فيروز تغني في عمان يوم السبت القادم

* عمان - الجزيرة - خاص:
تبدأ الفنانة الكبيرة فيروز بأغنيات رائعة للمرة الرابعة في الحفل الذي سيقام في الثامنة والنصف من مساء السبت 25 أيلول الجاري في مسرح الارينا - جامعة عمان الأهلية والذي يستمر على مدار 90 دقيقة من الغناء الحي.
وكانت رئيسة الاتصال والمعلومات في شركة فاست لينك الإعلامية سوزان عفانة أعلنت في مؤتمر صحفي عقدته ظهر أمس في مقر الشركة عن استضافة فاست لينك للمبدعة فيروز بحضور ممثلة (أنا الأردن) لانا السقا.
وتعد فيروز أشهر الفنانات في الوطن العربي، فصاحبة (اشتقتلك) حصدت العديد من الجوائز خلال مسيرتها الطويلة التي بدأت في أوائل خمسينيات القرن الماضي ومنها: وسام الأرز اللبناني رتبة فارس العام 1962، ووسام النهضة الأردنية من الدرجة الأولى، ووسام الاستحقاق السوري، ووسام الفخر الفرنسي، كما تسلمت صاحبة (زهرة المدائن) و(لأجلك يا مدينة الصلاة) و(القدس العتيقة) مفتاح مدينة القدس وجائزتها في العام 1997، ووسام الثقافة الرفيعة من تونس، ومفتاح سيدني، ومفتاح نيويورك، كل ذلك تقديراً لفنها الذي جسد القيم الإنسانية والفلسفة والوطنية.
ويذكر أن صاحبة أغنية (بحبك يا لبنان) و(بيروت) و(حملت بيروت) لم تغادر لبنان إبان الحرب اللبنانية، بل ظلت فيه رافضة النزوح منه، ممثلة بذلك أعلى درجات الحب والانتماء، وحتى حين فقدت ابنتها (ليال) إثر تعرض منزلها لقصف صاروخي ظلت على موقفها، وبقيت صاحبة (لا يدوم اغترابي) محجمة عن الغناء في لبنان حرصاً منها ألا يظن أنها منحازة لفئة دون أخرى.
وما أن سكنت رحى الحرب مع بداية التسعينات حتى أهدت عشاقها الكثر البوم (كيفك أنت) الذي حملت كلماته وألحانه توقيع ابنها زياد الرحباني والذي من المتوقع أن يرافقها في حفلها العماني، كما عودا جمهورهما في حفلات مهرجان بيت الدين.
ولعل (ولا كيف) بأغنياته السريعة التي توحي بالفرح نقلة أخرى لفيروز التي تؤكد دائماً وأبداً أن فيروز لا تشبه غير نفسها في عالم الغناء، إنها فنانة مدرسة قلدتها الكثيرات ولكن أنّى لهن استنساخ حنجرتها الذهبية، وأحاسيسها الفيروزية التي تحول (الحكي العادي) إلى (غناء راقٍ جميل) ولعل زياد قام بفعل استثنائي لهذه (الحنجرة) أبعدها فيها عن إيقاعها السابق، مستسلمة لمفاتيح عبقرية زياد دون أن يعكر صفو قرارها من يرى أنها تنكرت لتاريخها العتيق وإن كنّا لا نرى ذلك فقد ظلت فيروز في أغنياتها كما كانت دائماً صاحبة (سكن الليل) و(هالسيارة مش عم تمشي) و(دخلك يا طير الوروار) و(عيد العزابية) و(نسم علينا الهوى) وغيرها من الأغنيات الكثيرة.
ويظل عشاق فيروز ينتظرون جديدها وإن كانت في حفلها ستغني باقة من أغانيها العتيقة والطازجة في توليفة مميزة، لم يكشف النقاب عنها بعد.
ويذكر أن فيروز المولودة في جبل الأرز في 21-11-1935م لوالديها وديع حداد وليزا البستاني أطلقا عليها (نهاد) ليختار لها الملحن حليم الروحي اسم (فيروز) بدلاً من اسمها الشخصي، وكان الرومي معجباًَ بصوتها فقدمها عام 1951م للأخوين رحباني، عاصي ومنصور، ولم يتردد عاصي بالتلحين لفيروز مباشرة، الأمر الذي اعتبره شقيقه منصور - لاحقاً - بعد بصيرة اخترقت المستقبل.
ولم تمض ثلاث سنوات على اللقاء حتى أعلن عاصي الزواج من فيروز.
وكانت اللقاءات الرحبانية الفيروزية بدأت بمجموعة أغنيات شعبية وزعت بطريقة موسيقية مبتكرة آنذاك مثل (البنت الشلبية) و(نحن والقمر جيران).
وتزامن انطلاق فيروز والرحبانية مع ولادة ابنها زياد العام 1956م، في الوقت الذي جابت (فيروز) العالم بأغنياتها، والتي لم تكتف بالغناء للأخوين، بل تعاونت مع عدة ملحنين مثل: فيلمون وهبي، حليم الرومي، محمد محسن، محمد عبد الوهاب، وأخيراً ابنها زياد الرحباني.
وتأتي استضافة فيروز بدعوة من شركة فاست لينك في حفلة ستحييها بمناسبة بدء احتفالات الشركة بالذكرى العاشرة لتأسيسها التي تصادف في أيلول العام المقبل 2005 في احتفالية تتواصل لمدة عام كامل.
وأعربت عفانة عن اعتزاز الشركة باستضافة الفنانة الكبيرة فيروز لإحياء حفل غنائي لجمهورها الأردني العريض الذي يشكل مشتركو فاست لينك القاعدة الأوسع منه، مشيرة إلى أنهم يشكلون خمس سكان الأردن (مليون و86 مشتركاً).
وبينت عفانة أن هذه الحفلة تأتي بداية لسلسلة احتفالات تقيمها الشركة تبدأ من الشهر الجاري وتستمر حتى شهر ايلول 2005 المقبل كانت باكورتها إطلاق صندوق فاست لينك للتعليم الجامعي الذي قدمت الشركة من خلاله عشر منح دراسية لطلبة أردنيين متفوقين ومحتاجين، إضافة إلى منحة واحدة إلى ذوي الاحتياجات الخاصة.
وأكدت عفانة أن هذه الاحتفالات ستشهد إطلاق العديد من المبادرات والنشاطات التي ستصب لخدمة المجتمع الأردني بكافة فئاته، مشيرة إلى أنه من المقرر أن يتم رصد هذا الحفل الكبير لبرنامج المنح الدراسية في جمعية الأيدي الواعدة الخيرية وذلك كمبادرة من الشركة لدعم نشاطات هذه الجمعية الخيرية.
وسيقام الحفل الذي يتوقع أن يشهد حضوراً كبيراً على مسرح الارينا في جامعة عمان الأهلية في إطار النشاطات التي تقوم بها الشركة ترجمة لإيمانها العميق برسالتها التنموية والتزامها الراسخ نحو المجتمع الأردني، حيث تقوم فاست لينك بإقامة ورعاية مجموعة عريضة من المبادرات والأنشطة الاجتماعية والثقافية الشبابية. وبحسب عفانة فإن فاست لينك تولي أهمية خاصة للفن الراقي بسائر أشكاله، حيث كانت استضافت قبل عامين مسرحية (المتنبي)، كما جمعت ما بين حضارة الشرق وحضارة الغرب باستضافتها الفنان العالمي ستينج في حفل مشترك مع الشاب مامي، إضافة إلى رعايتها لمهرجان الأغنية الأردنية لعامين متتاليين.
ويشار إلى أن هذه هي المرة الرابعة التي تلتقي فيها فيروز بجمهورها الأردني حيث كانت قد شاركت في مسرحية بترا وفي مهرجان جرش، إضافة إلى حفل غنائي على مسرح الارينا. ويذكر أن شركة فاست لينك سعت منذ تأسيسها إلى توسيع قاعدة عملائها حتى وصل عدد مشتركيها اليوم إلى ما يزيد عن مليون مشترك، موزعين على كافة أنحاء المملكة، وإضافة إلى دورها الرئيسي في تقديم خدمات اتصالات خلوية عالية الجودة وضعت الشركة خطة موازية ذات طابع تنموي واجتماعي من خلال المبادرات التي تطلقها على مدار العام.