أمريكا وبن لادن والعالم!

بات واضحا أن العالم أصبح مستعدا للقبول بفكرة الفشل في العثور على أسامة بن لادن.
وقد أذيع مؤخرا تسجيلا لأيمن الظواهري المساعد الأول لأسامة بن لادن دون أي إشارة إلى وجود زعيم تنظيم القاعدة.
كما أن وزير الداخلية الباكستاني أحمد خان قال مؤخرا (ليس لدينا أي علم بمكان اختباء أسامة) كما أن أحداً من أنصار الزعيم الإرهابي لم يقدم أي معلومة يمكن أن تساعد في الوصول إليه رغم المكافأة التي رصدتها أمريكا لذلك وقيمتها 25 مليون دولار.
وتؤكد تقارير أمريكية أن التعهد الذي قطعه الرئيس الأمريكي جورج بوش على نفسه باعتقال بن لادن وتقديمه للمحاكمة مجرد أماني.وهذا الموقف بمثابة مأزق للرئيس الأمريكي الذي يعتبر الناخبون أن اعتقال بن لادن هو أحد أهم الوعود الانتخابية لجورج بوش الذي يخوض حاليا معركة انتخابية شرسة من أجل الفوز بفترة رئاسية ثانية.
الممارسات الأمريكية التي تنقلها الشبكات التلفزيونية العربية والعالمية على مدار الساعة ودعمها اللامحدود لاسرائيل تعمق حالة العداء لأمريكا في العالم الإسلامي.
وفي الوقت نفسه فإن بن لادن يدير المواجهة مع الولايات المتحدة مستخدما تكتيكا ذكيا.
فكلما شعر أن الأمريكيين يضيّقون عليه الحصار فإنه ينفق ملايين الدولارات من أجل شن ضربة قوية في أي مكان من العالم تثير رعب أمريكا.ثم يرسل رجاله لمحاولة تنفيذ هجمات داخل أمريكا الأمر الذي يدفع وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد ووزير العدل جون أشكروفت ومعهما وزير الأمن الداخلي توم ريدج إلى إعلان حالة التأهب وإصدار التحذيرات التي تنتهي إلى لا شيء حتى بات الأمريكيون لا يثقون في إدارتهم ولا تحذيراتهم.
في الوقت نفسه فإن التهديد الدائم الذي يمثله بن لادن للولايات المتحدة أفسد علاقة أمريكا بالكثير من شعوب العالم بعد أن أصبح الشك هو الذي يحكم موقف أمريكا من العالم بما في ذلك حلفاؤها وجيرانها.