نهارات أخرى
المرأة.. واللجان البلدية
فاطمة فيصل العتيبي

الذين يعترضون على مشاركة المرأة في الانتخابات الأولى للمجالس البلدية يحتاجون إلى وقفة صريحة مع أنفسهم ليتفكروا في الواقع حولهم..
تشارك المرأة اليوم في كل شيء وأي شيء.. فهي تعمل وتنفق وتؤدي أدواراً تتكامل مع أدوار الرجل في بناء الأسرة وهي مشاركة في التنمية، وإن اختلفت وتباينت وجهات النظر في نسبة المشاركة..
لكن الذي أعرفه بنفسي إنني شريكة في التنمية.. فأنا أعمل وأشارك في الرأي وأضع أموالي في نواح اقتصادية داخل الوطن.. وأتفاعل مع كل صغيرة وكبيرة في الحي الذي أقطنه، بل ربما تتذكرون حكاية العام الماضي مع السيارة القديمة التي يوقفها الجيران عند باب بيتهم مفتوحة النوافذ متربة تستقبل القطط وهي مشوهة للشارع فضلاً عن أنها تمثل خطراً إذ لو رمي فيها عقب سيجارة على سبيل العبث لاحترقت وأحرقت البيوت حولها..
لقد خجل الرجل من التعاطي مع الموضوع لحساسية العلاقة مع الجيران وتصدت المرأة للموضوع مع بلدية الحي وتم التخلص منها..
تعطي المرأة اهتماماً أكبر بالتفاصيل المتعلقة بصحة الأسرة وأمنها، ومستوى الخدمات المقدمة إليها.. لأنها جبلت على التفكير والاهتمام بالتفاصيل الصغيرة قبل الكبيرة.. بينما يهتم الرجل عادة بالكبير من الهموم.. ولذا فإنني أكاد أجزم بأن المرأة ستكون أكثر فاعلية في المجالس البلدية..
هذا من جهة.. ومن جهة ثانية.. لا بد لنا أن نؤمن بحق المرأة في التصويت والترشيح في هذا التعاطي مع الديمقراطية المؤسسية والمشاركة الشعبية..
** كيف ستظل المرأة التي تغلي عروقها كمرجل ثابتة حين يتهم الوطن بانتقاصه للمرأة!
كيف ستعلن بصوت طالما شققت به كل غيوم الكلام.. وتعلن للملأ أنها تتمتع بكل حقوقها، وأنها شريكة في المصير والهواء وذرات التراب..
كانت أحاسيسنا ممتلئة بذلك، ونحن نعلم ونتعلم ونعيش منذ طفولتنا في ظل أسرة ومجتمع يحنو علينا وينظر لنا على أننا أخوات الرجال.. شقائقهم.. أكتافنا محاذية لأكتافهم، وخطواتنا متوازية في طرقات الوطن.. نركض ناحية بوابات مشرعة لنا تراعي أطر الدين وتعاليم الإسلام، وتحرص على إنفاذ تفاصيله..
** حين تقر الانتخابات ويحدد المشاركون فيها.. ويتم مخالفة نص صريح هو (التصويت والترشيح حق لكل مواطن سعودي بالغ لسن الحادية والعشرين)..
حين لا تكون هناك إيضاحات للآلية التي ستشارك فيها المرأة، وحين لا تشارك المرأة في عضوية اللجان المشرفة التي أعلنتها الوزارة..
فهل هذا يعني أن المرأة السعودية بكل حجم مشاركتها وجهدها وبذلها في بناء وطنها ليس لها الحق في المشاركة؟