في مثل هذا اليوم من عام 1961 تم التعرف على جثة الأمين العام للأمم المتحدة داج همرشولد بين حطام الطائرة التي سقطت شمال مدينة ندولا بروديسيا الشمالية.
وقد كان ينتظر وصوله إلى مدينة ندولا لحضور مباحثات السلام التي كان من المقرر إجراؤها من أجل الاستقلال في الإقليم الكونجولي كاتانجا بعد المصادمات التي وقعت بين قوات الأمم المتحدة لحفظ السلام والقوى المتنازعة للحصول على الاستقلال.
عينت الجمعية العامة بالإجماع همرشولد أميناً عاماً للأمم المتحدة في 7 أبريل 1953 بناء على توصية مجلس الأمن. وأعيد انتخابه بالإجماع لفترة أخرى مدتها خمس سنوات في سبتمبر (1957). واضطلع همرشولد خلال فترتي خدمته في منصب الأمين العام بكثير من المسؤوليات للأمم المتحدة في سياق الجهود التي تبذلها لمنع الحروب وخدمة أهداف الميثاق الأخرى.
وشملت هذه المسؤوليات في الشرق الأوسط ما يلي: مواصلة العمل الدبلوماسي دعماً لاتفاقات الهدنة بين إسرائيل والدول العربية وتعزيزاً للتقدم نحو تهيئة أوضاع أفضل وأكثر سلاماً في المنطقة، وتشكيل قوة الطوارئ التابعة للأمم المتحدة في عام 1956 وتولى أمر إدارتها منذ ذلك الحين، وتطهير قناة السويس في عام 1957 والمساعدة في حل النزاع المتعلق بها حلاً سلمياً، وتنظيم وإدارة فريق الأمم المتحدة للمراقبة في لبنان وإنشاء مكتب للممثل الخاص للأمين العام في الأردن في عام (1958).
وفي أعقاب الزيارة التي قام بها لبكين في الفترة من 30 ديسمبر 1954 إلى 13 يناير 1955، أطلقت جمهورية الصين الشعبية سراح 15 ملاحاً جوياً أمريكياً محتجزاً كانوا يعملون ضمن قيادة الأمم المتحدة في كوريا.
كما سافر السيد همرشولد إلى بلدان كثيرة في أفريقيا وآسيا وأوروبا والأمريكتين والشرق الأوسط، إما في مهام محددة أو لزيادة تعارفه بمسؤولي حكومات الدول الأعضاء وإلمامه بالمشاكل الموجودة في مناطق شتى.
وقام الأمين العام في واحدة من رحلاته هذه، استمرت من 18 ديسمبر 1959 إلى 31 يناير 1960، بزيارة 21 بلداً وإقليماً في أفريقيا، وهي رحلة وصفت فيما بعد بأنها (رحلة ذات طابع مهني بحت لأغراض الدراسة والحصول على المعلومات)، وقد قال فيها إنه قد ألمّ بما (يشبه شريحة جامعة من كل نوع من الآراء المسؤولة سياسياً في أفريقيا اليوم).
وفي وقت لاحق من عام 1960 وعندما أرسل الرئيس جوزيف كاسا - فوبو رئيس جمهورية الكونغو ورئيس وزرائها باتريس لومومبا برقية في 12 يوليه يطلبان فيها (الإرسال العاجل) للمساعدة العسكرية للأمم المتحدة إلى الكونغو، أدلى الأمين العام بكلمة أمام مجلس الأمن في جلسة ليلية في 13 يوليو وطلب إلى المجلس أن يبت في هذا الطلب (بأقصى سرعة).
وتنفيذاً لما قرره مجلس الأمن، أنشئت قوة الأمم المتحدة في الكونغو وقام الأمين العام ذاته بأربع رحلات إلى الكونغو تتصل بعمليات الأمم المتحدة فيها. وانتهت الرحلة الرابعة بحادث الطائرة الذي أدى إلى وفاته.
|