
وقال مصدر فلسطيني إن المباحثات ستناقش مجمل التطورات على الساحة الفلسطينية خاصة الانسحاب الإسرائيلي المحتمل من قطاع غزة مشيرا إلى أن عدداً من الضباط الأمنيين الفلسطينيين سيتوجهون في وقت لاحق من هذا الشهر إلى القاهرة لإجراء تدريبات هناك.وأشارت مصادر فلسطينية إلى أن المحادثات تهدف أيضا إلى إعداد جدول محدد لدورات تدريبية سيتلقاها قادة وأعضاء الأجهزة الأمنية الفلسطينية في معهد تابع لأحد الأجهزة الأمنية المصرية. وفي هذا السياق، أكد إبراهيم أبو النجا، رئيس لجنة المتابعة العليا للقوى الوطنية والإسلامية للجزيرة: بأن اللقاءات الأمنية التي يجريها قادة الأجهزة الأمنية في القاهرة جاءت في إطار اتفاق مصري فلسطيني خلال زيارة وزير الخارجية أحمد أبو الغيط ورئيس المخابرات المصرية عمر سليمان للأراضي الفلسطينية.
ووفقا لأبو النجا فإن وفدا أمنيا مصريا رفيع المستوى سيزور غزة قريبا لاستكمال نقاط الاتفاق بين الجانبين فيما يخص تدريب قوات الأمن الفلسطينية واستعداداتها لإدارة قطاع غزة في حال الانسحاب الإسرائيلي منه، على أن يتوازى مع ذلك استمرار الحوار السياسي بين العاصمة المصرية والقوى الفلسطينية المختلفة.
ويضم الوفد الأمني الفلسطيني وزير الداخلية حكم بلعاوي ومدير عام المخابرات اللواء أمين الهندي، واللواء صائب العاجز قائد الشرطة، واللواء موسى عرفات، واللواء عبد الرازق المجايدة أبرز القادة للأمن العام.
ومع أن مصادر مصرية تحدث عن بدء وصول قادة من الفصائل الفلسطينية إلى القاهرة لاستئناف الحوار الداخلي من أجل التوصل لقواسم مشتركة على قاعدة إدارة قطاع غزة بشكل جماعي إلا أن رئيس لجنة المتابعة العليا للقوى الوطنية والإسلامية، إبراهيم أبو النجا أكد: أن ما يجرى ليس حوارا شاملا بقدر ما هو اتصالات مصرية ثنائية مع الفصائل الفلسطينية وهو ما يعكس اهتمام القاهرة بالوضع الفلسطيني وضرورة التوصل لقواسم مشتركة بين جميع الأطراف لاحتواء المشروع الإسرائيلي بالانفصال عن الفلسطينيين من جانب واحد.
وقال أبو النجا: لا توجد حوارات شاملة بل اتصالات داخل المناطق الفلسطينية في إطار لجنة المتابعة أما الحوار بالقاهرة فلم يحسم بعد.
ويؤكد أبو النجا أن لجنة المتابعة العليا لفصائل الفلسطينية تواصل اجتماعاتها واتصالاتها بين كل الأطراف فيما يخص الكثير من القضايا لكن لم يتم الاتفاق بعد على قواعد مشتركة أو على استئناف الحوار من حيث انتهى.
حماس: حتى الآن لا يوجد ضمانات
هذا وأكد الناطق باسم حماس في غزة سامي أبو زهري في بيان صحافي تلقت الجزيرة نسخة منه: أن غياب الضمانات المصرية من إسرائيل يؤخر استئناف الحوار، وقال أبو زهري: حتى الآن لا يوجد ضمانات مصرية من الاحتلال على وقف الاغتيالات أو شكل الانسحاب وهو ما يضعف الدور المصري في تقديم طروحات عملية أو الرد على تساؤلات القوى الفلسطينية.
وترحب القوى والفصائل الفلسطينية المختلفة بإمكانية الحوار الداخلي مجددا فيما بينها لكن العديد منها لا يزال يتحفظ على شكل الاتفاق المشترك أو الضمانات التي يمكن أن يحصل عليها الفلسطينيون من إسرائيل ودور كل منها في الشراكة السياسية المحتملة بالقرار الفلسطيني وكلها أسئلة لا تزال تحتاج إلى إجابات.
حوار القاهرة سيتم على ثلاث مراحل بمشاركة فتح وحماس والجهاد الإسلامي والجبهتين الشعبية والديمقراطية
هذا وقالت مصادر فلسطينية عليمة لمراسل الجزيرة: إنه يتوقع أن تجري جولة جديدة من الحوار الوطني بين عدد من الفصائل الفلسطينية في العاصمة المصرية القاهرة في العشرين من الشهر الجاري بشكل ثنائي، على أن تتبعها جولة من الحوار الشامل تشارك فيها القوى الفلسطينية مجتمعة.
وأضافت تلك المصادر، تقول: إن هذه الحوارات المتوقع إجراؤها ستتم برعاية مصرية وسيكون هدفها الوصول إلى برنامج وطني لمجابهة التحديات ووضع خطة مشتركة تضمن تحقيق الشراكة في إدارة قطاع غزة، حال الانسحاب منه وإعادة تنظيم الأوضاع الفلسطينية الداخلية لمجابهة التحديات وأية خطة فصل أحادية الجانب من قبل إسرائيل.ووفقا لمصادر فلسطينية متطابقة فإن الحوار سيتم بمشاركة خمسة فصائل رئيسية هي فتح وحماس والجهاد الإسلامي والجبهتين الشعبية والديمقراطية، ومن المتوقع أن يتم الحوار على ثلاث مراحل الأولى ثنائية بين المسؤولين المصريين ووفود الفصائل الخمسة كل على حدة وتستمر يومين، والثانية شاملة لجميع الفصائل مع مشاركة مصرية ويتم خلالها التوصل إلى ورقة اتفاق على جملة من القضايا المشتركة حول برنامج المرحلة الحالية وإعادة ترتيب البيت الفلسطيني من الداخل، أما المرحلة الثالثة والتي سيشارك فيها ممثلون عن 12 فصيلا فستشمل وضع اللمسات الأخيرة لبرنامج القواسم المشتركة وإقرار القيادة الوطنية الوحدة وحكومة ائتلاف وطني فلسطيني.
|