عندما قرر أرييل شارون مداهمة المدن الفلسطينية الداخلية، رفع شعار(محاربة الإرهاب) وعندما أغارت الطائرات الأمريكية على منازل الفلوجة فعلت ذلك تحت شعار (مطاردة الإرهابيين).
كل شيء يتم اليوم تحت شعار محاربة أو مطاردة الإرهاب، ولكننا في النهاية نسأل ما المفهوم الحقيقي للإرهاب؟ نحن تعلمنا منذ طفولتنا أن الاعتداء على الآخر بغير حق هو الإرهاب بعينه. الإرهاب هو قتل الأطفال لأجل البحث عن أي شخص أو أي اسم آخر في العراق.إن قراءة بسيطة لما يجري في المنطقة يمكن أن نقارنها بالتصريحات التي تصدر في أمريكا أو في إسرائيل من أن (.. خيار القوة ليس خيارا سهلا ولكنه خيار حتمي ويجب المضي فيه، وأن الإرهاب الذي يمس المصالح الأمريكية والإسرائيلية هو الذي يجب اجتثاثه من الجذور بينما الإرهاب الذي يمس مصالح وأمن دول أخرى فيمكن تسميته بالعنف الداخلي!) هذا تلاعب خطير في مصائر الناس، لأن الذي يسمي العنف إرهابا يجب أن يطبق قاعدته على كل أنواع العنف الذي يحدث في المنطقة والذي صار يتهدد أمن دول كثيرة اليوم.
نريد أن نقول ببساطة أن الإرهاب عبارة عن قوى شريرة لا يمكن التنازل أمامها عن حرياتنا أوعن كرامتنا.
الإرهاب هو الاعتداء العلني الذي نشاهده يوميا على شكل مداهمات واختطاف ضد البسطاء في العراق وفي الأراضي الفلسطينية التي دفعت الحصة الأكبر من الخسائر التي دفعتها منطقة الشرق الأوسط برمتها منذ أكثر من ثلاثين سنة متتالية.
الإرهاب هو القتل البشع الذي لم يعد يفرق بين بريء ومذنب والحال أن التصريحات التي تقول أن : (الدول التي وقفت ضد الاحتلال حان لها أن تدفع الثمن) هي التصريحات المتآمرة التي تترجمها اليوم كل الممارسات غير الإنسانية والتي تراهن اليوم ليس على ضياع العراق فحسب بل وعلى ضياع أمن واستقرار كل المنطقة بداية من الأراضي المحتلة التي يتوقع الملاحظون أن تمارس إسرائيل حرب الإبادة المطلقة عليها لأجل خلق اللاتوازن الديموغرافي الذي ينشده شارون منذ خمسين عاما، وهو ما يسميه الغرب بالحرب الوقائية ونسميه نحن بجريمة الحرب الإرهابية.
(لومانيتي) الفرنسية |