يتفق الجميع على أن الإدارة فن وذوق وأخلاق والإدارة ليست تسلطاً، ولا تفرداً بالرأي.!
والمدير الناجح هو الذي يحافظ على شعرة معاوية دون أن تنقطع أو تسقط..!
فلا يشدها بقوة فتنقطع، ولا يرخيها فتسقط..!
والمدير الناجح هو الذي يسخر جميع الطاقات الموجودة في إدارته للعمل والإنتاج وهو الذي يمتص غضب الآخرين، ويذيب جميع الخلافات وهو الذي يتقبل الملحوظات ويرحب بالمقترحات، والمدير الناجح هو الذي يرى جميع العاملين تحت إدارته ما هم إلا زملاء له وأن تسميته (مدير) ما هي إلا ناحية تنظيمية فحسب.
والمدير الناجح هو الذي يستمع للآخرين ويتقبل منهم النقد الهادف.
ولكن للأسف هناك بعض المديرين.. يخلقون المشاكل ويؤججون الخلافات، وكما يقال يصنعون من الحبة قبة.
وعينة من المديرين يتصرفون في إداراتهم كيفما يشاءون وكأنهم يتصرفون في بيوتهم ويهتمون بالشكليات على حساب أمور أخرى مهمة ويعتنون بالمظهر على حساب الجوهر.
خذ على سبيل المثال أحد المديرين في إحدى المؤسسات التعليمية أول قرار اتخذه بعد تعيينه مديراً هو تغيير كرسي الإدارة فهو يقول لا أجلس على كرسي جلس عليه مدير سابق، وهو يقول إن ثمن الكرسي لا يتجاوز الألف ريال، ثم قام بتغيير كنب الإدارة واشترى طقمين من الكنب لا يتجاوز سعرهما أربعة آلاف ريال وكل ذلك على حساب المقصف المسكين..؟
(وللأسف لم يجلس أحد على هذين الطقمين لأن هذا المدير من العينة التي لا تألف ولا تؤلف..!).
إن الإدارة حكمة وحنكة..
والإدارة ليست شهادة جامعية في تخصص الإدارة فحسب، بل الإدارة أن تحسن التعامل مع الجميع وتجعل جميع من يعملون معك يبدعون في عملهم ويحبون المهنة التي يزاولونها، والعمل الذي يعملونه.
على المديرين أن لا يخلقوا الخلافات وأن يجعلوا شيئاً من الود والمحبة يسود العمل من أجل أن يتفانى الجميع في أعمالهم ويبدعون فيها، للأسف هناك من المديرين من ظل يحلم بالإدارة ليفرغ ما في نفسه على بعض الموظفين الذين غبطهم وحسدهم، ومن المديرين من يغلب مصلحته الذاتية على مصلحة العمل، وتأتي كثير من قراراته أنانية عشوائية وتجد هذا المدير يستغل بعض الموظفين المتمصلحين لذاته فالموظف إما أن يداهن ويهادن ويتزلف ليتماشى مع بيئة العمل او يصبح على خلاف مع المدير ويصاب بالإحباط ويبحث عن بيئة أخرى ينسجم بالعمل فيها.
ينبغي للمديرين أن يبحثوا عن عوامل الحفز ويوفروها وإيجاد طرق للإنجاز لا للتعجيز.
إن كثيراً من الخلافات والمشاكل التي تحدث للعاملين تحت أي إدارة يمكن حلها سريعاً بتدخل إيجابي بسيط من المدير.
إننا بحاجة ماسة جداً إلى مديرين عاملين مشجعين لغيرهم ومحفزين لا محبطين.
لماذا ينتقل كثير من الموظفين لإدارات أخرى؟ لا شك بأن كثيرا منهم قد لقوا مضايقات من مديريهم..!
أيها المديرون تذكروا بأن الكرسي دوار وكما شبّه أديبنا الاستاذ حمد القاضي كرسي الإدارة بكرسي الحلاق، ينزل شخص ويأتي شخص آخر وهلم جرا ولكن على المسئولين الذين بيدهم تعيين المديرين أن يبتعدوا عن العاطفة وينظروا للمصلحة العامة فكم من مدير حصل بسبب خراب مالطة..!!
|