عندما أتحنا الفرصة للنقاش حول قضايا الموروث الشعبي المختلفة لم يغب عن ذهن أي منا في قسم الجزيرة الشعبي أن درجات الوعي متفاوتة بين الناس ونتيجة هذا التفاوت سيكون هناك شيء من اللبس في مفهوم الحوار، أو الرأي والرأي الآخر، لأن البعض لا يقتنع إلا بالتسليم بصحة رأيه، وخطأ المخالفين له.. وذاك لعمري أبعد ما يكون عن أدبيات الحوار وأساسياته لأن القضايا الأدبية لو كانت تقوم على مسلمات ثابتة لما احتيج إلى النقاش حولها.. ولأن لكل عصر ألوانه الثقافية التي يهتم بها أهله، ويختلف حولها المهتمون، ويكثر فيها الجدل.. فالقارئ المتابع لهذه القضايا هو الحكم، أما أصحاب الآراء المختلفة فليس من حق أي منهم المطالبة بفرض رأيه، أو الشهادة له بأنه الأصح.
ونحن في (مدارات شعبية) نرى أن من حق الجميع إبداء ما لديهم من وجهات نظر في القضية التي تطرح للنقاش.. كما نرى أنه ليس من حقنا ترجيح رأي على آخر، فكلما رأينا أن هذه القضية أو تلك قد نوقشت بما فيه الكفاية أفسحنا المجال لطرح قضية أخرى نرى أنها تهم القارئ، وتخدم الموروث الشعبي بشكل أو بآخر..
ومع إيماننا بأن ما نفعله قد لا يرضي جميع الأطراف، لكننا نؤمن أيضاً أن (رضا الناس غاية لا تدرك)، ولهذا نوقف النقاش حول أي قضية عندما نحس بأن الصورة قد اتضحت للقارئ دون فرض رأي معين عليه أو على الأطراف الأخرى المشاركة في النقاش.
فاصلة
(عندما يناقش اثنان فكرة معينة ويدلي كل منهما برأيه يصبح لدينا رأيان بدلاً من رأي واحد، وقد يكون أحد الرأيين هو الأقرب إلى الصواب إن لم يكن هو الصواب).
آخر الكلام:
للشاعر فجحان الفراوي:
سوالفي عند النشامى طريفه
ماهي خراميطٍ تعوّد إلى ماش |
وعلى المحبة نلتقي
|