يحلو لكثير من المعلقين منح جنرال الإرهاب ارييل شارون صفة (المنتصر) في المواجهة الدائمة بين الشعب الفلسطيني والغرباء الاسرائيليين من جيش نظامي ومستوطنين وعنصريين قدموا من شتى أنحاء العالم ليحتلوا أرض فلسطين.
وإسباغ صفة المنتصر للإرهابي شارون يعتمد في نظر هؤلاء المحللين على الحالة الراهنة في الأراضي الفلسطينية المحتلة التي تعاني من حصار دائم وتوغلات مستمرة لقوات الاحتلال الاسرائيلي، فيما يتغافل هؤلاء المحللون عن الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948م حيث يقيم اليهود من المستجلبين من أقاصي الكرة الأرضية، فالجدار العنصري العازل الذي أقامه شارون يعبر عن هزيمة شارونية، فالجدار ليس فقط يعزل الفلسطينيين عن أراضيهم، بل أيضا يحصر الاسرائيليين ويجعلهم مسجونين ضمن رقعة يواجهون داخلها تهديدات الانتقام من المواطنين الحقيقيين الذين لا يرون بداً -لمواجهة التعنت والظلم المفروض عليهم- من تنفيذ عمليات أصبحت تشكل قلقاً ورعباً حقيقياً لكل الاسرائيليين وهذا ما دفع حكومة (شارون المنتصر) برأي المحللين الى استنباط اجراءات أمنية جديدة سيتم ادخالها على الحواجز العسكرية المنتشرة على مداخل المدن الفلسطينية لتمكين جنود الاحتلال من اجراء فحص دقيق وسريع للأشخاص الذين يعبرون الحواجز.. فقد تم وضع أجهزة حاسوب متنقلة ومتطورة على تلك الحواجز تحتوي على صور للفلسطينيين ومعطيات عن حالتهم الشخصية مثل العمر، ومكان الولادة، والسكن، وتاريخ الميلاد، والحالة الاجتماعية وغيرها بالاضافة الى خلفية أمنية، وعند قيام المواطن الفلسطيني بتخطي الحاجز يعطي الجندي الاسرائيلي الهوية، فيقوم الأخير بادخال رقم البطاقة الشخصية على جهاز الحاسوب، فتظهر المعلومات والصورة، إضافة الى ضوء أخضر، أو أحمر، فإن ظهر الضوء الأحمر فهذا يعني أن الشخص وحسب التقييم الاستخباري يمكن ان يشكل خطراً أمنياً، ويحق للجندي اعتقاله أو ارجاعه، أما إذا كان الضوء أخضر، فهذا يعني ان الشخص لا يشكل خطراً أمنياً.
ويرى المراقبون ان هذه الخطوة تأتي في سياق مساعي دولة الاحتلال لتحويل الأراضي الفلسطينية الى سجون كبيرة والى عزل الاسرائيليين أيضا، حيث ستخضع تنقلات وتحركات الفلسطينيين لمراقبة دائمة وتستوجب الحصول على تصاريح من سلطات الاحتلال للتنقل بين الأراضي الفلسطينية. فيما سيظل الاسرائيليون منفصلين عن الفلسطينيين.
وكانت مصادر اسرائيلية ذكرت أن حوالي 200كم من جدار الفصل العنصري تم تزويدها بأنظمة الكترونية وتحذيرية لمنع أي تسلل عبر الجدار، والمرور فقط عن طريق البوابات والمعابر التي هي تحت السيطرة الكاملة لقوات الاحتلال الصهيوني.
|