الذين أغضبهم ما تطرقت إليه عن المعارض الفنية المدرسية.. آمل أن يعيدوا النظر فيما ذهبت إليه مرات ومرات ليتأكدوا بأنفسهم من سلامة الهدف والمقصد.. وبما لهذا الموضوع من تاثيرات سندرك سويا أثرها على نمو المواهب التي قد تتعطل بفاعل الإهمال.. فالقضية في حد ذاتها أعمق مما تصورت.. وأكثر مما ذهبت، إليه فلو حاولت الغوص في جوهر المشكلة لأدركنا جوانب أخرى ومهمة قد تكون سببا كبيرا في عقم العديد من المواهب بل جدبها وعدم قدرتها على العطاء.. كل ذلك من وراء سلبية المدرس وعدم مبالاة التلميذ.. المدرس الذي يعتمد اعتماداً كلياً على مواهبه.. بل من ينظر لمادة التربية الفنية على أنها فسحة للطالب لا تخضع للبرنامج المدرسي كمادة أساسية، منهم من لا تسعفه مواهبه في إبراز مواهب الطلبة لعدم تخصصه في تلك المادة.
ومنهم من لا يعير هذا الدرس شيئاً من اهتمامه فيكتفي بصرفهم لأي نوع من المذاكرة.. أو مزاولة لعبة رياضية.. أو جمعهم في صالة التربية الفنية لتبادل الأحاديث والنكات.. حتى إذا أتيحت لهم فرصة الاشتراك في المعارض الفنية المدرسية وجدناهم عاجزين عن الاشتراك فعليا بمواهبهم وخاماتهم.
فلماذا هذا العتب.. تجاوزاً إن لم يكن غضبا.. إننا لسنا بحاجة إلى فشل المعارض أو نجاحها بقدر ما يكفينا أن تكون وسيلة إلى غاية لتنمية تلك المواهب ومشاركتها في بناء نهضة الفن التشكيلي.. وهي المدركة الواعية لمسؤولياتها.. وهنا لتدركوا أيها الأعزاء أنني لم أقصد في معرض قولي هذا أي شخص بعينه بقدر ما هو لفتة متواضعة أزفها لكل المربين.. والقائمين على تدريس مادة التربية الفنية عموماً، فهل انجلت الغشاوة.. لعل وعسى!
|