رحلة نغم
البرشومي!!
هيا سعد

لم أكن اتوقع أن يأتي اليوم الذي تفقد فيه ألذ الفواكه وأطيبها وأفضلها على الإطلاق.. قيمتها الغذائية ونكهتها المميزة ولذتها المعروفة عنها. تلك الفاكهة الغنية بالألياف والفيتامينات والمعادن الطبيعية، والمعروف عنها سهولة الهضم ولذة الطعم إنها فاكهة البرتقالة....! والتي كانت فيما سبق.. فاكهة لذيذة منعشة، تساعد على الشفاء من بعض الأمراض.. كأمراض الصدر والبرد.. والتي كانت مهدئة للأعصاب ومفيدة لنمو الأطفال ومقوية لهم.. إضافة إلى فائدة أوراقها في إزالة آلام الرأس والصداع وتخفيف حدة السعال... كما أن قشرها كان يعالج الأرق والتشنجات ويقوي الذاكرة ويفتح الشهية.
أما الآن.. فقد أصبحت فاكهة البرتقالة سبباً رئيسياً في تفشي الأمراض العصبية والكبدية.. وربما تكون سبباً في الذبحة الصدرية. لأنها أصبحت متعبة للقلب بما تسببه من ضيق في الشرايين وفي التنفس أيضاً.. وقد تضعف النمو لدى الأطفال بل ربما تكون سبباً في توقف نموهم بشكل نهائي..
إضافة إلى ذلك قلت فائدتها وقيمتها الغذائية. بحيث أصبحت تشكل خطورة على متناوليها بما تسببه من صداع وآلام في الرأس، كما أنها أصبحت تزيد من حدة السعال وتسبب العسر في الهضم.. حتى أن قشرها أصبح سبباً رئيسياً في إزدياد نوبات الأرق والقلق.. وعدم القدرة على النوم بصورة طبيعية. كما إنها أصبحت تصيب البعض بالتشنجات.. بحيث تدهورت صحتهم وتعرضت ذاكرتهم للضعف والتلف.. وأصبح من يتناولها يقفد شهيته شيئاً فشيئاً.. إلى أن وصل به الحال إلى درجةٍ من الخمول والكسل وعدم القدرة على الحركة...!
( هذا كل ما تسببت به البرتقالة..!!)..
فهل سيأتي اليوم الذي نرى فيه فاكهة التفاح مثلاً.. وهي تفقد قيمتها الغذائية هي الأخرى..!
نعم... لقد أتى ذلك اليوم بالفعل.. وسيأتي بعدهما الليمونة.. والخوخة.. و الرمانة.. والكرز.. والفراولة.. وحتى الجوافة.. وجميع أنواع وأصناف الفواكه اللذيذة الأخرى... لأنها ستغار من البرتقالة.. بحيث يصبح الطبق الذي يحتوي على جميع أنواع الفواكه... طبقاً ضاراً بالصحة.. وسيكون ذلك الطبق الملون الزاهي الألوان.. سبباً في تفشي أمراض الصداع والجلطات الدماغية.! وذلك في حال عدم تدارك الأمر بصورة فعلية وسريعة.. كمحاولة للحفاظ. على ما تبقى من أنواع الفاكهة اللذيذة المعرضة لخطر الانقراض.. إلى القائمين على حماية الحياة الفطرية وإنمائها في وطننا العربي... بما في ذلك من أشجار نادرة وفواكه في طريقها للانقراض..
سارعوا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه... ولا تتهاونوا بالأمر... فسيأتي اليوم الذي تبحثون فيه عن فاكهة.. ولن تجدوا أمامكم سواء التين الشوكي أو ( البرشومي )...!!
لأن الفواكه الأخرى ستساير الركب لتلحق بالبرتقالة..