Saturday 18th September,200411678العددالسبت 4 ,شعبان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الرأي"

الملازم عدنان.. والوداع الأليم الملازم عدنان.. والوداع الأليم
مناور بن صالح الجهني - محرر صحفي - الجزيرة - الارطاوية

هي الأيام دول، وهي الأيام تسير ونحن نجري ونلهث خلفها نريد جمع أكبر عدد من الأرقام الدنيوية.. وماهي الا لحظات ويأتي الناعي وينقل لنا خبر وفاة قريب أو صديق أو عزيز علينا.. يوم الاحد 20-7-1425هـ أتاني اتصال من يخبرني بوفاة صديق وعزيز عليَّ وهو الملازم أول مهندس عدنان عتيق البشري.. أحد منسوبي صيانة الدفاع بحداء.. لقد وقع عليَّ الخبر ولم أصدق الحمد لله على قضائه وقدره، توفي عدنان بعدما صلى ركعتين وصلى عليه بالمسجد الحرام جموع غفيرة من المصلين.. لقد عرفت عدنان شابا خلوقاً ملتزماً بأمور دينه وهو طالب جامعي في كلية الملك فهد الأمنية.. لقد تخرج عدنان من الكلية برتبة ملازم أول مهندس وعلى وشك ان يحصل على رتبة نقيب.. ولكن هو الموت هو هادم اللذات ومفرق الجماعات، اتى عدنان وهو ما زال في ريعان شبابه وهو ما زال شاباً نشيطاً في عمله.. لقد فارق الحياة عدنان بعد أن حضر مخيم دعوي بمحافظة الجموم.. لن أنسى تلك الايام التي اقابل عدنان فيها بجوار بيت الله الحرام عندما يعلم بأنني أتيت إلى مكة المكرمة يأتي إلي ونصلِّي سوياً بالحرم ويصرُّ بأن أرافقه إلى منزله.. لن أنسى تلك الأيام وهو ما زال طالباً في كلية الملك فهد الأمنية.. كان عدنان عندما نقابله دائماً قليل الكلام وقليل الغيبة ومحافظاً على صلاته.. هي الأيام تسير هكذا مرة نفقد صديقاً ومرة قريباً ومرة عزيزاً.. وعدنان هو عزيز علينا.. لقد ملك الجميع بأخلاقه العالية.. هكذا الحياة وكما قال الشاعر:


كل ابن انثى وان طالت سلامته
يوماً على آلة حدباء محمول

نعم لن يعيش أي انسان أكثر من عمره الذي كتبه الله له.. ولن يتعدى تلك الأيام التي كتب له ان يعيشها ولو ثواني.. لقد تذكرت حديث عدنان لي عندما قال :لقد أثر عليَّ الشيخ الدكتور محمد العريفي في محاضراته حيث كان أمام سكن طلاب كلية الملك فهد الأمنية.. كان يتذكر تلك المحاضرات ومدى تأثيرها عليه. هو عدنان طيب القلب وطيب المعشر.. تسير أيام ،ونحن نسير ولن ننسى عدنان عندما كان طالباً في كلية الملك فهد الأمنية.
لن ننساه عندما كان ضابطاً نشيطاً في الدفاع المدني في مجال عمله (الهندسة) لن ننساه عندما كان يتأمل ويفكر ويترقب لمستقبل مشرق.. لقد توفي عدنان وهو واضع جواله على المنبه ليستيقظ لصلاة الفجر ولكنه مات قبل ان يصلي الفجر.. مات بعد ان صلى ركعتين.. قد كانت خاتمة حسنة.. اللهم ارحم عدنان واغفر له ووسع مدخله وأكرم نزله .. اللهم اجبر عزاء والده وأشقائه وأعنهم على فراقه.
إضاءة:
دائماً.. منسوبو الدفاع المدني يحظون باهتمام من مدير عام الدفاع المدني اللواء سعد التويجري عند وقوع مصائب لهم فهو يتصل معزياً ومواسياً.. فعندما يأتي الخبر إلى مكتبه يقوم بالاتصال وتقديم العزاء.. انها وقفة طيبة من قائد طيب .. فهنيئاً للدفاع المدني بكم..


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved