لم يكن المرء مخطئا حينما يسخط على المدنية ، ويعتبرها مجرد متاهات تزيد من زعزعة وضعه الاجتماعي وتخل بتوازنه الذي اعتاد السير على نهجه ..!
أبعاد الحضارة الراهنة لم تنحصر في أشياء معينة ومحددة ، فلقد خلقت أوهاما انعكست فعاليتها على كثير من أفراد المجتمع .. مما سبب لهم رد الفعل في أبعاد هذه الحضارة .. وقد يود البعض من أفراد المجتمع الذي يعيش في أحضان هذه الحضارة ، أن يجد مخرجا يعود به إلى وضعه الاجتماعي السابق الذي ألفه عن طريق حياته المتواضعة البسيطة .. ولكنه لا يجد هذا المخرج بسهولة ويسر.
الخروج من أوهام المدنية التي أصيب بها كثير من أفراد مجتمعنا ليس بالأمر الصعب ، فالرجوع إلى ماضينا التليد والاقتناع بما كان يسير عليه أجدادنا من قلة في العيش وقناعة في المال وزهد في الدنيا ، الأمر الذي خلق منهم رجالا أفذاذا يكدحون نهارهم بقوة وصرامة وينامون ليلهم بلذة وراحة بال ، لا يعرفون المستشفيات ولا الأطباء.
يجب أن لا ننسى ماضينا .. الماضي عبرة وعظة وهو شرف وفخر لنا ، ولعل الإحساس بالماضي وما فيه من ضيق في العيش يقودنا إلى مسلك اجتماعي يكسبنا القوة للتغلب على متاهات وأوهام المدنية الراهنة ..!
لقد قرأت حوارا بين شاب وطائر يناجي الشاب الطائر بعبارات تفوح منها رائحة الغضب والسخط على صخب المدينة وضوضائها ، التي جلبت العقد والأوهام لهذا الشاب .. والطائر يشدو بحياته الباسمة الهادئة ينتقل من غصن إلى آخر غير آبه بما يعيشه غيره من أبناء البشر .. لقد انتهى هذا الحوار بأن تمنى الشاب أن يكون طائرا يعيش حياة هادئة وادعة كما يعيش هذا الطائر ..
عزيزتي القارئة .. معذرة لتطرقي لموضوع لا علاقة له بتخصص هذه الصفحة .. معذرة ولو هذه المرة فقط ..!
|