أخي الكبير.. السلام على من اتبع الهدى وبعد:
أعوذ بالله من قوم إذا سمعوا خيراً أسروه، أو شراً أذاعوه.
تسلمت بغبطة رسالتك الرقيقة فوجدت في مضمونها قبساً من ضياء كاد أن يهزم جحافل الظلام المنيخ على نفسي لولا ما أوضحته رسالتك من أن أخباري قد نقلها إليك الناقلون.. فسرت عدوى الأحزان إلى قلبك الكبير، وهذا مؤسف جداً أيها العزيز لمعرفتي أن قلبك غير قابل (للخدش).
أما أنا ومن هم في مثل موقفي ممن يفجأهم النهار فيدورون في فلكه وتضيع أناتهم في ضوضائه.. ويدهمهم الليل فتشرق عيونهم بأملاح الدموع وتختنق حناجرهم بغصص العبرات وينيخ عليهم اليأس القاتل وتمتلىء جوانحهم بخيبة الأمل، ويمر أمامهم شريط العمر شاحب المنظر لا يمثل من فصول رواياته إلا أدوار الشقاء يربطها حوار الضياع وفقدان الذات.. لقد فقدت وزني، فقدته معنوياً..! وما أشد أن يرى الإنسان نفسه بلا هدف، بلا إنتاج، بلا تأثير، بلا شيء..
أيها الأخ الكبير اني أتلو وثيقة فشلي، لست في وضع يمكنني من أن أقود قلمي، قلمي هو الذي يقودني، وانهياري هو الذي يجذب يراعي إلى هاوية الشكوى.
عفا الله عنك أيها الأخ الكبير، كم أنت صبور.
|