إن المرء عندما يفتخر في حياته فإنما يفتخر بقدر ما يقدم لوطنه ومواطنيه من خدمات جليلة في أي مجال من المجالات وما أكثر تلك الحالات..
وأعني بهذا تلك الفكرة التي ناقشها الأستاذ خالد المالك في عدد من أعداد هذه الجريدة تحت عنوان (دقات من قلبي).. هي فكرة افتتاح كلية للزراعة بأبها - وهو يعني - أي صاحب الفكرة - أن تخدم تلك الكلية المنطقة الجنوبية خاصة وبقية مدن المملكة عامة.
إن العمل بإخلاص لهذا الوطن فرض عين على المسؤول من جهة والمواطن من جهة أخرى، فليست خدمة الوطن تتوقف على حمل السلاح والدفاع عنه ولا في حمل المعول وشق الترع وبناء السدود ولا في إقامة الأعداد من العمارات وشق الطرق.
ولكن حتى المفكرين وأصحاب الآراء السديدة وحملة الأقلام.. على هؤلاء جميعاً عبء كبير ومسؤولية عظمى.. إن الآراء السديدة يجب أن تطرح للمناقشة أمام كل مسئول وعلى أساس ان تكون تلك الآراء منبثقة من الإخلاص للوطن وحب للواجب وتقدير للمسؤولية الملقاة على عاتق الجميع.
إن صاحب الفكرة.. فكرة افتتاح كلية للزراعة بأبها يقصد من وراء ذلك تهيئة الفرصة أمام الأعداد الكثيرة من الطلاب من حدود بيشة إلى جيزان إلى نجران إلى النماص لأن هؤلاء يمثلون نسبة كبيرة من شباب هذه المملكة الواسعة والمتعطشة إلى العلم ومتابعة التحصيل في جو يمكِّنهم من السير قدماً.
ومن زاوية اخرى اذا نظرنا الى المكاسب التي ستعود على هذا الوطن من وراء تلك الكلية فهي بلا شك مكاسب عظيمة تعود على البلاد بالنفع العميم.. والله ولي التوفيق.
محمد السريعي |