* الطائف - هلال الثبيتي:
شهدت ساحة الشعر الشعبي في الآونة الأخيرة ظهور الأمسيات الخاصة أو أمسيات الحفلات الخاصة وأخذت طابع التنافس بين عدد من شعراء النظم وأصبح أصحاب الحفلات يتجهون إلى هذه الأمسيات ودعوة شعراء النظم. وأصبحت هذه الأمسيات مطلباً لمعظم حفلات الزواج خاصة في محافظة الطائف ويلجأ الشعراء لمثل هذه الأمسيات لعدة أسباب منها لإثبات الوجود على ساحة الشعر الشعبي وعدم الاهتمام من قبل لجان الشعر الشعبي.
مدارات شعبية ناقشت هذه الظاهرة مع بعض شعراء الشعر الشعبي في محافظة الطائف.. فتعالوا معنا إلى هذا الحوار الذي لا يخلو من الصراحة...
في البداية أكد الشاعر جمال الربيعي (داعي الذكرى) عضو منتدى الشعر الشعبي بالطائف أن اللجوء إلى إحياء الأمسيات الخاصة يعود لأسباب كثيرة ومتعددة وتعود بطبيعة الحال إلى الشعراء أنفسهم فمنهم من يشارك للمشاركة فقط أي مشاركة أصحاب الحفل أفراحهم وعندما تقدم له الدعوة لا يجد مجالا لرفضها بل الترحيب بها يكون سيد الموقف.
وأضاف أن منهم من يجدها متنفساً حقيقياً للإبداع وخاصة أولئك الذين أوصدت الصحافة أبوابها في وجوه أقلامهم والسبب أنهم (مستجدون) وهناك من يرى فيها كسراً للحاجز النفسي مع رهبة الجمهور والميكروفون وغير ذلك فيجعلها بروفات لأمسياته الرسمية.
وقال: لن أخفيكم سرا فالبعض من الشعراء يحارب هذه الظاهرة لقناعات خفية إما الفشل المؤكد له كشاعر أو الإفلاس الشعري الذي يعاني منه الكثيرون من الشعراء والبعض يظن أنه الشاعر الأول وحجته عقيمة فهو للأسف غير معروف في الساحة ولكنه (يتعالى على لا شيء) وربما يقال إنه غير معروف ويقدم له دعوة!! هنا أقول: نعم، فالأمسيات في هذه الحفلات لا زالت في طور المجاملات (هذا ولد عمي وهذا ولد خالي) وخلاصة القول دائما لا يصح إلا الصحيح فالجمهور أصبح واعياً ويميز الغث من السمين ومستقبلا سوف تكون المنافسة على أشدها وهذه المنافسة سوف تخرج من محيط الشعراء إلى أصحاب الحفلات أنفسهم فالكل يريد نجاح حفلته ويريد أن يكون الأمير من خلال الشعراء الذين دعاهم في هذه المناسبة.
وعن المقابل المادي قال: إلى الآن لم أسمع بذلك ولكن مستقبلا بكل تأكيد سوف تكون المادة أول البنود المتفق عليها.
وبين أن هذا التوجه ليس منافسة بمعنى المنافسة لشعراء الرد فالموروث الشعبي لا يقتصر على لون معين وهنا أصبح أصحاب الحفلات أمام خيارات متعددة فقط وإن كنت أتمنى أن تكون هناك منافسة فهذا يصب في صالح شعراء النظم.
أما الشاعر عبدالله الحربي عضو منتدى الشعر الشعبي بالطائف قال: يلجأ بعض الشعراء إلى إحياء الأمسيات الخاصة من باب المجاملة لبعض أصحاب الأفراح بالإضافة إلى قلة الاهتمام من قبل لجان الشعر في المحافظة بهؤلاء الشعراء الذين لا يجدون متنفسا غير الأفراح. وأضاف: هذه الأمسيات لا أعتقد أنها سوف تنافس شعراء الرد فكل نوع من الشعر له عشاقه ومحبوه وقال من وجهة نظري: إن هذه الأمسيات سوف تجد إقبالاً كبيراً في المستقبل.
وعن المقابل المادي قال الحربي: حتى الآن لا يوجد مقابل مادي ولكن سمعت أن هناك بعض الشعراء سوف يقومون بإنشاء مكتب يعتبر الأول من نوعه لتنظيم مثل هذه الأمسيات وهذا لن يكون دوره مقتصراً على قصور الأفراح فقط.
أما الشاعر عواض الشهيب يقول: إن شعراء النظم الكبار لا يحيون أمسيات في حفلات خاصة وهذا على حد علمي والحديث للشهيب وإذا كان هناك بعض منهم يحيي أمسيات في حفلات خاصة فهذا يدل على قناعة الشاعر بصاحب الحفل وذلك من خلال الروابط التي تربط الشاعر مع صاحب الحفل أو الصداقة أو تبادل مصلحة.
وأكد أن شعر النظم لا يؤثر على شعر الرد مهما كان فكل مجال له عشاقه وجماهيره الخاصة.
وعن المردود المادي قال: ممكن وممكن والمثل يقول (ما صلى مصلي إلا يطلب مغفرة).
الشاعر عيضة بن عطية قال: في الآونة الأخيرة أصبح شعر النظم هو المطلوب في المناسبات وأصبح كل صاحب مناسبة يحرص على إقامة الأمسيات ودعوة الشعراء.
وعن مناقشة الأمسيات لشعر الرد قال: من وجهة نظري إن الأمسيات الشعرية سوف تكون منافساً قوياً لشعر الرد والعرضة بل سوف تسحب البساط والأيام تثبت ذلك حيث إن شعر النظم خالٍ من المهاترات التي تحدث في شعر الرد والعرضة على حد سواء وعادة ما يكون شعر النظم في النصح والإرشاد وتذكير الناس وحثهم على مكارم الأخلاق ومعالجة القضايا الاجتماعية بأسلوب جيد وكذلك التغني بحب الوطن وغير ذلك من المواضيع.
ومن جانبه قال الشاعر خالد بن فراخ الحارثي: أولاً، فيه توجيه قوي من الجمهور للأمسيات الشعرية خصوصا حفلات الزواج وغيرها من المناسبات حيث إنها أقل جهداً وتكلفة من حفلات الرد والعرضة التي تحتاج إلى حقوق ومبالغ مالية تدفع للشاعر وممكن أن الشاعر يعتذر عن الحضور إذا وجد مكافئة أكثر بالإضافة تكلفته التصوير والزيد وأحيانا الصفوف ولا تخلو أمسيات شعر الرد من بعض المهاترات التي تقع لاختلاف وجهات نظر بعض الشعراء.
وأكد أن الأمسيات الشعرية تعتبر منافساً قوياً لشعراء الرد والعرضة لأنها أقل تكلفة وجهداً ونوعية الشعر الذي يلقى حيث إن صاحب الحفل هو الذي يحدد فمثلا يطلب شعر إسلامي وقصة وقصيدة وشعر فكاهي بريء وألغاز ويرفض مثلا شعر الغزل والهجاء وغيرها ويعطى الشعراء مقابل ذلك مكافأة وغالبا بدون شروط مسبقة ويقوم أحيانا صاحب الحفل بإعطاء الهدايا للشعراء المشاركين في الأمسية.
أما الشاعر عامر الكناني فيرى أن الأمسيات الخاصة حق مشروع لكل شاعر سواء كان معروفاً أو غير معروف وذلك لما لها من حضور جماهيري كبير.
وقال: يلجأ بعض الشعراء إلى إحياء مثل هذه الأمسيات لعدم توفر المكان المناسب لإحياء أمسيات بالإضافة إلى رغبة الشاعر في إبراز مواهبه أمام الحضور وإثبات الوجود وأكد أن المنافسة بين شعر النظم وشعر الرد أخذت في الوقت الحاضر تتجه إلى تنافس قوي وذلك من خلال الحضور الجماهيري الذي يشهد هذه الأمسيات.
وبين أن المقابل المادي ليس هو الهدف في الوقت الحاضر ولكن الأمر لا يخلو من ذلك في بعض الأحيان.
|