Monday 20th September,200411680العددالأثنين 6 ,شعبان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الثقافية"

للملتقى: للملتقى:
تطوير ثقافة الطفل في المجتمع السعودي

إن التغيرات السريعة التي تشهدها المجتمعات المعاصرة تجعل الاهتمام بثقافة الطفل هدفاً استراتيجياً وتنموياً. فالأطفال هم مستقبل الامة وحملة إرثها وهويتها، كما هم حاضرها الذي يعكس درجة تقدمها ومكانتها بين مصاف الأمم. إن الاهتمام بثقافة الطفل لا يعني فقط إحياء الماضي أو استشراف المستقبل، بل لابد أيضاً أن ينبع من الحاضر ويتعامل معه. ومن ثم تظهر أهمية وضع تصور متكامل لخطة تربوية تنموية للوصول إلى أهداف عليا مشتركة من شأنها ان ترتقي بواقع الطفل وتخطط لمستقبله وتحيي تراثه.
لا يختلف اثنان على أن الأمة العربية تعيش مرحلة حاسمة من تاريخها، وهي بحاجة إلى ساعد كل فرد فيها، بما في ذلك السواعد الصغيرة. ولابد من هبة حاسمة جادة للعمل على إحداث تغييرات فعلية في ثقافة الطفل، ومن هنا تأتي أهمية مبادرة وزارة الثقافة والإعلام في اقامة الملتقى الأول للمثقفين السعوديين بهدف وضع تصور استراتيجي شامل وخطة تترجم إلى برامج وأنشطة تنفذ على أرض الواقع في كل المجالات الثقافية، بما في ذلك ثقافة الطفل.
مفهوم ثقافة الطفل
الحديث عن ثقافة الطفل يطول...
بدءا لابد أن نحدد ماذا نقصد بثقافة الطفل؟ هل هو المفهوم الاجتماعي والذي تشير الثقافة فيه إلى مجمل جوانب الحياة المادية والمعيارية في مجتمع بعينه؟ أم نستخدم مصطلح الثقافة لنتحدث عن العلم والأدب والفنون وما شابه ذلك؟
سأستند إلى المفهوم الاجتماعي في هذه الورقة، ومن ثم تصبح قضية تطوير ثقافة الطفل قضية مجتمعية يتحمل المجتمع بكافة قطاعاته ومؤسساته مسؤوليات تجاهها.
من المهم أيضاً توضيح من هو الطفل؟ هل هو طفل الريف أم المدينة؟ ومتى تبدأ الطفولة ومتى تنتهي؟
الطفل هنا هو أي طفل في المملكة، في أي بيئة جغرافية واجتماعية، ذكراً كان أم أنثى، ومرحلة الطفولة تمتد من لحظة الميلاد إلى سن الثامنة عشرة وفقاً لمفهوم الأمم المتحدة.
ولأن ثقافة الطفل تصب فيها روافد كثيرة تصبح القضايا متعددة والمشاكل متشعبة، لدرجة تبدو المسألة هلامية لا نعرف من أين نمسك بها ومن أين نبدأ! بتدريب المعلمين، أم بتوعية الأسرة، أم بإغلاق أجهزة التلفاز ومراقبة صفحات الإنترنت؟ أم بكل ذلك معا؟ وهو رأي قد يوافق عليه الأغلبية، ولكن كيف نضمن أن تكون الأهداف واضحة ومشتركة لجميع الأطراف التي تتعامل مع الطفل، وأن تكون خطة العمل سائرة باتجاه واحد؟ هذه أسئلة هامة تبحث عن أجوبة واقعية تطبيقية؟
انطلاقاً من المفهوم الشمولي لثقافة الطفل، وللمسؤولية المشتركة بين مؤسسات المجتمع المختلفة، سأتقدم ببعض المقترحات حول آليات تطوير ثقافة الطفل في المجتمع السعودي، مرتكزة بشكل أساسي في ذلك على مناقشة وضع أدب الطفل وأهم التحديات التي تواجهه، باعتبار أن الأدب مرآة المجتمع بما في ذلك أدب الطفل، والذي هو أحد العناصر الأساسية التي تشكل ثقافة الطفل، وفي الوقت ذاته تعكس درجة ونوعية الاهتمام بهذا الأدب مكانة الاطفال في المجتمع وأسلوب تقييمهم.

هند خالد خليفة


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved