(الوقف الصحي)
كان أحد أحلام وأماني معالي د.حمد المانع منذ أن كان مديراً عاماً للشؤون الصحية، وقبل (توزيره) بأشهر قليلة حضرت لقاء عقده حول هذا الموضوع مع (بعض أعضاء لجنة أصدقاء المرضى) وقد حاضر بعد هذا اللقاء حول هذا الموضوع معالي وزير الشؤون الإسلامية الشيخ صالح آل الشيخ، وها هو الحلم الجميل يصبح حقيقة بعد توقيع مذكرة هذا المشروع بين الوزيرين في اللقاء المبارك الذي تم بينهما. إنني أكاد أجزم أنه ليس هناك - حالياً - مجال يحتاج إلى (الوقف) مثل الخدمات الصحية المكلفة التي تحتاج إلى أن تتضافر الجهود الأهلية الخيرية مع منجزات الدولة في سبيل إنشاء المزيد من المؤسسات الصحية وتعميمها، والرفع من مستوى خدماتها لتقديم أفضل الخدمات الصحية للمحتاجين إليها.
إنني - من خلال هذه السطور - أدعو أهل اليسار إلى المبادرة والإسهام والتصدق بأوقاف صحية لإنشاء وتشغيل المزيد من المراكز والمستشفيات الخيرية. إن (وقفا) لإنشاء أو تشغيل مستشفى أو مركز صحي فيه ثواب لا يقل عن وقف يتم لإنشاء أو العناية بمسجد بل ربما يفوق ذلك وقف مسجد، وبخاصة إذا كانت المساجد متوفرة في مكان ما، وهذا المكان يحتاج إلى مركز أو مستشفى يعالج الناس.
إن (الوقف الصحي) صدقة جارية تبقى للإنسان ولوالديه ذكراً مدكراً، وأجراً مدخراً، بل إن الصدقة في هذه الميادين لعلها تكون سبباً في الشفاء من الأمراض كما ورد في الأثر: داووا مرضاكم بالصدقة، ولسماحة الشيخ ابن باز - رحمه الله - فتوى حول اعتبار إنشاء المراكز الصحية صدقة جارية، وسماحة الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - يرى أن ما يستمر نفعه صدقة جارية حتى أنه جعل - رحمه الله - إيصال الكهرباء إلى بعض القرى صدقة جارية، (وفتاوى الشيخين حول ذلك موثقة لديّ نسخ منها).
كتب الله الصحة للجميع، وأعان أهل الخير على المزيد من عمل الخير.
أين غاب قلم (الثريا)؟
** هناك بعض الأقلام نحس بفقدها عندما تنأى قوارب حروفها عن وديان عيوننا، وهي التي كنا نبحر معها ومع نبضها إلى مدارات الحرف الجميل، وموانىء الكلمة الأخاذة. ومن تلك الأقلام التي طالت غيبة حروفها الكاتبة والشاعرة القديرة د.ثريا العريض.. هذه الباسقة البحرية التي كانت تمطر فضاءات أوراقنا بطروحاتها الكتابية التي تلامس هموم المجتمع، وتفيض بقصائدها الأبهى حين ترحل بنا معها إلى عوالم من البهاء والتحليق في سماء الكلم البديع.
لقد عشت قبل أيام مع أبيات جميلة لها من قصيدة نشرتها لها صفحة (أسماء النجوم) في صحيفة (الجزيرة) وتساءلت بعدها لماذا غاب هذا القلم النسائي الجميل ونحن نعاني من شح الأقلام البهية عموما فكيف بالنسائية التي تتألق حروفها وكتاباتها صدقاً ونقاء. أتوقف عند هذه المقطوعة الجميلة لعلها تذكرها بالعودة إلى (عالم النشر) الذي افتقدها، ولا أقول (عالم الحرف) فهي لا تستطيع أن تطيق بعاداً عنه وإن لم تنشر أرجها:
(يا توأم نفسي
حدثني فالليل أصابعه نار
وأنا أعصابي إعصار
أخشى ان تصمت يستشري
لهباً يفنيك ويفنيني
حدثني فالليل عطور شرقية
ونداء عصور منسية
ألواناً ترسم وظلالاً
تسري بدمي تشغلني
تنحت من ظمئي أغلالاً
وتلوح سرابا يغريني
ان أسدل شعري شلالاً
يخفيك عن الليل ويخفيني..)
عزيزتنا الشاعرة والكاتبة ثريا
انثري حرفك على ثرى ورقنا فقد عهدناك وعهدناه حرفاً يتماهى مع حراك مجتمعنا، وعرفنا قصائدك (ثريات) تتراقص في سماء إبداعنا!
آخر الجداول
** شدتني عبارة قرأتها رغم أن فيها شيئاً من سخرية إلا أن فيها كثيراً من حقيقة:
(هناك أشياء كثيرة أهم من الفلوس، ولكن يجب أن تكون لدينا الفلوس أولاً لنحصل على هذه الأشياء).
فاكس: 014766464 |