* الرياض - عبد الرحمن المصيبيح:
يرعى صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز الأمين العام للهيئة العليا للسياحة بحضور معالي وزير التربية والتعليم الدكتور محمد بن أحمد الرشيد وسفير مملكة النرويج بيتر رايدر مساء غد السبت 4 شعبان 1425هـ حفل افتتاح (معرض مكتبة الإسكندرية الجديدة) الذي ينظِّمه متحف العمارة النرويجي بالتعاون مع وكالة الآثار والمتاحف ممثلةً في المتحف الوطني والسفارة الملكية النرويجية خلال الفترة من 4-8 - 30-8-1425هـ الموافق 18-9 - 14-10-2004م وذلك بقاعة العروض الزائرة بالمتحف الوطني بمركز الملك عبد العزيز التاريخي وسط مدينة الرياض.
وأوضح وكيل وزارة التربية والتعليم للآثار والمتاحف الدكتور سعد بن عبد العزيز الراشد أن هذا المعرض يبرز الدور الثقافي لمكتبة الإسكندرية هذا الصرح التاريخي العريق الذي أسس منذ حوالي 2500 عام مضت، عند ما أسس الإسكندر الأكبر مدينة الإسكندرية وبنى خليفته بطليموس الأول (الموزين) ومكتبة الإسكندرية بعد وفاة الإسكندر الأكبر، بعد أن تلقى أول مكتبي ديمتريوس الفالروني أمراً باقتناء جميع المصنفات الأدبية العالمية وحصل على عطاءات سخية لهذا الغرض.
فاحتوت المكتبة مع مرور الوقت على 700.000 مجلد بلغات مختلفة، لتصبح مكتبة الإسكندرية والموزين مركزين عالميين لنشر المعرفة فاجتذبا إليهما أعظم علماء العصر القديم ووجد بها أشهر الكتب عالم الرياضيات (أفليدس) وكتابه الشهير مبادئ الرياضيات الذي لا يزال يصدر في طبعات مختلفة حتى اليوم، وعمل (أرخميدس) واكتشف (أريسطارخوس) الساموسي أن الأرض تدور حول نفسها وحول الشمس وأنها ليست مركز الكون، ومؤلفات (هيروفيلوس) الذي أسس علم التشريح واكتشف أن المخ وليس القلب هو مركز الذكاء، إضافة إلى مصنفات (هيبوقراتيس) الأسطورية.
وأضاف وكيل الوزارة للآثار والمتاحف قائلاً: كما أن مكتبة الإسكندرية قد احتفظت بمركزها الرائد لفترة 600 عام قبل أن تحترق على أثر هجوم قيصر على الاسكندرية في عام 48 قبل الميلاد، حيث انفجر المبنى وتهدم بعد ما التهمت النيران كل ما كان يحيط به، وفي عام 391 هدم الأسقف تيوفيلوس الاسكندري معبد ديونيسوس وكيل ما تبقى من المكتبة وفني كل شيء بما في ذلك المباني وما احتوته من مجلدات وكان ذلك بمثابة انهيار العالم القديم، حتى تم بناء هذه المكتبة الجديدة في مكان يدعى بحديقة كليوباترا في الحي الملكي وخصوصاً أنه لا يعرف أحد بالضبط الموقع القديم لمكتبة الإسكندرية.
وقد كان بناء مكتبة الإسكندرية الجديدة حلماً تحقق بعد أن فازت مؤسسة سنوهيتا في عام 1989 بالجائزة الأولى في مسابقة مفتوحة اشتركت فيها 542 مؤسسة معمارية من جميع أنحاء العالم، وكان افتتاح المكتبة رسمياً في أبريل 2002م ولعل ما يميز مبنى المكتبة هو شكله الفريد، حيث يرتفع السقف إلى 32 متراً فوق سطح البحر من جانب: ثم ينحدر لينزل تحت سطح البحر من الجانب الآخر في شكل قرص يعكس أشعة الشمس التي كانت تكتسي في العصور القديمة معنى خاصاً لتقاليد عريقة دامت آلاف السنين.
|