الصعوبات المميتة التي تواجهها الولايات المتحدة في العراق حاليا تثير سؤالين مشروعين: السؤال الأول هو هل كانت الحرب الأمريكية ضد العراق خطأ؟ والثاني هو ما الذي يجب عمله الآن؟ والسؤال الثاني أكثر أهمية بالتأكيد، ولكن كلا السؤالين مهمان في معركة الانتخابات الرئاسية الدائرة في الولايات المتحدة حاليا. والرئيس بوش لديه إجابات واضحة عن السؤالين.
فهو يرى أن الحرب كانت صوابا وضرورية وهو متمسك بأن خطته لتدريب قوات عراقية في الوقت الذي تجري فيه الاستعدادات لإجراء الانتخابات في العراق سوف تساعد في إعادة الاستقرار والسلام إلى هذا البلد.
ورغم أن مثل هذه الإجابات يمكن أن تثير الكثير من الجدل والردود عليها فإنها إجابة في نهاية المطاف.
ولكن يبقى أن منافسه على الرئاسة السيناتور الديمقراطي جون كيري ليس لديه أي إجابات واضحة بشأن العراق.
ويظهر سؤال جديد: هل الحرب كانت مبررة حتى في ظل المقاومة العراقية الشرسة للوجود العسكري الأمريكي حاليا والفشل في العثور على أي أسلحة دمار شامل؟ الحقيقة أن الإجابة على هذا السؤال غير معروفة؛ لأنه لا أحد يعرف على وجه التحديد الطريقة التي كان سيتصرف بها صدام حسين إذا كان قد ترك على رأس العراق، في الوقت نفسه لم يكن من السهل القطع بعدم وجود أسلحة دمار شامل لدى العراق قبل الغزو.
كيري نفسه قال عام 2002 في توضيحه لأسباب تصويته إلى جانب قرار شن الحرب ضد العراق بأنه لم يكن من المقبول السماح باستمرار صدام حسين في الحكم؛ لأنه يمثل تهديدا حقيقيا للأمن الأمريكي.
ولكننا نجده الآن يهاجم الحرب حيث يقول إن حرب العراق كانت (الحرب الخطأ في المكان الخطأ وفي التوقيت الخطأ).
فما معنى هذا؟ إنه يقول إنه كان على الرئيس بوش أن يتيح للمفتشين الدوليين على الأسلحة في العراق المزيد من الوقت. ولكن هل لو كان قد انتهى المفتشون إلى القول أنه لا توجد أي أسلحة دمار شامل في العراق، هل كان كيري سيترك صدام حسين في السلطة؟ الخلاصة أن مواقف كيري بشأن العراق تثير من الأسئلة أكثر مما تقدم من إجابات.
(واشنطن بوست) الأمريكية |