Sunday 19th September,200411679العددالأحد 5 ,شعبان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الرأي"

التخطيط الاستراتيجي لمكافحة الإرهاب التخطيط الاستراتيجي لمكافحة الإرهاب
عبد الإله بن سعود السعدون*

الإرهاب الدولي يشبه إلى حد بعيد البراكين الكامنة لا ندري متى تنفجر وبأي مكان يتحرك البركان النائم وهكذا خلايا الإرهاب النائمة. قد يكون العلاج الأمني هو الحل الحاسم لهذه الخلايا المتحركة للفئة الضالة ولكن اجتثاث هذا الوباء الاجتماعي من بلادنا الغالية يتطلب وضع استراتيجية هادفة لمعالجة هذا الخطر الذي يهدد المواطن السعودي أولاً ثم المجتمع بأسره. فتحديد محتوى وشكل الإرهاب إن كان إقليمياً أو دولياً أولى الخطوات اللازمة لوضع الحلول الناجحة في استئصاله تماماً من محيطنا السعودي والذي أصبح خطراً جدياً يهدد المكاسب الوطنية والاقتصادية التي حصل عليها المواطن والمقيم في هذه البلاد الخيِّرة. قد يكون هذا الإرهاب شكلاً من الأشكال السلبية للعولمة الجديدة التي تتبنى حركات ومنظمات أممية تهدف لخلق حالة من اللا استقرار في بعض المجتمعات من أجل بسط سيطرتها العسكرية والاقتصادية عليها كما يحصل الآن في بعض دول الشرق الأوسط والتي تخدم بالتالي جهات أجنبية تجعل الإرهاب الدولي وسيلتها في التدخل المباشر في القرار السياسي لتلك الدول. وقد تميزت بلادنا الغالية بالقدرة الأمنية العالية في مواجهة الحركات الإرهابية وتوجيه أعلى في كشف أوكار الفتنة من الفئة الضالة في مختلف مناطق المملكة بخطة أمنية تعتمد على الخبرة العريقة والوسائل الأمنية الحديثة في معالجتها وشل حركتها وقد استحقت القوى الأمنية السعودية كل تقدير واحترام من كافة أبناء الشعب السعوي الوفي لقيادته الوطنية والتي أثبتت الأيام تمسك كافة المواطنين بالقيادة العليا والتي تسعى بكل جهد وأمانة لخير هذا الشعب والوطن والتي حققت وبفترة زمنية مثالية من المكاسب الاقتصادية والاجتماعية واحترام دولي لسياستها السلمية في جميع المحافل العالمية.
وقد سجل رجل الأمن الأول في بلادنا الغالية صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية وسمو نائبه وسمو مساعده ملحمة أمنية سجلت أعلى مستويات الحكمة والشجاعة وكانت الحافز الرئيسي لتفاني القوى الأمنية في تصفية بؤر الخيانة والإرهاب في كافة أنحاء الوطن الواسعة وزينت صدر أمتنا السعودية بأرقي وأشرف أوسمة الولاء والشجاعة.
وتأتي الخطة الإعلامية والثقافية بمشاركة الاجراءات الاقتصادية والاجتماعية المصادر الرئيسية للتخطيط الاستراتيجي لمكافحة الإرهاب. ولا أهدف بخطابي هذا التوجه الإعلامي التقليدي بإبلاغ ونشر الحدث بالوسائل والآليات المعروفة من مرئية ومسموعة ومقروءة فهذه تتحدد حين وصول الخبر والصورة للمتلقي.
ولكني أقصد بالتوجيه الإعلامي هو إيصال الإشارة الى المواطن بأن هذه الفئة الضالة تستهدف حياتك أولاً والمكاسب التي تتمتع بها وتسعى لتجعل مستقبلك مرهوناً بأفكار ضالة مريضة في محتواها وتطبيقها تسخر القتل والقوة كأداة لتنفيذ مآربهم المريضة الحاقدة وحينها يكون كل المواطنين محصنين ضد هذا التيار الضال وبذلك يسهل القضاء عليهم وإنهاء أوكارهم الخفية.
وقد لا يستطيع أي محلل إعلامي متابع للأحداث فهمأو تحليل محتوى وشكل الإرهاب الدولي فقد يظهر بشكل ظاهرة سلبية للعولمة الدولية وتسخيره لمصالح الدول المتنفذة للسيطرة على القرار السياسي للدول المستهدفة بهذا الخط الإرهابي وذلك بإثارة القلق الأمني كوسيلة نافذة للضغط السياسي وتخترق تلك الأنظمة المستقرة من أجل تمرير مخططات إجرامية تخدم العولمة العالمية سياسياً ووسائلها الإقليمية المتحالفة معها استراتيجياً.
ويوصف بعض المهتمين بأن الحركات الإرهابية تنتمي لمنظمات سياسية اقليمية اتخذت من التطرف الديني وسيلة وغطاء لأهدافها الباطنة في جعل القتل والتدمير الطريق للسلطة بممارسة الإجرام المنظم بتشكيلات تعشعش تحت الأرض لا تخرج إلا في وقت التنفيذ. وكل هذه التسميات والتوصيف تصب في مجرى واحد هو استهداف الفرد أولاً والمجتمع أخيراً بخطر الإرهاب المؤدي إلى فقدان أهم عنصر لاستمرار الحياة الاقتصادية والسياسية لأي مجتمع متحضر ألا وهو فقدان الأمن والاستقرار فالانسان القلق على حياته وعمله لا يستطيع الإنتاج والإبداع. وبلادنا الغالية وقيادتها الوطنية استمدت سلطتها وقوتها من إرادة الله سبحانه ثم من البيعة المباشرة من كافة أبناء الشعب السعودي الوفي منفذة شريعة الله وسنّة نبيه، وهذه الفئات الضالة التي تمارس الغدر الإرهابي مستهدفة مكاسبه السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي يعتز بها كل فرد من ابناء هذا الوطن المعطاء ومع تحصين المواطن والمحافظة على المجتمع السعودي بأكمله تظهر الحاجة الملحة لتوجيه الإعلام والثقافة بكل صورها ووسائلها نحو كشف مخططات الفئة الضالة وقطع الطريق عليها ومنع الوصول إلى غاياتها وإنهائها من جذورها ويأتي ذلك بوضع استراتيجية متكاملة تعتمد العديد من السياسات الاقتصادية والاجتماعية يكون المواطن اساسها لإيصال الحقيقة المجردة لأهداف هذه الفئة الضالة والمحدودة في تفكيرها وبتشكيل هيئة عليا للتخطيط لمثل هذه الاستراتيجية تضم عدداً من الاخصائيين الاجتماعيين والنفسيين واستشاري علم الإنسان (الانتروبولوجي) ويشرف على هذه الهيئة عدد من القضاة ورجال الدين الأفاضل لتوجيهها نحو الخط الإسلامي الوسط والذي يصون الفرد والمجتمع عن التطرف الذي يؤدي بالتالي لفرض الرأي بالقوة دون الاهتمام بالمصالح العليا للوطن ووضعه الإقليمي والدولي.
وقد تتبنى إنشاء هذه الهيئة الوطنية إحدى جامعات المملكة بالتضامن مع جامعة نايف الأمنية والتي تضم عدداً كبيراً من الاختصاصيين في علم الإجرام المنظم والإرهاب.. وواجب المواطنة يدعونا للتصدي لكل هذه الأفكار الإرهابية المسمومة والتي يبثها بعض ذوي العاهات من شاشات الفضائيات الحاقدة المشبوهة التمويل والانتماء وكذلك بعض الأصابع الأجنبية الجبانة تغذي شبكات الإنترنت بالأكاذيب والافتراءات عن بلادنا العزيزة. وإني على ثقة بأن كل مواطن حر وفيّ غيور على مكاسب وطنه التي حققتها حكومتنا الرشيدة وقدمتها بإخلاص وتفانٍ لأبناء الشعب السعودي الوفي الذي أبدى أعلى مستويات الدعم والإخلاص والوفاء لقيادته الوطنية المخلصة.

(*)محلل إعلامي - عضو جمعية الاقتصاد السعودية


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved