هناك حرب ومنافسة مكانها الفضاء..
** هذه الحرب.. ليست عسكرية، ولا تمت للمعارك الحربية بأيّ صلة.. لكنها حرب أشرس وأعنف.. إنها الحرب الإعلامية..
** اليوم.. سلاحا الاقتصاد والإعلام.. هما أشرس وأخطر وأعنف سلاح.
** الاتحاد السوفيتي.. انهار بسبب الاقتصاد.. وأمريكا أوشكت على السيطرة على الإعلام بسبب الاقتصاد والإعلام ثم الآلة العسكرية.
** معارك اليوم.. هي معارك إعلامية.. ومعارك اقتصادية.
** ماليزيا الصغيرة.. أصبحت مارداً آسيوياً.. ونمراً آسيوياً عملاقاً.. بسبب الاقتصاد.
** واليابان.. صارت دولة عظمى.. وهي لا تملك سلاحاً نووياً.. بسبب الاقتصاد.
** وكوريا الجنوبية.. هي الأخرى.. أوجدت لها مكاناً في العالم بسبب الاقتصاد.
** بينما روسيا.. تتهاوى وتتراجع.. وتشيخ هذه العجوز.. ولم تفدها آلاف الرؤوس النووية والمدمّرات والغواصات النووية.. والصواريخ عابرة القارات.. ولا أقوى جيش في العالم.. وها هي اليوم تتضوّر جوعاً، وتتسوّل الغرب والشرق.. وأصبحت في عداد العالم الثالث.. حتى صوتها وحق النقض في الأمم المتحدة.. لم يعد ملكاً لها إلا بالاسم؛ إذ لا تستطيع التحكم فيه.. إلا بعد مشورة أمريكا والغرب.. وأكثر ما تملك.. هو الامتناع عن التصويت.
** الاقتصاد والإعلام.. جعلا اليابان وألمانيا مثلاً.. من أقوى دول العالم.. وهما لا تملكان سلاحاً نووياً.. ولا حق النقض.. ولا مقعداً دائماً في الأمم المتحدة.
** أعود فأقول: إن الإعلام اليوم.. سلاح خطير للغاية.. ويأتي في المرتبة الثانية بعد الاقتصاد؛ لأنه.. لا إعلام.. بدون اقتصاد قوي يُموّله.
** في سمائنا العربية.. هناك حرب إعلامية، وتنافس عنيف بين المحطات الإخبارية.
** هناك أربع محطات تحتل المقدمة حتى الآن.. وتتصارع على المركز الأول..
** الإخبارية.. والعربية.. والجزيرة.. والحرة.
** كل قناة لها مميزاتها.. ولها شخصيتها.. ولها حضورها.. ولها منهجها..
** غير أن الإخبارية مثلاً.. تحتل المركز الأول في المصداقية والواقعية وأمانة النقل؛ فكل ما تبثه.. صحيح.. ويندر.. أو يكاد ينعدم.. أن يوجد خبر أو تحليل غير صحيح.. والإخبارية مثلاً.. ليست لها أيديولوجية أو نوايا أو أهداف أو أغراض.. بل هي محطة إعلامية إخبارية صادقة نزيهة.. تهدف لنقل الخبر والتحليل الصادق.. وتهدف إلى خدمة المشاهد فقط.. فوجدت احترام الجميع.. وتابعها الكل، ووثقوا فيها كل الثقة.. وهي تستحق ذلك.
** أما الحرة.. فهدفها تلميع وجه أمريكا.. وتحبيب الشعوب العربية في (عجوز العالم) أمريكا.. مع أنها تقول: إن هدفها.. هو بث روح الديمقراطية والتحضر والتفتح والوعي في العالم العربي.. ومحاولة نقل هذا العالم من أجواء الانغلاق والانكفاء إلى أجواء الانفتاح.. لعله يترك أفكاره وينبذ ماضيه.. ويعيش للمستقبل.. وينسى الماضي تماماً.
** والجزيرة.. محطة لها ألف وجه.. وألف لون.. وألف شكل.. محطة بدون هوية.. تكون محايدة متى شاءت.. وتنسى الحياء متى شاءت.. تعمل بالضمير متى أرادت.. ويموت الضمير متى أرادت.
بدأت بقوة.. وصدَّقها السذج.. واليوم.. فقدت الكثير من مشاهديها.. بعد أن انكشف الغطاء.. وظهرت النوايا.. وبعد أن ظهرت (الحرة) بديلاً (معقولاً) لها.. فواجهت الواقع وحدها.
** أما (العربية) فقد بدأت هي الأخرى بقوة.. واستمرت قوية.. وحققت الكثير من السبق والنجاحات.. وهي اليوم.. في عهدة إعلاميين خبراء مهرة.. وينتظرها مستقبل طيب.. حققت نجاحات بالجملة.. وشدَّت المشاهد.. وصار لها حضورها (المتميز).. ولها طابعها.. ولها نكهتها.. التي لا يشابهها فيها آخر.. وهي اليوم.. تتطور وتتقدم.. وتحصد المزيد من المشاهدين.
** أما باقي المحطات (الإخبارية) الأخرى.. فلكل أهدافه ومنطلقاته.. فهذه تتبع الحزب الفلاني.. وأخرى الشخص الفلاني.. وكلّ واحد له (أهداف شخصية بحتة) صبغ محطته بها.. وهي تدار بطريقة مكشوفة مفضوحة.. وهنا.. أقصد المحطات الإخبارية.. أما باقي المحطات الأخرى.. فلها وعليها.
** هذا عن إعلامنا العربي الفضائي.
|