يتراءى لي والله أعلم أن فضيحة اللاعب البرازيلي (ديمبا) التي فاحت من خلال أكثر من مصدر وأكثر من موقع في الطريق لقيدها ضد مجهول.. هذا إن لم يكن قد تم قيدها بالفعل (؟!).
** وإن البحث في ملابساتها مؤخراً من قبل عدد من الزملاء لا يعدو عن كونه محاولة للقبض على السراب، أو النفخ في قربة مخرومة.. ناهيك عن إهدار الوقت والجهد وأشياء أخرى (؟!).
** وذلك يعود في تقديري إلى عدة أسباب أهمها كون الطرف الأساسي في القضية أكثر متانة وثبات من كل اللوائح المليئة أصلاً بالمداخل والمخارج والتفريعات التي لا بد أن تفضي في مجملها أو بعضها إلى سهولة الاختراق والضرب بها عرض الحائط.. فضلاً عن أن أية عقوبة قد تطبق، وأشد على عبارة (قد) في مثل هذه الحالات وعلى أطراف بعينها هي من فئة (حُط بالخرج).
** ثاني الأسباب في تقديري المتواضع يعود لتصدر الأطراف والذيول المتورطة في الطبخة.. ولأننا منشغلون جداً بأمور البحث في أسباب ترهل كرتنا، والبحث الجاد في أمور إعادتها إلى سابق مجدها وحضورها.. لذلك فلا وقت لدينا لنهدره في قضية (تافهة) رأس مالها بضع مئات الألوف من الدولارات واختراق لائحة وخداع (وسط) من السهل الضحك عليه وخداعه (؟!).
** هذا عدا أن أحد جهابذة (الهلس) قد تطوع بوضع النقاط على الحروف الخاصة بالقضية.. حيث كتب يقول: (لقد أجرى اتصالاً بزميل له في البرازيل.. وسأله عن موضوع ديمبا فأخبره انه غير صحيح) وبذلك يكون الأخ باتصاله المزعوم قد تكفل بإزالة كل الشبهات، وأنهى الجدال الدائر، لا سيما وانه من المشهود لهم بمصداقية الطرح ونظافة المقاصد ونبذ التعصب (!!!).
** لذلك أقول لهؤلاء الزملاء: انسوا الموضوع، وعليكم بالخوض في الممكن من الشؤون والقضايا الخاصة بالأندية الغلبانة تحسباً لعدم كشف المزيد من العورات والسوءات التي ستقفون أمامها موقف العاجز.
الشيء بالشيء يذكر
** أشرت في سياق الفقرة السابقة من الزاوية إلى سهولة الضحك على وسطنا الرياضي وخداعه، والشواهد على ذلك اكثر من الهم على القلب.. واعني بعبارة الوسط (الجماهير) بطبيعة الحال.. وأضيف هنا أنه بشيء من الفهلوة والفذلكة يمكن وضع أوزار وتبعات العديد من الأخطاء والتجاوزات المقصودة وغير المقصودة على كاهل ذلك الوسط المسكين سواء كانت تلك الأخطاء والتجاوزات صادرة عن أفراد أو جماعات (؟!).
** فكلنا يعلم ما سببته حكاية التشفير والاحتكار من إحباطات لدى الجماهير السعودية منذ الوهلة الاحتكارية الأولى.. وما دار على إثرها من جدل طويل كانت الغلبة فيه لصالح الجماهير.. وذلك لاعتبارات جوهرية لها علاقة مباشرة ومطلقة بحق المواطنة وأشياء أخرى لا تقل أهمية.. منها أن الكرة بدون جماهير كالطعام بدون ملح.. فضلاً عن حق تلك الجماهير في عائدات تضحياتها الطويلة ودعمها المشهود لكرة وطنها على مدى عقود من الزمن كواجب لا جدال فيه.. ذلك الحق المتمثل بعدم حرمانها من مشاهدة منافسات منتخبها أسوة ببقية بلدان الخليج وغير الخليج (؟!).
** على إثر ذلك كله مع ما تخلله من تأكيدات صدرت عن أعلى هرم سلطتنا الرياضية مفادها أن حقوق تلك الجماهير ستظل مصانة ومحترمة، وفي منأى عن جشع هوامير الاحتكار الفضائي ظنناً أن ذلك الباب تم إغلاقه إلى الأبد.
** لنفاجأ بعودة (ريمة لعادتها القديمة)، ويتم حرمان جماهير الأخضر من مشاهدة آخر لقاءاته التنافسية منذ أيام.. ولنفاجأ أكثر بأن الأسباب عائمة كالعادة.. وان من السهولة السطو على حقوق هذه الجماهير.. وان الضحك عليها (بكلمتين) أسهل وأيسر من وضع رجل على رجل (؟!)
ماذا لو كان الأصفر؟!
** لم أكن أفكر مطلقاً في التعليق على زوبعة ارتداء عناصر المنتخب للون الأزرق (المزعوم) لدى عودتهم من مهمتهم الخارجية.. كون التعاطي مع مثل هذه التوافه والصغائر ما هو إلا دليل على مدى التخلف والتعصب الأعمى وإثارة النعرات للألوان وللأندية بشكل مبالغ فيه والذي سيفضي تدريجياً إلى إشاعة روح الشحناء بين شرائح المجتمع.. خاصة وانه - أي المجتمع - أحوج ما يكون في هذه الآونة، وفي خضم هذه الظروف تحديداً إلى المزيد من أسباب التلاحم ونبذ كل ما من شأنه إحداث أي نوع من أنواع التناحر والتنافر.. هذا جانب.
** الجانب الآخر: إن المسألة برمتها ليس فيها ما يسيء لأي طرف.. كما انه ليس فيها خدمة أو منفعة لأحد بقدر ما في إثارتها وفلسفتها من أضرار جانبية ما انزل الله بها من سلطان (؟!!).
** ولنفترض ان عناصر المنتخب ارتدوا أي لون آخر كالأصفر مثلاً.. فهل سيبادر من أثار الزوبعة إلى الاحتجاج بنفس المنطق وبنفس الحدة.. أم انه سيقول: هؤلاء هم أبناء الوطن، ومن حقهم ارتداء أي لون خاص بأي من أندية الوطن وكلنا للوطن (؟!!).
** هذا هو السؤال الذي غاب عن أذهان هؤلاء القوم.. والذي لن يستطيعوا الاجابة عليه حتى وان استعانوا بمن ورطهم وتسبب في كشف جهلهم وضحالة فكرهم (!!)
** قلت إنني ما فكرت إطلاقاً في الخوض في هكذا مسائل، وأبديت أسبابي، لولا أن تفاعل رئيس البعثة مع الزوبعة وحرصه الغريب على المبادرة والمسارعة إلى تصحيح حقيقة اللون مع الزج ببعض الأسماء على أنها هي المسؤولة.. وكأن ثمة تهمة أو جريمة تستدعي سرعة التحلل من تبعاتها (!!!).
** حقيقة: سيكون من الغباء الفاضح الاستمرار في طرح التساؤلات عن أسباب التدهور الحاصل لرياضتنا طالما أن هذه النوعية من العقليات ما تزال تجد لها أماكن في مقدمة الصفوف وفي مواقع حساسة سواء بالنسبة لمن يثيرون مثل هذه الفرقعات.. أو بعض المسؤولين الذين ترتعد فرائصهم لأدنى تهويشة (؟!).
تصويبة
المشكلة ما هيب شكل العمامة
المشكلة وش تحت ذيك العمامة
|