سعادة رئيس تحرير صحيفة الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:
تبياناً لكلمة الحقِّ والردِّ على تلك المقالات التي لا تحمل في طياتها هدفاً بناءً.. تلك المقالات الهجومية التي كتبها السيد عبد الفتاح أبو مدين في الأعداد 11624 - 11626 - 11631، أرجو من سعادتكم التكرم بنشر الرد الخاص بالسيد أبو مدين في أسرع وقت. شاكراً ومقدراً لكم تعاونكم البنَّاء الذي يصب جلّ اهتمامه لخدمة الله ثم المليك ثم الوطن.
وتقبلوا تحياتي.
أتحفنا الأستاذ عبد الفتاح أبو مدين مشكوراً بسلسلة مقالات تحت عنوان (في كلية المعلمين بجدة 1 - 3) بصحيفة (الجزيرة) تناول فيها اللقاء الأول لصناعة المعلم والذي دُعي إليه لفيف من رجال الفكر والأعمال بتاريخ 1-5-1425هـ بمقر الكلية.
ويبدو أن السيد أبو مدين لم يكن مستوعباً فكرة اللقاء، والهدف الذي تسعى الكلية من أجله فطاشت أفكاره ومقترحاته بعيداً عن أجندة اللقاء وفكرته السامية، وإشراكاً للقارئ في بسط فكرة اللقاء أحب أن أشير إلى أن الكلية ممثلة في أعضائها ومنسوبيها أخذت على عاتقها أمانة الرقي بهذا الصرح التعليمي، والنهوض به في كافة المجالات التي تخدم العملية التعليمية، فخرجت من دائرة الممكن والمتاح إلى أفق أرحب وأوسع، حيث التطلع إلى الأفكار المثالية والمشاريع الجزئية التي لا تعتمد على الدعم الرسمي فحسب، بل تقوم على إشراك المجتمع بكافة شرائحه ليساهم في الإنجاز ودفع عجلة التطور الذي تشهده الكلية سعياً لبناء (المؤسسة التعليمية الفاعلة).ومن هنا انطلقت فكرة اللقاء الأول لصناعة المعلم والذي سعينا من خلاله إلى إيجاد قنوات اتصال مع شرائح المجتمع المختلفة، كالمثقفين والمفكرين ورجال الأعمال ليشاركوا بجهودهم وأفكارهم ودعمهم في تبني مشاريع الكلية التعليمية والتي أصبحت اليوم واقعاً حقيقياً يساهم في توسيع دائرة العطاء.
فهناك مركز خدمة المجتمع الذي قدَّم أكثر من أربعين دورة تدريبية لكافة شرائح المجتمع والدوائر الحكومية المدنية والعسكرية بالإضافة إلى دورات مديري المدارس ورواد النشاط الطلابي.
وهناك مركز البحوث والدراسات التربوية الذي قدَّم العديد من الدراسات والمجلة العلمية المحكمة.
وهناك قسم التربية الخاصة الذي يُعتبر القسم الوحيد على مستوى كليات المعلمين في المملكة الذي قدَّم العديد من الأنشطة والمشاركات فيما يتعلق بذوي الاحتياجات الخاصة، وهناك العديد من الأقسام واللجان التي لا مجال للحديث عنها.
ولكي تؤتي هذه المشاريع أُكلها كان لا بد من الخروج عن دائرة السائد والمألوف وتوسع دائرة المشاركة من خلال استقطاب الخبرات العلمية والعملية التي يزخر بها مجتمعنا المبارك، فقامت الكلية باختيار بعض هذه الكفاءات للمساهمة في تأسيس هذه الفكرة وإخراجها إلى حيز التنفيذ، فعقدت سلسلة اجتماعات بحضور رجل الأعمال المهندس: صبحي بترجي الرئيس والمدير التفنيذي لمجموعة مستشفيات السعودي الألماني تمخض عنها اللقاء الأول لصناعة المعلم، وقد أبدى المهندس صبحي بترجي رغبته في توجيه دعوة كريمة لبعض رجالات الأعمال والمثقفين لحضور اللقاء الأول لصناعة المعلم والمساهمة في تفعيله، وكان ضمن قائمة المدعوين السيد عبد الفتاح أبو مدين. وأحب أن أشيد بالروح الوطنية التي اتسم بها سعاد المهندس صبحي بترجي، حيث قام مشكوراً بتبني فكرة اللقاء، وساهم فيه بالأفكار والأطروحات العملية والدعم المعنوي.وفي سبيل الوصول إلى التوازن والانسجام في المشاريع التعليمية التي تساهم في خدمة شرائح المجتمع استقطب اللقاء الأول أطيافاً مختلفة ممن يحملون الهم التعليمي والثقافي والفكري ليثروا اللقاء بعطاءاتهم وأطروحاتهم.
وليت السيد أبو مدين ناقش فكرة اللقاء وهدفه السامي الذي دُعي من أجله، ولكنه فاجأنا بسيل من الاتهامات لمخرجات الكلية التعليمية بلغة تحمل كثيراً من التعميم والقفز فوق حقائق الواقع ومعطياته.
ولا أدري ما هي الدراسة التي اعتمد عليها سعادته عندما اتهم مخرجات الكلية بضعف المستوى وتدنيه؟ خصوصاً في تخصص اللغة العربية واللغة الإنجليزية، وقوله إن نتائج تعليمنا الحالي لا تنتج لنا إلا مزيداً من الأمية والأميين!!!
وبعيداً عن استخدام ذات اللغة التي وقع فيها سعادته أشير إلى أن مخرجات كلية المعلمين بجدة وغيرها من كليات المعلمين تحمل قدراً كبيراً من التمييز والتفرد الذي شهد له الواقع وأدركه المسؤولون والعاملون بحقل التعليم.
فمعالي وزير التربية والتعليم الأستاذ الدكتور محمد بن أحمد الرشيد أكد في أكثر من مناسبة تعليمية ان كليات المعلمين تمثل بيت الخبرة في حقل التربية والتعليم، وأن مخرجاتها ساهمت بقدر كبير في النهضة التعليمية التي تشهدها بلادنا الغالية، ومديرو التعليم في مناطق المملكة يدركون تميُّز المتعلمين المتخرجين في كليات المعلمين في مستواهم العلمي والتربوي وتميزهم من خلال نتائج الإشراف والزيارات الميدانية.
وقد أجمع قادة العمل التربوي في اجتماعاتهم المختلفة المنعقدة خلال السنوات الماضية على تفرد مخرجات كليات المعلمين في حقل التعليم مقارنة بغيرهم من حملة البكالوريوس.
وأما بخصوص ضعف طلاب اللغة الإنجليزية الذي أشار إليه السيد أبو مدين فأحب أن أشير إلى أنه على الرغم من حداثة هذا القسم فقد استطاع ان ينهض على قدميه ويعطي نتائج عالية ومشرفة، فقد أُختير مجموعة من طلابه المتخرجين ليكونوا معيدين في كليات المعلمين مما يدل على تميزهم وامتلاكهم لزمام هذه اللغة.
ومن نافلة القول أشير إلى أن الأول والثاني في نتائج اختبارات قسم اللغة الإنجليزية في مرحلة الماجستير بجامعة الملك عبد العزيز هما من خريجي قسم اللغة الانجليزية في كلية المعلمين بمحافظة جدة.وإذا كان السيد أبو مدين بعيداً عن واقع التعليم ومناخه العام فلا عذر له أن يطلق أحكاماً عامة يملأ بها مساحة عموده المخصص له! وكان بإمكانه وهو الناقد الأدبي أن يتحرى في نقل المعلومة وأن يعطي نفسه مهلة للثبت والتبين قبل ان يستل قلمه ليسوِّد صفحته البيضاء!واستجابة لطلبه الذي تقدَّم به حول إمكانية استقبال من يرغب في زيارة الكلية للوقوف على مستوى طلابها ومخرجاتها التعليمية والتدريبية أُقدم لسعادته ولكافة من يرغب في ذلك من حملة الألقاب العلمية دعوة مفتوحة لزيارة الكلية والاطلاع عن كثب على واقع الكلية التعليمي ومستوى مخرجاتها، وستكون قلوبنا متسعة للأفكار البناءة والقيمة التي تساهم في البناء والتشييد، وأخيراً:
وإن كان كلام المرء في غير كنهه لكالنبل
تهوي ليس فيها نصالها والسلام
أ.د. حسن بن عايد يحيى
عميد كلية المعلمين بجدة |