Saturday 18th September,200411678العددالسبت 4 ,شعبان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "محليــات"

يارا يارا
السلام عليكم
عبدالله بن بخيت

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. نعود مرة أخرى للركض في هذه الحياة بعد غيبة قصيرة تمتَّع فيها المرء بإجازته.. يعود على أمل أن يكون أفضل من عام مضى.. هناك سنة كاملة أُلقيت على كاهل كل منا لن يتخلص منها أبداً.. ثقيلة هي الأيام تبدو خِفافاً في مرحلة الشباب، لا ينتبه لها المرء حتى يبلغ السنة التي تقصم ظهر البعير.. أحس أن التكابر في السن هو ثقل الزمن بالمعنى الحرفي للكلمة.. هناك شيء ما يتراكم على ظهورنا لا نراه ولكننا نشعر بحضوره ويراه الآخرون علينا في صور متعددة.. تجاعيد وشعيرات بيضاء، وانحناءات، وتلجلج في الصوت، مع تدنٍ في كميتي الحب والمرح.. عجبي من تناقضات الإنسان التي لا تنتهي.. يُقدم له المستقبل وعوداً مهزوزة بالنجاح والثراء والسعادة، وهو يتهاوى في فناء مؤكد، ومع ذلك يتطلَّع نحو هذا المستقبل سعيداً.. لن أكون استثناءً، فأنا أبحث عن المستقبل، حتى وإن كان فيه فنائي.. فأنا (عود من عرض حزمة)، ليست الحزمة البشرية، بل حزمة الكون كله.. عندما أسل نفسي من هذه الحزمة المهولة، وأنظر إلى مشاريعي الشخصية في هذه الزاوية أرى أن أمامي أحد شهراً من الكتابة المستمرة قبل إجازة أخرى.. يمكن أن أتوقف عن الكتابة في فترات الأعياد، لكن هذا يعود إلى أريحية أبي بشار رئيسنا في هذه الجريدة.
كتبت في العام الماضي في هذه الزاوية مائة وثمانية وعشرين مقالاً.. معظمها متوسط المستوى حسب المقاييس التي سننتها لنفسي، ولكن الإنسان لا يبقى عند مقاييس سنَّها في سنة مضت.. إلا إذا قرر أن يكون خارج اللعبة.. ما الذي سوف أقوله أفضل مما قلته في السنة الماضية، وما هي المقاييس الجديدة التي سوف ألزم نفسي بها؟
عندما بدأت هذه الزاوية قبل سنوات وضعت خطة عمل (ما تخرش الميه) كما يقول إخواننا المصريون.. حاولت أن ألتزم بها.. تعلمت في أزمنة التكوين أن الإنسان إذا ألزم نفسه بخطة، ربما يتعب ولكنه بالتأكيد سينجح.. تابعني أحد أصدقائي المخضرمين الذين عملوا في كل وظائف الصحف.. كاتب، وصحفي، ومدير تحرير، وخوي... إلخ. قال بعد عدة مقالات: أخي عبد الله طريقتك هذه لا تنفع للكتابة اليومية.. إذا استمررت على هذا المنوال، فعودتك إلى الصفحات الثقافية مؤكدة.. أرعبني بهذا التوقُّع، فأنا لم أهرب من الصفحات الثقافية لأعود إليها والعياذ بالله..
فقال: إذاً أمامك شيئان لازم تتعلمهما لتكون كاتباً يومياً بامتياز.. الأول أن تتخفف من حس التوثيق.. يعني شل الحس الأكاديمي من رأسك.. الثانية أن تتخفف من الجمل الطويلة التي تعلمتها من ماركيز وغيره من كُتَّاب الرواية، فقراء الصحف يريدون جملاً خفيفة طائرة تتلاعب في الهواء مثل العصفور الكحالي.
سبع سنوات متواصلة لا أعرف ما الذي حدث؟ لا يوجد ما يثبت أنك تمتع الناس أم تغثهم.. تسهم في وعيهم أم تجهلهم؟ فقارىء الجريدة لا يعرف إلا حكمين.. إما أن يقترب منك بكل غثائك، أو أن يبتعد عنك مهما كنت مبدعاً.. ليس أمامنا إلا الدعاء بأن يعيننا الله على كلمة الحق.

فاكس 4702164


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved