* الرياض - الجزيرة:
تحت رعاية سمو الشيخ حمدان بن راشد نائب حاكم دبي وزير المالية والصناعة رئيس دائرة الصحة والخدمات الطبية، تستضيف دبي خلال الفترة من 20-24 سبتمبر 2004 فعاليات المؤتمر الدولي السابع للوكالة الدولية لمكافحة العمى، الذي يستهدف انهاء جميع اسباب العمى او ضعف البصر التي يمكن علاجها او الوقاية منها بحلول عام 2020، ويشارك فيه نخبة من الاخصائيين في امراض العيون والعديد من المنظمات والهيئات والمؤسسات الخيرية من مختلف أنحاء العالم.
وأكد مسؤولون في الوكالة الدولية لمكافحة العمى ان 80% من أسباب العمى او ضعف النظر يمكن الوقاية منها او علاجها، وبكلفة لا تتجاوز دولاراً واحداً لكل شخص خلال 5 سنوات، إذا ما توافرت الرعاية الصحية الوقائية والعلاجية اللازمة، وهذا هو الهدف النهائي لمبادرة (البصر 2020: الحق في الابصار)، التي تنتهجها الوكالة.
جاء ذلك في مؤتمر صحافي عقد مساء أمس في نادي دبي للصحافة، حضره كل من معالي حمد المدفع وزير الصحة في دولة الامارات العربية المتحدة، الدكتور جولا بالي راو الرئيس المنتخب للوكالة والدكتور عبدالعزيز الراجحي رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر والرئيس المشارك لإقليم الشرق الأوسط بالوكالة الدولية لمكافحة العمى.
وأكد المشاركون بالمؤتمر على ما يقدمه المكتب الاقليمي للوكالة الدولية لمكافحة العمى بشرق المتوسط برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن أحمد بن عبدالعزيز، من جهود لإعداد وتنظيم هذا المؤتمر، متمنين لسموه وللمؤتمر تحقيق أهدافه بنجاح.
وفي حديثه حول المؤتمر قال معالي وزير الصحة: يأتي هذا المؤتمر للتشاور حول افضل اساليب دعم وتسريع اعمال الوكالة الدولية، كما يتضمن ندوات علمية لعرض مشكلة العمى على نطاق العالم، وآخر ما توصلت اليه التقنيات الحديثة المتاحة في مجال الوقاية والعلاج والأبعاد الاجتماعية والاقتصادية التي باتت تؤثر تأثيراً مباشراً على تطور ونماء الدول التي تعاني من هذه المشكلة.
وأضاف الوزير: هناك ما يقارب 45 مليون كفيف في العالم في الوقت الحالي، ومن المتوقع ان يصل العدد الى ما لا يقل عن 75 مليون في عام 2020 معظمهم من الدول النامية. ومن هنا يتضح حجم الدور الكبير والمهم التي تضطلع به الوكالة الدولية للوقاية من العمى من خلال دعم برامج منظمة الصحة العالمية في هذا المجال وتشجيع المشاركة الإيجابية من قبل الحكومات والمنظمات الطوعية لدعم أنشطة برامج المكافحة.
وأشار الوزير ان الوكالة التي تأسست عام 1978 نجحت في إنشاء شبكة فاعلة من المنظمات والمؤسسات مما شجعها على الاعلان عن مبادرة (رؤيا 2020 الحق في الابصار) التي تدعو الى تحقيق هدف القضاء على هذه المشكلة جذرياً من العالم بحلول عام 2020 وذلك بتفادي حدوث 100 مليون حالة اضافية خلال الـ20 عاماً المقبلة.
وأكد معالي الوزير على دعم وترحيب دولة الامارات العربية المتحدة لعقد هذا الاجتماع في دولة الامارات.
بدوره قدم الدكتور عبدالعزيز الراجحي عرضا شاملا للامراض المسببة للعمى، وتحدث عن الوكالة الدولية لمكافحة العمى قائلاً بأنها تعتبر هيئة دولية غير حكومية وغير هادفة للربح، وتضم الوكالة مجموعة من الهيئات الخيرية الدولية العاملة في مجال مكافحة العمى، كما تنظم الوكالة مؤتمراً عاماً كل اربع سنوات بالتتابع بين مناطق الوكالة السبع.
وأوضح الراجحي ان الوكالة قسمت نشاطها جغرافياً في سبع مناطق في مختلف أنحاء العالم وهي افريقيا ومقر المكتب في كادونا، نيجيريا، امريكا الشمالية ومقر المكتب في نيويورك، امريكا الجنوبية ومقر المكتب في اسونشيون، الباراجوي، أوروبا ومقر المكتب في لندن، انجلترا، جنوب شرق اسيا ومقر المكتب في مادوراي، الهند، غرب الباسيفيكي ومقر المكتب ملبورن، استراليا، شرق المتوسط الذي يرأس إقليمه سمو الأمير عبدالعزيز بن أحمد عبدالعزيز، ويشمل 22 دولة وهي: الدول العربية، ايران، باكستان، وافغانستان، وإن مقر المكتب الحالي في مدينة الرياض، المملكة العربية. مشيراً الى ان الوكالة تبحث امكانية افتتاح مكتب اقليمي في دبي في نهاية العام الحالي.
وقال الدكتور الراجحي إنه يوجد حاليا 180 مليون شخص يعانون من ضعف أو انعدام النظر، 90% منهم في الدول النامية، ويصاب بالعمى في كل عام 8 ملايين شخص، حيث يصاب شخص بالعمى كل خمس ثوان، كما يصاب طفل بالعمى كل دقيقة، ويعتبر سكان الدول النامية أكثر عرضة للاصابة بالعمى، بما يعادل مقدار عشرة اضعاف تعرض سكان الدول الصناعية الكبرى به. مشيراً الى ان التكلفة الاقتصادية المباشرة للعمى تقدر بـ25 بليون دولار، ويتضاعف هذا الرقم بمقدار ضعفين او ثلاثة اذا ما قيست التكلفة غير المباشرة، وأكد على أهمية دعم وسائل الإعلام لهذا المؤتمر ليحقق أهدافه الإنسانية.
كما تناول الدكتور جولابالي راو أبرز الأمراض المسببة للعمى وفي مقدمتها مرض الساد أو الماء الابيض، فضلا عن أمراض أخرى منها التراكوما والجلوكوما وسكري الشبكية وامراض عيون الاطفال وغيرها، مما تركز على معالجته مبادرة البصر 2020، واجتماع الجمعية العمومية السابع الذي سيعقد في دبي، ويطرح الخطط والبرامج القائمة بالعالم من أجل تبادلها بين أقاليم العالم. وتسعى الوكالة الدولية لمكافحة العمى بالتعاون مع العديد من المنظمات والهيئات والمؤسسات الخيرية في مختلف انحاء العالم، ليكون عام 2020 خطا فاصلا للجهود الدولية الرامية الى الحد من الإعاقة البصرية، والتخفيف من وطأة معاناة المجتمعات ماليا وانسانيا واجتماعيا، من جراء إصابة ملايين من أبنائها بالعمى.
|