في مثل هذا اليوم من عام 1966م تم إنشاء أول محطة لتوليد الكهرباء من خلال قوة المد والجزر.
إن عملية توليد أو إنتاج الطاقة الكهربائية في الحقيقة هي عملية تحويل الطاقة من شكل إلى آخر حسب مصادر الطاقة المتوفرة في مراكز الطلب على الطاقة الكهربائية وحسب الكميات المطلوبة لهذه الطاقة، الأمر الذي يحدد أنواع محطات التوليد وكذلك أنواع الاستهلاك وأنواع الوقود ومصادره كلها تؤثر في تحديد نوع المحطة ومكانها وطاقتها. والمد والجزر من الظواهر الطبيعية المعروفة عند سكان سواحل البحار.
فهم يرون مياه البحر ترتفع في بعض ساعات اليوم وتنخفض في البعض الآخر.
وقد لا يعلمون أن هذا الارتفاع ناتج عن جاذبية القمر عندما يكون قريباً من هذه السواحل وان ذلك الانخفاض يحدث عندما يكون القمر بعيداً عن هذه السواحل، أي عندما يغيب القمر، علماً أن القمر يدور حول الأرض في مدار أهليجي أي بيضاوي الشكل دورة كل شهر هجري، وأن الأرض تدور حول نفسها كل أربع وعشرين ساعة. فإذا ركزنا الانتباه على مكان معين، وكان القمر ينيره في الليل، فهذا معناه أنه قريب من ذلك المكان وان جاذبيته قوية. لذا ترتفع مياه البحر. وبعد مضي اثنتي عشرة ساعة من ذلك الوقت، يكون القمر بالجزء المقابل قطرياً، أي بعيداً عن المكان ذاته بعداً زائداً بطول قطر الكرة الأرضية فيصبح اتجاه جاذبية القمر معاكسة وبالتالي ينخفض مستوى مياه البحر.
وأكثر بلاد العالم شعوراً بالمد والجزر هو الطرف الشمالي الغربي من فرنسا حيث يعمل مد وجزر المحيط الأطلسي على سواحل شبه جزيرة برنتانيا إلى ثلاثين متراً وقد أنشئت هناك محطة لتوليد الطاقة الكهربائية بقدرة 400 ميجاوات. حيث توضع توربينات خاصة في مجرى المد فتديرها المياه الصاعدة ثم تعود المياه الهابطة وتديرها مرة أخرى.
ومن الأماكن التي يكثر فيها المد والجزر السواحل الشمالية للخليج العربي في منطقة الكويت حيث يصل أعلى مد إلى ارتفاع 11 متراً ولكن هذه الظاهرة لا تستغل في هذه المناطق لتوليد الطاقة الكهربائية.
|