* الجزيرة - خاص:
ثمَّن رئيس المركز الثقافي الإسلامي بهولندا الدكتور سفيان ثوري سريجار حرص المملكة العربية السعودية ممثلة في وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد عنايتها ورعايتها لكتاب الله تعالى ولحفظته الذين هم أهل القرآن وخاصته، وذلك بتواصلها تنظيم مسابقة الملك عبد العزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم وتلاوته وتجويده التي بلغت عمرها الخامس والعشرين.
وقال الدكتور سريجار - في تصريح ل(الجزيرة): لقد دأبت المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - على الاهتمام بالقرآن الكريم من خلال التحفيز على حفظه وتجويده وتفسيره وبإنشاء مدارس تحفيظ القرآن الكريم وحلقاته وكليات القرآن الكريم، وشجعت على التنافس في إتقان حفظه، ولم تكتف المملكة بتشجيع مواطنيها على ذلك فحسب، بل امتدت جهودها إلى المسلمين في كل أصقاع المعمورة، فشجعت المسابقة المحلية والإقليمية والعالمية في العالم، حيث يوجد المسلمون، وتكرس بتوجيهات قادة المملكة على مدى ربع قرن تنظيم هذه المسابقة الكبرى في مكة المكرمة التي يتنافس فيها أبرز المتقنين والحاملين لكتاب الله من كل مسلمي الكرة الأرضية حفظاً وتجويداً وتفسيراً.
وأشار رئيس المركز الثقافي الإسلامي بهولندا إلى أن اختيار مكة المكرمة لأن تكون مكاناً للتسابق والتنافس في أسمى هدف وغاية وهو حفظ القرآن الكريم له معانٍ سامية، فقد اجتمع شرف المكان مع شرف المناسبة، فمكة المكرمة التي فيها المسجد الحرام والكعبة المشرَّفة أفضل البقاع في الأرض هي مهبط الوحي، ومنبع الرسالة، ومهوى أفئدة المسلمين، على ثراها ابتدأ نزول القرآن الكريم الذي هو أفضل الكلام، على خير الرسل وأفضلهم محمد - عليه الصلاة والسلام - ومن جنباتها انطلقت الدعوة وأشرقت شمس الهداية وشعَّ نور الإيمان وبزغ فجر الإسلام، فلا غرو أن تكون مهوى أفئدة حفظة كتاب الله - عزَّ وجلَّ -، ومحلاً لإقامة أعظم المسابقات وأفضلها.
وأضاف الدكتور سفيان سريجار قائلاً: والمتابع للجهود التي توليها المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين للقرآن الكريم تأتي استجابة للرسالة التي وضعتها المملكة على عاتقها لمصدر الدين الإسلامي، وما تنظيمها إلا قليل من كثير تقدِّمه لخدمة دين الله وكتابه، مؤكداً على أن تنظيم المملكة ممثلة في وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد لمسابقة الملك عبد العزيز الدولية في دورتها السادسة والعشرين في الحادي عشر من شهر شعبان الجاري برعاية كاملة للمشاركين ما هو إلا تثبيت منها لمبدأ المملكة في المحافظة على كتاب الله وهو تأكيد لمنهجها الإسلامي في المحافظة على الشجرة المباركة التي تمتد فروعها يوماً بعد يوم.
وأبان الدكتور سريجار - في سياق تصريحه - قائلاً: إن تسمية مسابقة الملك عبد العزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم ما هي إلا وفاء للمؤسس - رحمه الله - الذي عُرف شخصياً بحرصه على القرآن الكريم، ودأب عليه أبناؤه من بعده؛ لتصبح أخيراً أعظم دولة خادمة لكتاب الله المجيد، فرحمة الله تعالى على الملك عبد العزيز ومن سلف من أبنائه، وحفظ الله - جلَّ وعلا - خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود وإخوانه متمسكين بالقرآن الكريم وقائمين بنشره في العالم، حتى الحصول عليه بأية لغة في العالم أصبح أمراً ميسوراً.
وأكَّد رئيس المركز الثقافي الإسلامي بهولندا أن ما أنفقته المملكة العربية السعودية على هذه المسابقة على مدار دوراتها الخمس والعشرين الماضية أكثر من ثمانين مليون ريال ما هي إلا برهان وتأكيد لعناية ولاة الأمر في المملكة على نشر كتاب الله، وتشجيع أبناء الأمة وربطها بالقرآن الكريم الذي هو فيه نبأ من قبلنا وخبر ما بعدنا، وحكم ما بيننا.
|