تشهد بلادنا الحبيبة نمواًً وانتعاشاًً اقتصادياً في شتى القطاعات والأنشطة (التجارية والصناعية والخدمية)، ونتيجة لذلك ازداد في الآونة الأخيرة عدد المصانع المنتجة والشركات التجارية والخدمية وتوسع قطاع الأسواق بمختلف أنواعه بشكل كبير ولافت للانتباه.
هذا التوسع والانتعاش خلق فرص عمل عديدة في حقل المبيعات والتسويق التي يتطلب شغرها تأهيل آلاف من الشباب السعودي في هذا الحقل للقيام بأداء الوظائف البيعية والتسويقية التي يتم شغرها في الغالب بجنسيات أجنبية.
لدينا مشكلة حقيقية تكمن في نقص وندرة الشباب السعودي المؤهل في حقل المبيعات والتسويق!!! نحن بحاجة ماسة جداً إلى المزيد من رجال البيع والتسويق المدربين على أداء وظيفتي البيع والتسويق ليحلوا محل الملايين من الوافدين الذين احتكروا هذه الأعمال وبعضهم للأسف الشديد تملك هذه الأعمال من خلال ما نعرفه بالتستر التجاري وبدأ يوظف سعوديين بالاسم فقط للتغلب على متطلبات الجهات الحكومية الرسمية.
وفي هذا السياق خطت الدولة خطوة جبارة في إنشاء صندوق الموارد البشرية الذي من أهدافه الأساسية المساهمة بشكل مباشر في دعم الشركات الوطنية في سد الثغرة الموجودة في حقل المبيعات والتسويق وغيرها من الحقول الأخرى وذلك من خلال مساهمة الصندوق بدفع 75% من مكافأة المتدربين في فترة التدريب و50% من مرتباتهم عند التحاقهم بالعمل لمدة عام.
فبين فترة وأخرى نسمع ونقرأ في وسائل الإعلام المختلفة عن توقيع عقود بين الصندوق وبعض الشركات الوطنية لتوظيف شباب سعودي في مجال البيع والتسويق.
كذلك وخلال السنتين الماضيتين قام الصندوق بالتعاون مع مركز التدريب الوطني المشترك التابع للمؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني وبالتعاون مع الغرف التجارية والصناعية في العديد من المناطق بتنفيذ العديد من البرامج الخاصة بتأهيل وتدريب مندوبي المبيعات والتسويق تحت شعار التدريب من أجل التوظيف.
وحسب علمي بأن هذا البرنامج لاقى صدى وترحيباً كبيراً من جميع الجهات المستفيدة منه.
السؤال المطروح: هل هذا كافٍٍ لسد الثغرة والنقص المشار إليه أعلاه؟ لا اعتقد ذلك، فنحن بحاجة ماسة إلى تضافر جهود أكثر من جهة لتقديم الدعم والتأهيل لشباب عاطل يبحث عن عمل وإعادة تأهيلهم للانخراط في مجال المبيعات والتسويق.
فالبرنامج المقدم من صندوق الموارد البشرية غير كافٍ لسد هذا الاحتياج وكل ما بذل من جهد من قبل الجهات المشرفة عليه يستوجب الثناء والشكر ولكن لا بد من السعي نحو زيادة قبول المتقدمين وتكثيف تدريبهم وتأهيلهم لهذه المهن.
نحن كذلك بحاجة إلى مزيد من التضحيات من قبل ملاك ومسئولي كبار الشركات ورجال الأعمال للإسهام في مجال التدريب والتوظيف لمهن المبيعات والتسويق.
هناك أمثلة كثيرة لبعض الشركات الوطنية التي تعتبر قدوة يجب على الآخرين أن يحذو حذوها والتي تساهم في تقديم برامج لدعم وتدريب الشباب من أجل تأهيلهم ودفعهم لسوق العمل، فعلى سبيل المثال صندوق عبد اللطيف جميل لتدريب الشباب السعودي وكذلك البرامج المقدمة لتدريب الشباب من مجموعة فقيه.
المحصلة النهائية هي لمصلحة الوطن وأبنائه وللمساعدة في التغلب على النقص الحاصل في توفر شباب مدرب ومؤهل في العديد من المجالات.
***
نقاط مختصرة مهمة
- هناك مجال واسع جداً لتوظيف شباب سعودي في حقل المبيعات والتسويق في مختلف القطاعات التجارية والصناعية والخدمية وما نطالعه يومياً عبر الصحف من إعلانات لوظائف في هذا الحقل هو خير دليل على ذلك.
- هناك عدد كبير جداً من الأجانب يشغرون هذه الوظائف وهم ليسوا أكفأ من الشباب السعودي ووظائفهم بسهولة يمكن إحلالها بأيدٍ وطنية.
- هناك حاجة ماسة إلى تهيئة وتدريب الشباب السعودي الباحث عن عمل للعمل في هذا الحقل الواعد.
- وظائف المبيعات والتسويق تحظى بقبول اجتماعي، وذات عائد ومردود مادي جيد وتتيح فرصاً واعدة للبروز والتقدم في المستقبل.
- لا بد أن يكون هناك تضحية واستعداد من قبل رجال الأعمال وأصحاب المنشآت بإتاحة الفرصة للشباب الباحث عن عمل في هذا المجال.
- دور صاحب العمل يتمثل في تهيئة المجال للموظف الجديد وتحمل أخطائه في البداية ومنحه الثقة والاطمئنان، وتوفير التدريب الكافي على رأس العمل، إلزام العاملين الأجانب بالتعاون مع المتدرب والموظف الجديد السعودي وأخيراً منح حوافز ومزايا لتحفيز الموظف على الاستمرار في الوظيفة أسوة بالأجانب.
- دور الموظف يتمثل في ضرورة إبداء نوع من المرونة والالتزام والجدية في العمل لما يتطلبه هذا النوع من الوظائف من ضرورة بذل جهد مضاعف لتحقيق أهداف المنشأة.
- الوظائف المتاحة في هذا الحقل عديدة منها على سبيل المثال: مندوب مبيعات وتسويق، بائع تجزئة، بائع جملة، باحث تسويق، مروج مبيعات، مسئول علاقات عامة، موظف خدمة عملاء، مشرفو مبيعات وتسويق وغيرها.
- من المهم إعادة النظر في أوقات عمل المحلات والمجمعات التجارية لنساعد الشباب على الإقبال على مهن البيع في المحلات التجارية وألا تكون عائقاً أمامه في تكوين أسرة.
* كاتب ومستشار تسويق
|