Friday 17th September,200411677العددالجمعة 3 ,شعبان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "أفاق اسلامية"

من علاماتهم من علاماتهم
نبض المداد
أحمد بن محمد الجردان

النفاق هو أن يظهر الإنسان ما لا يبطن ولهذا الداء علامات قد تجدها في غير المنافق لكنها تتأكد في شأن المنافق وتتأصل والعياذ بالله فتكون ملازمة له وسمة من سماته، ومن تلك العلامات التي أذكرها هنا رجاء اجتنابها الجلوس مع المستهزئين بآيات الله وعباده الصالحين وهو جلوس يفتك بالإيمان ويمزقه إرباً إرباً بل ويذيبه كما يذوب اللمح في الماء ويمحوه من القلب حتى لا أثر له والعياذ بالله، وهذا الجلوس مع المستهزئين لخطورته نهينا عنه قال تعالى:
{وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللّهِ يُكَفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِّثْلُهُمْ إِنَّ اللّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا}.
ومن العلامة السابقة تنتج علامة أخرى من علامات النفاق ألا وهي الاستهزاء بآيات الله وعباده الصالحين ومن ذلك السخرية بالنداء إلى الصلاة أو بقارئ القرآن أو باللحية والثوب القصير أو الحجاب ولبس القفازين وغير ذلك.
ولا غرابة أن تكون نتيجة مجالسة أصحاب المنكر هي ارتكاب المنكر ذاته، فمن قعد من المستهزئين ولم ينكر عليهم استهزاءهم لا ريب أنه سيتأثر بدائهم وهو كمن لم ينكر على ذي القذارة قذارته مع استمراره بالجلوس معه لا ريب أنه سيصاحب بلا شك بشيء من هذه القذارة بل ربما إنها تبلغ من رأسه إلى أخمص قدميه وحينها لا ينكر ذلكم الاستهزاء لا لشيء إلا لأنه قد تلطخ به فحامل العذرة - أكرمكم الله - قد لا يشم رائحتها بل ربما أنه يصاب بصداع لو فارقها، وكذلك هم المستهزئون بالله وآياته وعباده الصالحين تجدهم لا يأنسون ولا ينطلقون في الحديث إلا إذا كان استهزاء وسخرية بالله وآياته وعباده الصالحين رغم فظاعة جرمهم ونتن مسلكهم ولا ريب أن هذا الاستهزاء من الإجرام الذي قال الله عنه:
{إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُواْ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ وَإِذَا مَرُّواْ بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ وَإِذَا انقَلَبُواْ إِلَى أَهْلِهِمُ انقَلَبُواْ فَكِهِينَ وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَؤُلَاء لَضَالُّونَ} ومن العلامات أيضاً الرياء والمخادعة لله جل وعلا والمؤمنين أيضاً ومن ذلك تصنع الخشوع في الصلاة وادعاء التأثر بالقرآن والظهور بمظهر الصالحين وغير ذلك من الصفات المحمودة والمطلوبة من المسلم ومن يفعل ذلك الرياء وتلك المخادعة والعياذ بالله من العجب أنه يظن أنه يخدع الله - تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً - أو أنه يخدع كل من يراه من عباد الله المؤمنين، ونسي المسكين أنه لا يخدع إلا نفسه ولا يضيع ولا يضر إلا نفسه، ولكن مشكلته أنه لا يشعر وأني لفاقد الشعور أن يسعى لعلاج ألمه!! وصدق الله ومن أصدق من الله قيلا {يُخَادِعُونَ اللّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُم وَمَا يَشْعُرُونَ}.
الحديث حول هذه الصفات حديث ذو شجون لكن لعل الله ييسر مواصلة ذلك لذا أختم حديثي بصفة من صفات المنافقين ألا وهي الاستخفاء من الناس وما علم ذلك المستخفي من الناس أنه يبارز الله بما أخفاه عن الناس مع أن الله بكل شيء محيطاً فتجد إحداهن تتبرج وتسفر بوجهها بمجرد مغادرتها أرض الوطن لا لشيء إلا لأنها اختفت عن أعين الناس الذين ينكرون عليها سفورها وتبرجها، وكذلك تجد من الرجال من يمارس ممارسات في الخارج بحجة أنه لا يراه أحد ممن ينكر عليه وهكذا...
قال تعالى:
{يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لاَ يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا}.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved