بالمنشار..!!
خواطر لا تسرّ..!!
أحمد الرشيد

انقطعت خلال الشهرين الماضيين عن متابعة الكثير مما يدور في وسطنا الرياضي، فالإجازة فرضت ذلك ولهذا عندما فكرت بالكتابة من جديد شعرت بأنني مثل (غريب الدار) !!
كما أن العودة لمباشرة الكتابة من جديد لم تكن بنفس الحيوية والحماس السابق فقد بدأت أفتقد العديد من المغريات التي كنت أستمتع في الكتابة عنها وهي مغريات خاصة وأخرى عامة!!
أولى المغريات الخاصة تتمثل في الجانب الفني فالمتعة والمهارة والفن والإبداع الكروي تلاشى - في نظري - مع اعتزال الثنيان ولم يعد هناك نجوم مفضلون يمنحون المباريات قيمة فنية تشجعني على متابعتها بنفس الحماس والإثارة والرغبة التي كانت أيام الثنيان!!
أيضا افتقدت الهلال الذي غاب عنه النجوم بعد أن كان فيما مضى أشبه بسلة الفاكهة اللذيذة في طعمها والجميلة في شكلها واصبح الفريق الممتع (يسد النفس) !!.
حتى النصر الذي كان يسليني بنتائجه ومواقفه ظهر مع انطلاقة هذا الموسم بثوب جديد وصار يهدد بتعكير مزاجي، لكن ما يريح في هذا الجانب هو أن النصر قد عودنا على التنازل عن القمة في مراحل الحسم الاخيرة من عمر الدوري وحتى لو خالف النصر عاداته وفاز بالبطولة فسنصفق له لأن الفريق الذي نشاهده هذه الايام فيه تجديد وروح عالية.
وفي الجانب الإداري افتقدت كثيراً قفشات المرحوم - أبي خالد - التي كانت مادة مثيرة لا استغني عنها هنا في (بالمنشار) فقد كانت هي الباعث المحرك لكثير من الأفكار والتعابير واللذعات التي تحفل بها هذه الزاوية في كثير من موضوعاتها!!
ومع رحيل المغفور له إن شاء الله الأمير عبدالرحمن بن سعود لم يعد هناك صوت يثري ويثير، فالغالبية مقلدون يفتقدون خفة ظل المرحوم وسرعة بديهته وما كان يقبل من المرحوم - أبي خالد - بالتأكيد لن يكون مقبولا من سواه!!
حتى مفهوم الاختلاف في الرأي سيختلف علينا من بعد المرحوم - أبي خالد - فقد كان صدره يتسع لكل حالات ومستويات الاختلاف معه، فيما آخرون في عمر أبنائه يضيقون ذرعاً بأي انتقاد يوجه إليهم حتى ولو لم يكن مباشرا!!
أما المغريات العامة التي افتقدتها فمنها ما يتعلق بالجانب الفكري والنفسي حيث المفترض أن الزمن تغير والعقول تفتحت وأن الفكر والتفكير قد تطورا لكنك تحبط بالكامل وأنت تستمع إلى لغة التخاطب وكيفية التعامل في وسطنا الرياضي وكم هي بعيدة عن الروح الرياضية!!
وكيف أن الوسط الرياضي ينفرد عن غيره من فئات مجتمعنا السعودي بكونه الوحيد الذي يكاد ينعدم فيه الوفاء ويتضاءل فيه مستوى التقدير والاحترام والتعاون!
وعلى المستوى الرسمي تتأسف على الكبوات التي هزت رياضتنا فليس لها ما يبررها في ظل قيادة رياضية تتسم بسعة الأفق وتتعامل بديموقراطية وتعطي بسخاء لا حدود له ورياضة تتشكل من اتحادات لكافة الألعاب وأندية ومنشآت عملاقة فيها أحدث التجهيزات لمختلف الرياضات!!
وتصفق يدا بيد وأنت تشاهد سباق الميداليات في الدورات الأولمبية في كل الألعاب ونحن في أنديتنا وإعلامنا وفي اهتماماتنا الشخصية والرسمية لا نعرف ولا نعترف سوى بكرة القدم!!
أمر محبط بلا شك لكنك تحاول أن تخفف من الصدمة وتتعذر بالأزمة المالية التي تعاني منها رياضتنا لكنك مقتنع ومتيقن أن القصور في العمل الإداري بالأندية والاتحادات هو مصدر معاناة آخر لا يمكن إغفاله إلى جانب معاناتنا من افتقاد كثير من مواهبنا الرياضية للوعي الذي يدفعها نحو الاستعداد الجيد ويمكّنها من تقدير حجم وعظم المسؤولية عندما يكون التمثيل للوطن وباسم الوطن!!
بلا شك أجواء كهذه تفرز خليطاً من المشاعر فيها الكثير من الاسى والأسف خاصة وأنه بالإمكان بشيء من الغيرة والحرص والإخلاص تحقيق أفضل مما كان!!
النصر بمن دفع!!
التراشق النصراوي - النصراوي ليس جديداً بل إن هذه الظاهرة صارت من الموروث الشعبي في الوسط النصراوي!!
فقضية تأسيس النصر والمواجهات بين إدارة النصر وعدد من أعضاء الشرف والمواقف المتوترة بين إدارة النادي وبعض نجوم الفريق هي نماذج من التراشق النصراوي - النصراوي!!
وبالأمس القريب تابعنا الخلاف النصراوي - النصراوي الذي كان محوره عساف العساف وغايته خالد البلطان!
ولم أكن أتمنى أن يتعرض العساف لما تعرض له لأنه قدم جهداً متميزا خلال عمله في النصر وايضاً لان ذلك يعطي انطباعا سيئاً عن طبيعة العلاقة السائدة في وسطنا الرياضي كما يكشف حجم التناقض في تعاملات البعض منا!!
فهذا عساف الذي تم الإعلان عن طرده ومنعه من دخول نادي النصر وسحب عضويته الشرفية هو نفسه (أبو مشهور) الذي كان في عيون الإدارة النصراوية خلال الموسمين الماضيين بل إنه من (زود) تقدير النصراويين لعساف أعلنوا أن النصر فرع للحزم والحزم فرع للنصر!!
وإذا كان بعض النصراويين يرون أن في موقفهم من عساف ما قد يرضي خالد البلطان ويدفعه إلى ضخ مزيد من الاموال لصالح الخزينة النصراوية فإن هذه رؤية قاصرة، فالبلطان ربما يتعامل مع هذا الموقف بطريقة تختلف عن الفكر النصراوي الأمر الذي قد يدفعه لأن يضع هذا الموقف في حساباته المستقبلية وتحت شعار (السعيد من اتعظ بغيره) !!
أتمنى أن تحافظ الإدارة النصراوية على مقولة الأمير الراحل (النصر بمن حضر) وأن لا تتحول إلى (النصر بمن دفع)!!.
هلاليات!!
** يبدو أن مسؤول الشركة التي وقعت عقدا إعلانيا مع الهلال بثلاثة ملايين ريال لم يشاهد الهلال الموسم الماضي!!
** بناء فريق قوي لا يمكن ان يتم على اسس ضعيفة؛ لذلك لا بد من أجانب يكونون عونا للفريق لا عالة عليه وأن يتخلص من أشباه اللاعبين!
** على سامي الجابر أن لا يستعجل المشاركة مع فريقه لأنها ستحسب على تاريخه، فهو لن يضيف شيئا في ظل الاوضاع الفنية الحالية للفريق!!
** الهلال لا يهاجم ولا يدافع ويلعب بدون خطة، يمكن لأن الهزيمة ما تحتاج إلى خطة!
** فوز الأهلي على الهلال لا يعني تطور الأهلي بل تدهور الهلال!!
** أخشى أن يقال في نهاية الموسم (الهلال حضارة سادت ثم بادت) .