Saturday 18th September,200411678العددالسبت 4 ,شعبان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "عزيزتـي الجزيرة"

وقفات حول قصة مراقب البلدية (المتهور) مع بائع الحبحب !! وقفات حول قصة مراقب البلدية (المتهور) مع بائع الحبحب !!

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد :
لقد اطلعت على الخبر المنشور في جريدة الجزيرة عدد 11669 ، حول مطاردة سيارة البلدية لبائع (الحبحب) ، وحينما لم يتمكن قائد سيارة البلدية من إيقاف البائع ، قام بصدم سيارته من الخلف.. ثم قام بعد ذلك بضربه ضربا مبرحا في وسط الطريق ، وأمام مرأى الجميع من المارة.فأوحى لي هذا الخبر بهذه الوقفات :
الوقفة الأولى : يفترض فيمن يعهد لهم ممارسة مهام أعمالهم ميدانيا ، أن يكونوا ممن يتميزون بالحلم والأناة وحسن التصرف ، فهم لا يمثلون أنفسهم ، بل الجهة التي ينتمون إليها.
الوقفة الثانية : إن الحاجة الماسة ، هي التي دفعت هؤلاء الباعة لنهج هذا السبيل ، فمن أين سيطعمون أسرهم وينفقون على أنفسهم؟ هل الحل في استجداء المصلين عقب كل صلاة ؟
الوقفة الثالثة : هؤلاء الذين يمضون جل وقتهم ، في مكابدة حر الصيف وزمهرير الشتاء ، ونظرات بعض الناس الساخرة ، يستحقون أعلى درجات التقدير والاحترام ، فبون شاسع بين من يمضي جل يومه وليله في طلب الرزق ، وبين من يذرع الشوارع والتسكع في الأسواق ذهابا وإيابا من غير حاجة.. فهؤلاء المكافحون ، هم الرجال الذين شعروا بعظم بالمسئولية وتحملوا تبعاتها.
الوقفة الرابعة : علاج أي مشكلة يتطلب معرفة الأسباب الداعية لها ، ومن ثم وضع خطط العلاج المناسبة ، أما اختزال الحل في مطاردتهم ، فتوجُّه في غير محله ، فالبلدية منذ سنين طويلة وهي في كر وفر معهم ، والحالة في ازدياد.
الوقفة الخامسة : لو أخرج كل من ملك النصاب زكاته ، لن تجد فقيرا أو محتاجا.
الوقفة السادسة : يجب أن لا يقتصر دور جمعيات البر الخيرية ، على الاهتمام بالنواحي المادية للمحتاجين فقط ، بل عليهم مسئولية تسوية أوضاع هؤلاء المحتاجين مع الجهات المعنية ، لتكون ممارستهم لهذه الأعمال نظامية ، فجمعيات البر الخيرية يفترض أن يكون لديها علم بأحوال هؤلاء المحتاجين ، وفي حال قيام جمعيات البر الخيرية بهذه المسئولية ، تكون قد ضربت عصفورين بحجر واحد ، حيث يتولى مثل هؤلاء المحتاجين الإنفاق على أنفسهم ومن يعولون ، ويتاح للجمعيات الخيرية مد يد المساعدة لأكبر عدد من المحتاجين.الوقفة السابعة : بدأت تظهر في المجتمع ملامح فئتين متضادتين ، فئة بلغت قمة عالية من الثراء والبذخ والترف ، وفئة معدمة تكابد من أجل سد رمق الجوع ، لذا يجب على الغيورين على بلادهم ومجتمعهم مضاعفة الاهتمام بهذا الجانب ، حتى لا يؤدي ذلك إلى استشراء داء الحقد والحسد بين أفراد المجتمع الواحد ، وهذا أمر له ما بعده ، فمَن الذي أخرج إبليس اللعين من الجنة ، وهون على ابن آدم قتله أخيه ، ومنع أبا جهل واليهود من الدخول في الإسلام ، غير الحقد والحسد ، والتاريخ مليء بالأمثلة المشابهة.الوقفة الثامنة : المغرضون يتربصون بنا من كل جانب ، ومما ييسر عليهم تحقيق مآربهم الخبيثة ، استغلال مثل هذه المواقف ، فلابد من قطع الطريق عليهم.
وفق الله الجميع لما فيه الخير.

محمد بن فيصل الفيصل- المجمعة


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved