Friday 17th September,200411677العددالجمعة 3 ,شعبان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "عزيزتـي الجزيرة"

أولياء الأمور ومسألة تخفيض المهور أولياء الأمور ومسألة تخفيض المهور

وجدت وأنا أقلب في بعض أعداد الجزيرة القديمة وجدت مقالة للأخ محمد الدبيسي في العدد الصادر بتاريخ 3 جمادى الآخرة 1423هـ. أشار فيها إلى بعض الحالات الغريبة في مسألة تخفيض المهور، فهذا مواطن زوج ابنته بخمسة ريالات، وآخر بريالين، وثالث بريال واحد، واعتبر الأخ الكاتب هذا الصنيع مما يزيد في عللنا الاجتماعية، ويساهم في ترخيص المرأة والتفريط في حقها الشرعي بالمهر الذي يكفل لها قيمة حسية ومعنوية.. إلخ. وما أكثر ما نسمع ونقرأ مثل هذه التنازلات اللافتة للنظر في مهور النساء اللاتي لا يظهر أن لهن فيها رأياً ولا مشورة، بل إن أحد الآباء في خبر نشرته احدى الصحف المحلية قبل فترة قد عرض على ضيف جماعته أن يزوجه ابنته تعويضاً له عن وليمة الضيافة التي اعتذر الضيف عن حضورها، وقد وافق هذا الضيف على هذا التعويض، وتم عقد قرانه على هذه الفتاة دون مقدمات ودون معرفة سابقة، ودون أية ترتيبات لأن هذه الأمورعند هؤلاء الناس تتعلق بالنخوة والشهامة في حين يراها الآخرون قمة التخلف، أما أنا وغيري كثيرون ممن لا يحبون التدخل فيما لا يعنيهم، فإنني أكتفي بالدعاء بالخير لكل من ساعد في التيسير على راغبي الزواج والتخفيف من المغالات في المهور السائدة في المجتمع مع التأكيد على بعض الضوابط التي يحسن مراعاتها في مسألة تخفيض المهور تجنباً للسلبيات المترتبة على التخفيض العشوائي ومن هذه الضوابط:
1- أن الهدف من المطالبة بتخفيض المهور ليس التنازل عنها بالكامل أو عن الجزء الأكبر منها، لأن الصداق في كل الأحوال حق شرعي للمرأة، وليس حقاًَ لوليها حتى يتنازل عنه، وإذا كان لابد من التنازل وليكن وفقاً للقاعدة الشرعية - لا ضرر ولا ضرار.
2- في حال تنازل ولي الأمر عن المهر، فالواجب أن يقوم بنفسه بما يلزم من التكاليف الضرورية لإشهار الزواج وتوفير ما تحتاجه ابنته لهذه المناسبة من الملابس والحلي التي يكون بمقدورها توفيرها لو حصلت على المهر المناسب القريب من المهر السائد في المجتمع.
3 - حبذا لو كانت التخفيضات في المهور على مستوى القرية أو القبيلة او الجماعة لأن التنازلات الفردية، ولاسيما العشوائية منها من شأنها أن تضر بالحقوق المالية للمرأة، وبالحالة النفسية بسبب ما تجده من الحرج أمام زميلاتها وقريباتها وبنات جنسها بشكل عام، بل قد ينظر إليها من جانب الحاقدين على بلادنا على أنه نوع من هضم حقوق المرأة على يد ولي أمرها. مذكراً بهذه المناسبة بأهمية تصحيح النظرة الدونية من جانب المجتمع تجاه المرأة التي جعلت بعض الرجال يتصرفون بالنيابة عن النساء في كل شيء متخطين حدود القوامة الشرعية ومتجاهلين ما وصلت إليه النساء من مراتب متقدمة في العلم والثقافة جعلت الكثير من النساء أكثر رزانة وصلاحاً وحسن تصرف من الكثير من الرجال أو بالأحرى الازواج وربما بعض الآباء. والله الموفق

محمد حزاب الغفيلي- الرس


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved