سُئلت فجأة من بعض أصدقائي عن أفضل أغنية أحب سماعها؟ والحقيقة ان هذا السؤال قد ينظر اليه البعض منا بأنه لا يتحمَّل كلمتين أو ثلاثاً وانه في درجة كبيرة من السهولة، وفي الحقيقة أنني أُحرجت في هذا السؤال لأنه صدر إليَّ ليس على أساس معرفة ذوقي فقط وإنما لمعرفة السبب الذي جعلني أفضل هذه الأغنية دون سواها..! وفي نظري بأن تحديد لحن معين وأغنية معينة بذاتها صعب جدا فالأغاني كثيرة، ولكل أغنية طابعها الخاص الذي تتميز به دون الأخرى!.
لقد كان جوابي على هذا السؤال بأن قلت.. أنا لا أحدد أغنية بذاتها وإنما أعجب بالأغنية إذا كنت أعيش لحظتها في سرور لأمر ما أو انها تناسب اللحظة التي أعيشها، أولها ذكرى في نفسي بأن أكون سمعتها في مكان (ما) فمن هنا ينتج الاعجاب أما أن أحدد أغنية بذاتها وأسميها أغنيتي المفضلة فهذا لا يمكن ولا يمكن أن يكون إذا كنت أعيش لحظة وداع مع بعض الاصدقاء فهناك من الأغنيات ما يناسب هذا الموقف إذا كنت أعيش لحظة لقاء فهناك من الاغنيات ما يناسب هذا الموقف.. إذا كنت أعيش بعيداً عن الأهل والاصدقاء والاحباب هناك من الاغاني ما يناسب الموقف، إذا كنت أعيش لحظة مشاكل مع الاحباب هناك من الاغاني ما يناسب الموقف، إذا كنا نستقبل مناسبة الاعياد أو أعياد النجاح أو أعياد الزواج هناك من الأغاني ما يناسب هذه المناسبات المتعددة، إذاً لا يمكن بحال من الأحوال أن أحدد أغنية بذاتها بل ان اللحظة التي أعيشها هي التي تحدد الاغنية واللحن المفضل.. على انني أجعل هذا السؤال في درجة أخطر الأمراض التي وضعها الدكتور السباعي بأن قال: أخطر مرض يعانيه الانسان هو المرض الذي لا يكتشفه الطبيب ولا يفصح عنه المريض.. والحكاية أو المعنى في قلب الشاعر كما يقولون.أكرر العذر الى صديقي السائل عن الأغنية المفضلة.. طالما ان ظروفي متقلبة وفي حالة الهدوء المنتظر يمكننا ان نحدد الأغنية.. أعود فأقول: انه من الممكن أن يعتبر هذا الحديث بداية لأحاديث قادمة أتولى نشرها مستقبلا بهذه الصفحة الفنية للاجابة على صديقي السائل الذي ما فتئ يكرر أسئلته ويطلب جوابا عليها، ولجدارتها بالنشر فإنني استأذنه في اطلاع القراء عليها على أنه سيأتي اليوم الذي فيه أوجه من جانبي عدداً من الأسئلة إليه.. إلى اللقاء مع تحياتي العطرة.
عبد الله الأسمري |